تاريخ النشر: 2023-06-25
كآباء، نريد جميعًا حماية أطفالنا من الأذى. نعلمهم أن ينظروا في كلا الاتجاهين قبل عبور الشارع، وأن يبتعدوا عن الغرباء، وأن يكونوا حذرين بشأن الأشياء الساخنة. ولكن هل فكرت يومًا في تعليم طفلك كيفية الدفاع عن نفسه؟ بينما نأمل ألا يضطروا أبدًا إلى استخدام هذه المهارات، فمن المهم إعداد أطفالنا لعالم قد يكون فيه الدفاع عن النفس ضروريًا. ومع ذلك، فإن فكرة تعليم الطفل للدفاع عن نفسه يمكن أن تكون شاقة، والعديد من الآباء يخجلون من هذه الفكرة. في هذا المنشور،من خلال موقع دليلى ميديكال سنناقش بعض النصائح والتكتيكات حول كيفية تعليم طفلك الدفاع عن نفسه بطريقة آمنة وفعالة ومناسبة للعمر.
طرق الدفاع عن النفس
علّمي طفلك أن يثق في نفسه، وأن يتواصل مع من حوله بعينه، لإظهار هذه الثقة، فتجنب التواصل، يجعله يبدو ضعيفًا.
ساعدي طفلك على تكوين صداقات، إذا لم يكن لديه، واطلبي منه البقاء دائمًا في مجموعة، فالصداقة عامل مهم يحمي من التنمر والاعتداءات.
علمي طفلك أن يكون حازمًا، ذا صوت قوي وواثق من نفسه، وعدم إعطاء المتنمر رد الفعل العاطفي الذي يبحث عنه، وتدربي معه في المنزل على ذلك.
مثِّلي مع طفلك مشهدًا عدائيًا في المنزل، حتى يتعلم كيفية التعامل مع المعتدي.
أخبري طفلك عن ضرورة علمه بما يدور حوله، اطلبي منه النظر حوله، وإذا كان هناك شيء ما يقلقه، أن يثق في إحساسه، فيساعده ذلك على تجنب التعرض للسرقة أو مهاجمته من قبل شخص بالغ.
علمي طفلك كيف يتعامل مع المعتدي جسديًا عليه، عن طريق الاقتراب للمعتدي، ولف ذراعيه حوله، بدلًا من إلقاء اللكمات، فبمجرد أن يصبح الطفل قريبًا جدًا من المعتدي، تكون خيارات المعتدي أقل، وهذا في النهاية يحمي كلا الطفلين.
اشتركي لطفلك في فصل فنون الدفاع عن النفس، ليس من أجل الدفاع عن نفسه فقط، بل ليتعلم كيفية الرد على الموقف بطريقة هادئة وواثقة، قبل أن يتحول إلى إعتداء جسدي.
علمي طفلك الابتعاد وترك الموقف، قبل أن يخرج عن السيطرة، أخبريه يبحث بعينيه عن المخرج، وأخبريه أن الهروب من المتنمر ليس بضعف، إنما يتطلب شجاعة وقوة.
كيف أجعل طفلي يثق في نفسه؟
ساعدي طفلك على تعلم أعمال تناسب عمره، حتى في أثناء الطفولة، فإن تعلم حمله للكوب يثير شعوره بالإتقان والسعادة، ومع نمو طفلك فإن تعلم ارتداء الملابس أو القراءة فرص أخرى لنمو احترام الذات، دعيه يفعل ما في وسعه، حتى لو أخطأ، تأكدي من حصوله على فرصة للتعلم والمحاولة والشعور بالفخر.
كوني قدوة جيدة، فعندما يراكِ تقومين بمهامك بمرح دون تذمر أو شكوى، وتبذلين جهدًا في مهامك اليومية، مثل تنظيف المنزل، أو إعداد وجبة، فإنكِ تعلّميه يفعل الشيء نفسه، فيتعلم طفلك بذل الجهد في أداء واجباته المنزلية أو ترتيب سريره.
