تاريخ النشر: 2023-06-12
اليرقان هو حالة شائعة تظهر عند الأطفال حديثي الولادة، وتؤثر على ما يقرب من 60٪ من الأطفال الناضجين و 80٪ من الأطفال المبتسرين. يحدث بسبب تراكم البيليروبين، وهو صبغة صفراء تنتج عن انهيار خلايا الدم الحمراء. على الرغم من أنها حالة طبيعية وعادة ما تكون خفيفة، إلا أنها يمكن أن تسبب مضاعفات خطيرة إذا تركت دون علاج. لذلك، من المهم للآباء الجدد فهم الأسباب والأعراض وخيارات العلاج لليرقان عند الأطفال حديثي الولادة. في هذا المنشور، من خلال موقع دليلى ميديكال سنقدم دليلًا شاملاً لمساعدتك على التعرف على اليرقان وإدارته لدى طفلك حديث الولادة.
اعرف افضل طبيب فى خلال دقايق من خلال دليلى ميديكال
أنواع الصفار عند الأطفال حديثي الولادة
1. الصفار الفيسيولوجي
الصفار الفسيولوجي يُصيب معظم الأطفال بعد اليوم الأول من الولادة، وينتج عن نقص الإنزيم المسؤول عن عملية معالجة البيليروبين لكي يُخرجه الكبد خارج الجسم
يوجد عوامل مساعدة على الصفار الفسيولوجي، مثل:
قلة الرضاعة من قبل الطفل.
الولادة المبكرة.
إصابة الأم بالسكري.
2. الصفار المرضي
الصفار عند الأطفال حديثي الولادة المرضي عادةً يظهر منذ اليوم الأول بعد الولادة وله أسباب كثيرة، هي:وجود خلاف بين دم الأم ودم الطفل، وذلك يؤدي إلى تكون مضادات العامل الرايزيسي في دم الأم وانتقالها إلى جسم الطفل عبر المشيمة مما يُؤدي إلى تكسر كريات الدم الحمراء عند الطفل وخروج مادة البيليروبين بكثرة، بحيث لا يستطيع الكبد التعامل معها مما يؤدي إلى تراكمها بسرعة.
وجود نزيف داخلي عند الطفل.
وجود انسداد في القنوات المرارية عند الطفل.
ارتفاع كريات الدم الحمراء عند المواليد الجدد وقصر عمرها، حيث يؤدي تحللها إلى تراكم مادة البيليروبين في الدم.
أعراض اليرقان عند حديثي الولادة
عادةً ما يظهر اصفرار الجلد وبياض العين العلامة الرئيسة لليرقان عند الرضع بين اليوم الثاني والرابع بعد الولادة، قد تشير العلامات أو الأعراض الآتية إلى اليرقان الشديد:
يصبح جلد الطفل أكثر اصفرارًا.
يبدو جلد بطن الطفل أو ذراعيه أو ساقيه أصفر اللون.
يبدو بياض عيني الطفل صفراء اللون.
يبدو الطفل فاترًا أو مريضًا أو يصعب إيقاظه.
لا يكتسب الطفل وزنًا أو يتغذى بشكل سيء.
يبكي الطفل بصوت عالٍ.
تظهر على الطفل أي علامات أو أعراض أخرى تقلقك.
مضاعفات اليرقان عند حديثي الولادة
يمكن أن تؤدي المستويات العالية من البيليروبين التي تسبب اليرقان الشديد إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجها، وتشمل أبرز المضاعفات ما يأتي:
1. اعتلال دماغي البيليروبين الحاد
البيليروبين سام لخلايا الدماغ إذا كان الطفل يعاني من اليرقان الشديد فهناك خطر مرور البيليروبين إلى الدماغ وهي حالة تسمى اعتلال الدماغ الحاد بالبيليروبين، وقد يمنع العلاج الفوري حدوث ضرر دائم كبير.
تشمل علامات اعتلال دماغ البيليروبين الحاد لدى الطفل المصاب باليرقان ما يأتي:
الخمول.
صعوبة الاستيقاظ.
بكاء عالي النبرة.
سوء الرضاعة.
التقوس الخلفي للرقبة والجسم.
حمى.
يرقان نووي
هي متلازمة تحدث إذا تسبب اعتلال دماغ البيليروبين الحاد في تلف دائم للدماغ، وقد ينتج عن اليرقان:
الحركات اللاإرادية وغير المنضبطة.
نظرة دائمة إلى الأعلى.
فقدان السمع.
التطور غير السليم لمينا الأسنان.
علاج الصفار عند الأطفال حديثي الولادة
بدايةً يتم تحديد إذا كان الطفل بحاجة للعلاج حسب الآتي:
نوع الصفار إن كان فسيولوجي أو مرضي.
نسبة الصفار في الدم حيث يتم عمل الفحوصات المخبرية اللازمة.
عمر الطفل.
وزن الطفل.
