الوحمات الدموية عند الأطفال الرضع الأسباب والأنواع والعلاج

تاريخ النشر: 2023-02-08

تُعتبر الوحمات الدموية من الأمور الشائعة التي قد تظهر لدى الأطفال الرضع فور الولادة أو بعد مرور بعض الوقت، مما قد  يسبب القلق للوالدين. تعرف من خلال  دليلى ميديكال تظهر هذه الوحمات نتيجة تجمع دموي زائد في طبقات الجلد السطحية، وتتراوح ألوانها بين الأحمر الفاتح الذي يشبه لون الفراولة أو الأزرق الداكن الذي يبدو كالكدمات العميقة. تختلف الوحمات الدموية في الحجم والمكان من طفل لآخر، لكنها لا تُعد خطيرة في معظم الحالات، حيث تختفي تلقائيًا مع مرور الوقت، بينما قد تحتاج الوحمات الكبيرة أو التي تظهر على الوجه إلى العلاج لتجنب ظهور ندوب دائمة.

ما الذي يسبب ظهور الوحمة الدموية؟

حتى الآن، لم يُعرف السبب الدقيق وراء ظهور الوحمات الدموية، لكنها ليست من الحالات الوراثية في معظم الأحيان. يعتقد الأطباء أنها تحدث بسبب تطور غير طبيعي في الأوعية الدموية أثناء تكوين الجنين، مما يؤدي إلى تجمع غير منتظم للأوعية الدموية في بعض مناطق الجلد.

أنواع الوحمات الدموية

تتميز الوحمات الدموية بلونها الأحمر نتيجة تجمع الأوعية الدموية في الجلد، وهناك عدة أنواع منها:

1. وحمة الفراولة

تُعرف أيضًا بالورم الوعائي السطحي، وتظهر عادةً بعد عدة أسابيع من الولادة. يمكن أن تظهر في أي منطقة من الجسم، لكن الوجه والرقبة هما أكثر الأماكن شيوعًا لظهورها. تتميز بسطحها البارز ولونها الأحمر، وتختفي تدريجيًا مع تقدم عمر الطفل.

2. الورم الوعائي الكهفي

يشبه وحمة الفراولة لكنه يتميز بمظهر إسفنجي ولون أحمر مائل إلى الأزرق. يتكون من أوعية دموية أعمق داخل الجلد، وقد يكون أكثر بروزًا. في بعض الحالات، يحتاج إلى تدخل طبي إذا كان ينمو بسرعة أو يؤثر على الأعضاء الحيوية.

3. بقع السلمون

تظهر على شكل بقع صغيرة ذات لون وردي أو زهري نتيجة تجمع بسيط للأوعية الدموية. غالبًا ما تظهر في مناطق مثل الجبين، الجفون، الشفاه العليا، بين الحاجبين وخلف الرقبة. تزداد وضوحًا عند بكاء الطفل أو عند تغير درجة الحرارة، لكنها تختفي تلقائيًا بمرور الوقت.

4. وحمة بورت واين

تحدث نتيجة توسع الشعيرات الدموية الصغيرة، وغالبًا ما تظهر على الوجه. تختلف في الحجم من طفل لآخر، وتظل موجودة مدى الحياة ما لم تُعالج بالليزر

5. بقع القهوة بالحليب

تظهر على شكل بقع بنية مسطحة، وهي شائعة بين الأطفال. قد تختفي مع الوقت أو تصبح أصغر حجمًا.

6. الشامات

قد تكون الشامات صغيرة أو كبيرة، مسطحة أو بارزة، سوداء أو بنية. بعض الشامات تحتوي على شعر، بينما تبقى أخرى خالية.

7. البقع المنغولية

تتميز بلونها الأزرق أو الرمادي وتظهر عادةً في أسفل الظهر أو الأرداف. تُلاحظ بشكل شائع لدى الأطفال ذوي البشرة الداكنة لكنها قد تظهر في أي عرق. غالبًا ما تختفي مع التقدم في العمر.

8. وحمة فلاميوس

هي وحمة وعائية تظهر منذ الولادة بلون وردي إلى أرجواني غامق. غالبًا ما توجد على الوجه أو الرأس.

9. الورم الوعائي الدموي

يتكون من تجمع خلايا الأوعية الدموية، ويظهر مسطحًا على الجلد أو بارزًا.

تشخيص الوحمات الدموية عند الأطفال الرضع

يتم تشخيص الوحمات الدموية بسهولة من خلال الفحص السريري الذي يجريه طبيب الأطفال أو طبيب الجلدية. في معظم الحالات، لا تكون هناك حاجة إلى فحوصات إضافية، لكن في بعض الحالات المعقدة قد يتم اللجوء إلى اختبارات تشخيصية للتأكد من طبيعة الوحمة واستبعاد أي مشكلات صحية أخرى.