تجنبي الانتقادات القاسية، فالكلمات التي يسمعها طفلك من الآخرين تترجم إليه كرسالة راسخة عن نفسه، ويهز احترامه لذاته، كوني صبورًا، وركزي على ما تريديه أن يفعله في المرة القادمة، ووضحي له كيف يمكنه فعله.
ركزي على نقاط قوة طفلك، أكثر من نقاط ضعفه، انتبهي لما يفعله طفلكِ جيدًا ويستمتع به.
شجّعي طفلك على المساعدة والعطاء، إذ ينمو احترامه لذاته عندما يرى أن ما يفعله للآخرين مهم، مثل المساعدة في المنزل، أو عمل مشروع خدمة في المدرسة، أو تقديم خدمة لأخيه.
امدحي طفلك، وهي وسيلة رائعة لإظهار فخرك به، لكن بحكمة، إذ إن بعض طرق المدح تأتي بنتائج عكسية، إليكِ كيفية القيام بذلك بشكل صحيح:
لا تبالغي في الثناء، فالمديح الذي لا يشعر طفلك بأنه يستحقه ليس صحيحًا، على سبيل المثال إخبار طفلك أنه لعب لعبة رائعة، في الوقت الذي لم يلعب جيدًا، فمن الأفضل أن تقولي له "أعلم أن هذه لم تكن أفضل مباراة لك، لكن يحدث هذا لنا جميعًا، أنا فخور بكِ لأنك لم تستسلم".
تجنبي المديح على الدرجات الكاملة فقط، قدري مجهوده، واحمديه عليه، إذ يبذل الأطفال جهدًا كبيرًا في الأشياء، ويحاولون، وعندما تفعلين هذه فمن المرجح أن ينجحوا، أيضًا تجنبي مديح الصفات الثابتة.
أفضل العاب للدفاع عن النفس للأطفال
رياضة الجودو
تُعدّ واحدة من أفضل فنون الدفاع عن النفس عند الأطفال، فيُمكن للطفل أن يتعلّمها ويُتقنها بكل سهولة، فلها دور في حماية العقل وزيادة التركيز على الخصم وتحسين الحالة المزاجية عند الطفل من خلال تفريغ طاقاته المكبوتة داخله، وتُعلّمه احترام الآخرين وتقبل الخسارة وتطوير النفس للوصول إلى الأهداف والنجاح، وتُعتبر من أهم الرياضات التي تُساعد الطفل في الدفاع عن نفسه وحمايته من أي خطرٍ يُحاول الالتفاف عليه، كما أنها مسلية جداً حيثُ يشعر الطفل بالسعادة والتعرّف على أصدقاء جدد من خلالها، ولها دور في شدّ الجسم وتقوية العضلات وزيادة التوازن وتحريك كل جزء منَ الجسم ممّا يُساعد على زيادة الحركة، وهذه الرياضة يابانية الأصل وهيَ منَ الفنون القتالية المشهورة في عالمنا والتي أنشأها جيغورو كانو.
رياضة الايكيدو
إذا أردتَ اختيار رياضة للدفاع عن النفس لطفلك، فما عليكَ إلّا بالايكيدو والتي تُعتبر رياضة السلام التي تبتعد عن أي شكلٍ من أشكال العنف والضربات القاسية، إنها أيضاً منَ الرياضات اليابانية الأصل التي أنشأها موريهي أوشيبا، وهدفها الرئيسي استهداف المكان الصحيح لمهاجمة الإنسان المعتدي على الطفل، ففي بداية تعلّمها يتم غرس المفاهيم المتعددة داخل عقل الطفل في أن يستخدمها فقط للأشخاص المعتدين وبطريقةٍ ذكية بحيث تُؤثر الضربة عليهم وتُبعدهم عنه، ويُمكن أن يتم القتال عن طريق العصا ويتعلم الطفل العديد منَ الحركات مثل تمارين التنفس ورمي الخصم وكيفية تثبيته ووضعيات الهجوم التي تستهدف المعدة والرفس منَ الجوانب وجبهة الرأس وغيرها من أجزاء الجسم.