كل ذلك يُؤثر في قرار البدء في العلاج أم لا، ويتمثل العلاج في ما يأتي:
العلاج الضوئي: يُجرى عن طريق وضع الطفل في الحاضنة الضوئية الخاصة وتعريضه إلى أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معين وهي موجات ضوئية خاصة تقوم بتكسير البيليروبين الموجود في الجلد.
إعطاء البروتينات المناعية: هي تُعطى في حالات الصفار الناتج عن عدم توافق دم الأم والطفل، حيث تقوم بتقليل أثر الأجسام المضادة المُسببة بتكسير كريات الدم الحمراء.
تغير دم الطفل: حيث تُستخدم هذه الطريقة في الحالات الشديدة التي يُخشى فيها أن يؤدي الصفار إلى اليرقان النووي، وفيها يتم تبديل دم الطفل لإخراج المادة الصفراء من الجسم.
يجدر الذكر أنه يجب الابتعاد عن العادات الخاطئة في العلاج، مثل: إعطاء الطفل الماء والسكر، ووضع الطفل تحت الضوء العادي أو النيون.
الحصول على التغذية المتكاملة ذلك من خلال تناوله المكملات الغذائية لتجنب خسارة الوزن، والتي تتم تحت الإشراف الطبي.
حقن الغلوبولين المناعي الوريدية ويُلجأ لهذا العلاج عندما تكون الصفراء عند الأطفال ناشئة عن اختلاف زمر الدم ما بين الأم والطفل.
مضاعفات الصفار عند الأطفال حديثي الولادة
إذا لم يتم العلاج مبكرًا قد يؤدي ارتفاع نسبة الصفار في الدم إلى ما يُعرف باليرقان النووي بسبب ترسب المادة الصفراء في الدماغ مما يؤدي إلى حدوث شلل دماغي.
كيف يُمكن علاج في البيت؟
تعريض الطفل للإضاة لمدة 10 دقائق مرتين في اليوم، مع ضرورة التنويه لتجنب تعرضه لأشعة الشمس المُباشرة.
تغيير أنماط التغذية للطفل، بحيث تكون من 8 - 12 مرة للرضاعة الطبيعية و30 - 60 ملليلترا من الحليب الصناعي كل 2 - 3 ساعات، إذ يُساهم هذا التكرار في تحريك الأمعاء وزيادة كمية البيليروبين المطروحة في فضلات الطفل.
وضع الطفل تحت مصباح فلورسنت مع تغطية عينيه، إذ يُساهم ذلك في إضافة الأكسجين إلى البيليروبين لتسهيل تذويبه في الماء وبالتالي تخلص الكبد منه دون مواجهة أية صعوبات.
اعتماد التغذية التكميلية والتي يُوصي بها الطبيب المختص في حال إصابة الطفل بالجفاف أو في حال فقدانه للوزن، ويُعنى بذلك إعطاؤه الحليب الصناعي أو ذلك المسحوب من ثدي الأم بجانب الرضاعة لطبيعية، بالإضافة لإمكانية اقتراح الرضاعة الصناعية لعدد من الأيام ومن ثُم العودة للرضاعة الطبيعية.
علامات شفاء المولود
من الممكن تأكيد إصابة المولود باليرقان عن طريق إجراء فحص ذاتي بعد الولادة في اليوم الثاني.
ويتم ذلك عن طريق الضغط برفق على جبين المولود أو أنفه، ففي حال إذا لم يكن يعاني من اليرقان، يعود الجلد إلى لونه الطبيعي مباشرة.
ولكن إذا كان مصاباً، فإنه يظهر باللون الأصفر في مكان الضغط، إذن أبرز علامات الشفاء ..عودة لون الجلد من اللون الأصفر إلى اللون الطبيعي.
وعودة بياض العينين من اللون الأصفر إلى اللون الطبيعي..مع ثبات في درجات الحرارة وأن تصبح طبيعية.
اختفاء حكة الجلد..ورجوع لون البراز من الأصفر إلى لونه الطبي، وعودة لون البول من اللون القاتم إلى اللون الطبيعي.
عدم الشعور بالتعب والإجهاد، وثبات الوزن بعد حدوث فقدان سريع في الوزن في الأيام السابقة.
اختفاء طعم المرارة الدائم في فم الطفل..واختفاء ألم البطن والمفاصل.
نأمل أن تعطيك هذه المقالة فهمًا أفضل لليرقان الوليدي وكيف يمكن أن يؤثر على الأطفال حديثي الولادة. بصفتك أحد الوالدين، قد يكون من المخيف رؤية طفلك بلون أصفر على بشرته وعينيه، ولكن من المهم معرفة أن هذه حالة شائعة يمكن علاجها. من خلال التعرف على الأعراض مبكرًا وطلب العناية الطبية، يمكنك المساعدة في ضمان حصول طفلك على العلاج المناسب الذي يحتاجه للتعافي. كما هو الحال دائمًا، استشر أخصائيًا طبيًا إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن صحة طفلك.