خطوات التشخيص:

  1. الفحص السريري:

    • يقوم الطبيب بفحص الوحمة من حيث اللون، الحجم، الملمس، ومدى انتشارها.
    • يسأل عن توقيت ظهورها، إذا كانت تكبر أو تتغير بمرور الوقت، وما إذا كانت تسبب أي أعراض مثل الألم أو النزيف.
  2. التصوير الطبي (إذا لزم الأمر):

    • التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound):
      • يُستخدم لتحديد عمق الوحمة وما إذا كانت تؤثر على الأنسجة العميقة.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI):
      • يُجرى في الحالات المعقدة، مثل عندما تكون الوحمة في مناطق حساسة (مثل الدماغ أو العين)، أو إذا اشتبه الطبيب في وجود ارتباط مع مشكلات أخرى.
    • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan):
      • نادرًا ما يستخدم، لكنه قد يكون مفيدًا لتقييم الوحمات الدموية العميقة جدًا.
  3. اختبارات الدم (نادراً):

    • قد يتم طلب فحص الدم في بعض الحالات النادرة عندما يُشتبه في وجود اضطراب في الأوعية الدموية مرتبط بالوحمة.
  4. الخزعة الجلدية (Biopsy - في حالات نادرة جدًا):

    • إذا لم يكن التشخيص واضحًا، قد يأخذ الطبيب عينة صغيرة من الوحمة لفحصها تحت المجهر، لكنه إجراء نادر في حالات الوحمات الدموية.

متى يجب استشارة الطبيب؟

يُفضل مراجعة الطبيب في الحالات التالية:
 إذا كانت الوحمة تكبر بسرعة أو تتغير بشكل غير طبيعي.
 إذا كانت تنزف أو تلتهب أو تسبب ألمًا.
 إذا كانت تؤثر على الرؤية، التنفس، أو الأعضاء الحيوية الأخرى.
 إذا كانت الوحمة كبيرة جدًا أو في أماكن حساسة مثل الوجه أو الرقبة.

معظم الوحمات الدموية غير خطيرة وتختفي تلقائيًا، لكن التشخيص المبكر يضمن التدخل المناسب إذا لزم الأمر. 

كيفية علاج الوحمات الدموية

لا تحتاج معظم الوحمات الدموية، مثل وحمة الفراولة وبقع السلمون، إلى أي علاج حيث إنها تختفي من تلقاء نفسها. ومع ذلك، قد تحتاج بعض الحالات إلى تدخل طبي، خاصة إذا كانت الوحمة كبيرة أو تؤثر على الرؤية أو التنفس أو الأعضاء الحيوية.

1. العلاجات الدوائية

  • مرهم تيمولول: يُستخدم لعلاج الوحمات الصغيرة التي تستمر في النمو.

  • أدوية الكورتيكوستيرويد: تُستخدم لعلاج الوحمات الكبيرة التي تؤثر على الرؤية أو الأعضاء الأخرى.

  • بروبرانولول: يُعد أحد أكثر العلاجات فاعلية في تقليل حجم الوحمة الدموية.

2. العلاجات الطبية الأخرى

  • العلاج بالليزر: يُستخدم لعلاج وحمة بورت واين والوحمات الكبيرة.

  • العلاج بالتبريد (كريوثيرابي): يُستخدم في بعض الحالات لتقليل حجم الوحمة.

  • الإزالة الجراحية: تُستخدم في حالات نادرة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى.

هل يمكن تفادي ظهور الوحمة الدموية؟

لا توجد أي طريقة مثبتة وفعالة حتى الآن لتجنب ظهور الوحمات الدموية، حيث إنها تحدث دون سبب واضح.

أنواع أخرى من الوحمات

متى يجب استشارة الطبيب؟

يجب مراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • إذا كانت الوحمة الدموية تنمو بسرعة.

  • إذا تسببت الوحمة في مشاكل في التنفس أو الرؤية.

  • إذا كانت الوحمة في منطقة حساسة مثل العين أو الفم أو الأنف.

  • إذا بدأت الوحمة بالنزيف أو الالتهاب.

الخاتمة

تُعد الوحمات الدموية عند الأطفال الرضع من الأمور الطبيعية التي لا تستدعي القلق في معظم الحالات. غالبية هذه الوحمات تختفي من تلقاء نفسها مع مرور الوقت، لكن في بعض الحالات قد يكون العلاج ضروريًا خاصة إذا أثرت على صحة الطفل أو مظهره. من الأفضل استشارة الطبيب لتحديد الخيار العلاجي المناسب إذا لزم الأمر.