رياضة الكونغ فو
تقريباً جميع الأطفال وخاصةً الذكور منهم يعشقون الكونغ فو، فالكثير منَ الأهالي يُلاحظون أنَ أطفالهم يُحاكون بعض الحركات التي يُشاهدونها على التلفاز من الأفلام الكرتونية، فإما يُقلّدون سلاحف النينجا أو دراغون بول أو بعض الألعاب على الحواسيب التي تتضمّن القتال، والكونغ فو هيَ الخيار الأفضل للطفل كونها أسلوب قتال صيني لها عدّة حركات وطرق يتعلّمها الطفل للدفاع عن نفسه، وتكمن أهميتها في تحديد نقاط الضعف عندَ الشخص المعتدي واستهدافها، وزيادة قوّة الجسم وتوازنه وتنشيط العقل من خلال التفكير بالحركات وتذكرها، كما أنها تزيد من ثقة الطفل بنفسه وتُحسّن تركيزه وزيادة قدرته على التعلم.
رياضة الملاكمة
تُسمى أيضاً بالكيك بوكسينغ، إنها من أفضل أنواع الفنون القتالية المختلطة التي يجب على الطفل أن يتعلّمها، فهيَ مزيج ما بينَ ملاكمة الساقين واليدين والكاراتيه، ويُفضّل أن يتعلّمها الطفل من سن السادسة أي أثناءَ دخوله إلى المدرسة واختلاطه بالمجتمع، وسواءً كانَ طفلك ذكراً أم أنثى لا يُهم، فهذه الرياضة مفيدة جداً للطفل في تقوية شخصيته وتجنب الخجل الاجتماعي والخوف الذي يعتريه أثناءَ ذهابه للمدرسة وقيامه بالأنشطة معَ الأطفال، وتُعزّز من صحتّه البدنية وتُسهم في تناسق جسده وتنشيطه وتقوية عضلات الأطراف العلوية والسفلية.
رياضة الكاراتيه
تحدثنا بشكلٍ مفصلٍ في مقالٍ سابقٍ لنا على موقع فنجان عن تاريخ رياضة الكاراتيه وفوائدها للطفل، فهذه الرياضة هيَ طريقة مثالية للطفل حيثُ يتعلّم من خلالها كيفية الدفاع عن نفسه في الوقت المناسب وكيفية دبّ الخوف في قلب الخصم من خلال مهاجمته لهُ بشكلٍ مفاجئ، كما أنها تزيد من قدرة الطفل على الالتزام بقواعدها والانضباط الصارم أثناءَ أداء هذه اللعبة، وتُساعد في زيادرة القدرة على التركيز من خلال توقع حركات الخصم والتفكير بصدّها.
رياضة التايكواندو
إنها من أفضل الرياضات الكورية التي تُعلّم الفرد فنون القتال وحركات الدفاع عن النفس، وتُعتبر منَ الرياضات الجيدة للأطفال كونها تُساعد على زيادة صفاء الذهن وتُنظّم ضغط الدم لديهم، وتُساعدهم في إفراز السموم من أجسادهم عن طريق إفراز كمياتٍ كبيرة منَ العرق، كما أنها تزيد من قوّة العضلات لديهم وتحميها منَ الانكسار والهشاشة، فهذه الرياضة مشهورة جداً ضمنَ الألعاب الأولمبية وكانت مشهورة في سيلا الكورية حتى تطوّرت وأصبحت من أهم الرياضات القتالية التي تعتمد على الركل، وأثناءَ اللعب يجب على اللاعب أن يرتدي هوجو أي بمعنى واقٍ لمنطقة الصدر من أي ركلةٍ خطيرة معَ واقٍ للرأس والأسنان والساقين، ولها عدّة قوانين يجب على اللاعب احترامها والالتزام بها.