العلاج بالأعشاب للوحمات الدموية عند الأطفال الرضع غير مثبت علميًا، ولكن بعض العلاجات الطبيعية قد تساعد في تهدئة البشرة وتحسين الدورة الدموية. من المهم استشارة الطبيب قبل تجربة أي علاج عشبي على الرضيع لتجنب أي تفاعلات غير مرغوب فيها.

علاجات طبيعية قد تساعد في تهدئة الوحمات الدموية:

  1. زيت جوز الهند:

    • يُعرف بخصائصه المرطبة والمضادة للالتهابات.
    • يمكن تدليك منطقة الوحمة بلطف بزيت جوز الهند الدافئ مرة يوميًا.
  2. عسل النحل:

    • يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات.
    • يوضع العسل على الوحمة لمدة 10-15 دقيقة ثم يُغسل بلطف.
    • يُستخدم فقط إذا كان الرضيع أكبر من سنة (لأن العسل غير آمن للأطفال أقل من سنة).
  3. خل التفاح المخفف:

    • يُقال إنه يساعد في تقليل حجم الوحمة بسبب خصائصه القابضة.
    • يُخفف الخل بالماء ويوضع بقطعة قطنية على الوحمة لبضع دقائق، ثم يُشطف بالماء الفاتر.
    • يجب اختبار كمية صغيرة أولًا على جزء آخر من الجلد للتأكد من عدم حدوث تهيج.
  4. جل الصبار (الألوفيرا):

    • يساعد في تهدئة الجلد وتحسين تدفق الدم.
    • يوضع الجل الطازج على الوحمة ويُترك لبضع دقائق ثم يُغسل.
  5. الكركم:

    • له خصائص مضادة للالتهاب، ويمكن خلط مسحوق الكركم مع القليل من الماء وتطبيقه بلطف على الوحمة.

تنبيهات مهمة:

 لا توجد أدلة علمية قوية تدعم فعالية هذه العلاجات في إزالة الوحمات الدموية.
 يجب الحذر من تحسس جلد الطفل تجاه أي مكون عشبي.
 لا يُنصح باستخدام أي مادة حمضية قوية مثل الليمون على جلد الرضيع.
 يفضل استشارة طبيب الأطفال قبل تجربة أي علاج طبيعي.

أغلب الوحمات الدموية تختفي مع الوقت دون الحاجة إلى علاج، ولكن في الحالات التي تستدعي التدخل، يُفضل اللجوء إلى العلاجات الطبية الموثوقة. 

 

الوحمات الدموية عند الأطفال الرضع يتم تشخيصها وعلاجها من قبل عدة تخصصات طبية، حسب نوع الوحمة وموقعها وتأثيرها على الطفل. التخصصات الطبية التي يمكن أن تتعامل مع هذه الحالات تشمل:

  1. طبيب الأطفال (Pediatrician):

    • الخطوة الأولى دائمًا هي زيارة طبيب الأطفال، حيث يقوم بتقييم الوحمة وتحديد ما إذا كانت تحتاج إلى متابعة أو تدخل طبي.
  2. طبيب الأمراض الجلدية (Dermatologist):

    • متخصص في مشاكل الجلد، وهو الأكثر خبرة في تقييم الوحمات الدموية السطحية وتقديم العلاجات مثل الليزر أو الأدوية الموضعية.
  3. طبيب الأوعية الدموية (Vascular Specialist):

    • يُستشار في حالات الوحمات الدموية العميقة أو المعقدة التي تؤثر على الأوعية الدموية.
  4. طبيب جراحة الأطفال (Pediatric Surgeon):

    • قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا في حالات نادرة إذا كانت الوحمة تسبب مشكلات في التنفس أو الرؤية أو تؤثر على الأعضاء الداخلية.
  5. طبيب العيون (Ophthalmologist):

    • إذا كانت الوحمة قريبة من العين أو تؤثر على الرؤية، فقد يكون تدخل طبيب العيون ضروريًا.
  6. طبيب التجميل أو جراحة التجميل (Plastic Surgeon):

    • يمكن أن يكون مفيدًا في الحالات التي تتطلب تحسين مظهر الجلد بعد إزالة الوحمة أو علاجها.

إذا كنتِ قلقة بشأن الوحمة الدموية لدى طفلك، فمن الأفضل البدء مع طبيب الأطفال، وهو بدوره سيحيلك إلى التخصص المناسب إذا لزم الأمر.