رياضة وينغ تشون
إنها منَ الرياضات القتالية الصينية الأصل، فهيَ رياضة جديدة تم اكتسابها وتعلّمها على غرار بعض الرياضات المشهورة، ولكنها رائعة في الدفاع عن النفس حيثُ أنها تزيد من قدرة الفرد على تحكّمه بسرعته وكيفية توظيف الحركات الهجومية بطريقةٍ ذكية على الخصم، فمبدأها يعتمد على البساطة في اللعب دون الاعتماد على الحركات الكثيرة بل من خلال حركةٍ واحدة تستطيع استهداف خصمك، وقبلَ البدء بها عليكَ إحماء جسدك بالكامل ومن ثمَ ارتداء خوذة على الرأس وقفازات حتى تُسدّد ضرباتك في اللكم والركل، ولا تعتمد إلّا على أطراف الجسم فقط فغير مسموح الاستعانة بأي أداةٍ خارجية.ولرياضة وينغ تشون دور في تطوير مهارات الطفل الجسدية والعقلية من حيث زيادة تركيزه وتوازن جسده، ويُفضّل أن تكون تحتَ إشراف مختص في نادٍ رياضي كونها خطرة في بعض الأحيان حيثُ يُصاب الفرد بالالتواء أو الكسور إذا كانت الضربة خاطئة.
رياضة الكيك بوكسينج KickBoxing
رياضة الـ كيك بوكسينغ تعني بالمعنى الحرفي حركات الأرجل "كيك" مع الملاكمة وهي من الرياضات الحديثة نوعا ما حيث تأسست في سبعينات القرن الماضي في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم انتشرت انتشاراً واسعاً. تمتلك هذه الرياضة تقنياتها الخاصة في اللكمات و ضربات الركبة و حتي الرفسات و التي تضربها بمجرد وجود ثغرة دفاعية لدي خصمك, لابد أن تكون ضرباتك سريعة, ومباشرة ومربكة للخصم, ويمكن تلخيص أبسط طريقة قتالية للكيك بوكسينج كالتالي :
هاجم خصمك بركلة أمامية في الذقن بأقصي قوة تستطيعها, و إذا كنت متدرب جيدا فسوف تستطيع تسديد ضربة شديدة وسريعة بحيث لن يستوعب خصمك ما حدث الا بعد فوات الأوان .
إاذا هاجمت بقوة كافية فسوف تستطيع كسر فك المهاجم, تحطيم أسنانه, تحعله يقضم جزء من لسانه أو حتي تستطيع كسر رقبته .يمكنك أيضا التنحي جانبا عن هجوم الخصم و مسك سلاحه و توجيه قبضة قوية لأنف الخصم, لن يؤذيك اقترابك من الخصم لكن ذلك سوف يربكه للغاية و تحكمك في سلاحه قد يضيع تركيزه بالكامل .
كراف ماجا KravMaga
كراف ماجا أو كراف ماغا ليست فن قتالي بحد ذاته وانما مزيج من أكثر من فن قتالي تم تطويرها و استخدامها علي أيدي القوات الخاصة الإسرائيلية, و لا تعتبر رياضة دفاع عن النفس بالمعني العادي لأنها تعتمد بشكل رئيسي علي المهارات العنيفة, والهجوم علي الخصم في أماكن حيوية قد تؤذيه كثيراً. الهدف الرئيسي للهجوم هي العينين والأعضاء التناسلية, وأيضا ضربات الرأس أو حتي استخدام أي شيء كسلاح لإلحاق أكبر ضرر ممكن, وهي تتكون من ثلاث مراحل رئيسية وهي: التعامل المباشر مع الخطر سواء ضربة أو سلاح
نأمل أن تكون قد وجدت مقالتنا حول تعليم استراتيجيات الدفاع عن النفس للأطفال مفيدة وغنية بالمعلومات. ليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في تعليم الأطفال حول السلامة الشخصية وكيفية حماية أنفسهم في المواقف الخطرة. باستخدام النصائح والتقنيات التي أوضحناها في هذا المنشور، يمكنك مساعدة طفلك على تطوير المهارات التي يحتاجها للدفاع عن نفسه والبقاء آمنًا. تذكر أن الهدف ليس جعل طفلك مصابًا بجنون العظمة أو الخوف، بل تمكينه بالمعرفة والمهارات التي من شأنها أن تخدمه جيدًا طوال حياته. حافظ على سلامتك، ونأمل أن تقضي أنت وطفلك وقتًا ممتعًا في تعلم وممارسة هذه المهارات الحياتية الأساسية!