ما هو مرض التصلب المتعدد؟

التصلب المتعدد ، المعروف أيضًا باسم التهاب الدماغ والنخاع المنتثر ، هو مرض التهابي مزمن في الجهاز العصبي المركزي. هناك بؤر التهاب (آفات) في الدماغ والحبل الشوكي.

يوجد في حالة التصلب المتعدد تباين كبير في ظهوره. حيث من الممكن أن تختلف الأعراض العصبية تبعا لموقع الآفات. هناك أيضا مسيرات مختلفة  لهذا المرض. ومن الممكن أن ينتكس أو أن يسوء  باستمرار.

حتى بضع سنوات مضت ، تم التشخيص فقط على أساس الأعراض السريرية. في غضون ذلك ، تم أيضًا إضافة النتائج المختبرية وصور التصوير بالرنين المغناطيسي للنظام العصبي المركزي كدليل. لسوء الحظ ، لا توجد حاليًا طريقة لعلاج مرض التصلب  المتعدد.  ومع ذلك ، يمكن أن تتأثر مسيرة المرض بشكل إيجابي  بالأدوية المثبطة للمناعة والمعدلة مناعياً

 

ماذا يفعل مرض التصلب المتعدد؟

سبب التصلب المتعدد غير معروف. يشتبه في استجابة تلقائية للجسم على مستضد ،  يؤدي إلى هجوم خاطئ من الجهاز المناعي الذاتي ضد أغماد المايلين للألياف العصبية. وتناقش التهابات الفيروسات كمستضدات ممكنة. من بين أشياء أخرى ، يشتبه في  فيروس إيبشتاين بار ، الذي يسبب حمى بفيفر الغدية  ، أنه يسبب التصلب المتعدد.

 

ما هي علامات وأعراض التصلب المتعدد؟

أعراض مرض التصلب المتعدد متغيرة جدا وفردية. في معظم الحالات ، يبدأ مرض التصلب  المتعدد منتكساً مع أعراض سريرية. وتسمى هذه الحالة أيضًا "متلازمة معزولة سريريًا". المتلازمة المعزولة سريريا هي مقدمة لمرض التصلب  المتعدد. يعاني 80٪ من المصابين من متلازمة سريرية أخرى ، حتى  يشار إليها بعد ذلك باسم التصلب المتعدد. 20٪ من المصابين يبقون حتى مرور 20 عاماً بعد المتلازمة المنعزلة سريريًا محميين ولا يتطور لديهم مرض التصلب المتعدد. الأعراض الأكثر شيوعًا التي يشير إليها المتضررون هي:

 

الاضطرابات البصرية

اضطراب المشاعر

التعب الدائم

غالبًا ما يتم حل الأعراض بشكل كامل أو غير كامل خلال أيام أو أسابيع. مع استمرار مسيرة   المرض  ، هناك انتكاسات أخرى بالأعراض نفسها أو أعراض جديدة مثل:

 

مشاكل حركية

اضطرابات إفراغ المثانة

اضطرابات الوظيفة الجنسية

الرعاش عند التحرك

التعب خلال النهار

الاكتئاب

مشاكل في الذاكرة

صعوبة في التركيز

 

التشخيص: اختبار التصلب المتعدد

يتم تشخيص مرض التصلب المتعدد في ثلاث خطوات. استنادا إلى مقابلة حول تاريخ الحالة الطبي ، يمكن للطبيب بالفعل الاشتباه في وجود مرض التهاب الجهاز العصبي المركزي. في وقت لاحق ، يتم استبعاد الأمراض الأخرى ، ما يسمى التشخيص التفريقي ، عن طريق الفحوصات المخبرية وصور التصوير بالرنين المغناطيسي. وثالث ما يتم إثباته هو ما يسمى "النشر المكاني والزماني". هذا يعني أن هناك آفاتين على الأقل حدثتا في أوقات أو أماكن مختلفة في الجسم. عندها فقط يمكن تشخيص مرض التصلب المتعدد.

 

انواع التصلب اللويحي

 

تشمل أنواع التصلب المتعدد ما يلي:

 

المتلازمة السريرية المعزولة.

اﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ الناكس الهائج.

ﺍﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي المتعدد التدريجي ﺍﻷولي.

التصلب اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟتدريجي ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ .

اﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ الناكس الهائج

 

أنواع التصلب اللويحي، وهو اﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ الناكس الهائج  Remitting Relapsing Multiple Sclerosis)، والذي يتميز بالأعراض التالية:

 

نوبات من الهدوء الجزئي أو الكامل للأعراض.

تليها نوبات انتكاسية.

ويشار إلى أن نمط شدة النوبات الانتكاسية ومقدار التحسن الذي يحدث في نوبات الهدوء والوقت الذي يفصل بين النوبات يختلف، وبشكل واسع، بين مصاب وآخر.

تصل نسبة المصابين باﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ الناكس الهائج إلى 90% من مصابي التصلب اللويحي المتعدد.

 

ﺍﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي المتعدد التدريجي ﺍﻷولي

تتراوح نسبة المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد التدريجي الأولي  Primary Progressive Multiple Sclerosis)  ما بين إلى 10% إلى 15% من مصابي التصلب اللويحي المتعدد. يتميز هذا النوع من أنواع التصلب اللويحي بالأمور التالية:

 

استمرار تطوره منذ تشخيصه، ولكن ببطء مع الاستمرار في تدهور الحالة الصحية.

معدل سن مصابيه 40 عاماً.

نسبة إصابة الإناث مساوية لنسبة إصابة الذكور، حيث أن في الأشكال الأخرى، تكون نسبة إصابة النساء مقارنة بالرجال 3:1.

يؤدي إلى الإصابة بالإعاقة بشكل مبكر مقارنة بالأشكال الأخرى.

ضعف التجاوب مع الأدوية المتوفرة حالياً، إلا أن الأبحاث قائمة حول إيجاد علاجات فعالة له

 

التصلب اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟتدريجي ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ

بعد انقضاء سنوات عديدة في الشكل الناكس الهائج، ينتقل العديد من المصابين إلى نوع آخر من أنواع التصلب اللويحي يسمى باﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ ﺍﻟتدريجي ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻱ  Secondary Progressive Multiple Sclerosis)، ويتميز هذا الشكل بما يلي:

 

سير الأعراض بشكل ثابت من دون حدوث نوبات من الهدوء أو الانتكاس.

التجاوب المتوسط مع الأدوية الموجودة حالياً.

اختلاف معدلات التفاقم من شخص لآخر.

التسبب بالإعاقة بدرجات معينة لدى بعض المصابين.

ويذكر أن سبب تحول الشكل الناكس الهائج إلى هذا الشكل ليس معروفاً تماماً.

من الجدير بالذكر أنه من الصعب تشخيص مرض التصلب اللويحي المتعدد في الحالات المبكرة، ولكن إن التشخيص المبكر وتشخيص المرض في مرحلة اﻟﺘﺼﻠﺐ اللويحي ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ الناكس الهائج يساعد في ضمان العلاج لتجنب الوصول إلى مراحل أكثر تقدماً من المرض.

 

ينصح باستخدام الأدوية المعدلة للأمراض  Disease-Modifying Therapies )، والتي تساعد في علاج جميع أنواع التصلب اللويحي المتعدد.

 

المتلازمة المعزولة سريريًّا (Clinically isolated syndrome - CIS)

تنشأ المتلازمة المعزولة سريريًّا عند ظهور نوبة أعراض التصلب اللويحي للمرة الأولى على المصاب قبل تشخيص إصابته بالمرض، لتلازمه هذه الأعراض مدة لا تقل عن يوم كامل.

 

قد تترافق هذه الحالة مع ظهور آفات دماغية دالة على الإصابة بالتصلب اللويحي، أو دالة على قرب ظهور الأعراض الكاملة للمرض مستقبلًا. قد لا تشهد حالة المصاب بالمتلازمة المعزولة سريريًّا أي تفاقم.

 

بالنسبة للمرضى الذين تنشأ لديهم هذه الحالة قبل تشخيص إصابتهم بمرض التصلب اللويحي يمكن لعلاج المتلازمة المعزولة سريريًّا مبكرًا أن يساعد على تأخير الظهور الكامل لأعراض مرض التصلب اللويحي لاحقًا.

 

 

التصلب المتعدد المتكرر الانتكاسي (Relapsing-remitting MS -RRMS)

 

يعد التصلب المتعدد المتكرر الانتكاسي أكثر أنواع التصلب اللويحي شيوعًا، إذ يصيب ما نسبته 85% من مرضى التصلب اللويحي. غالبًا ما يترافق هذا النوع من المرض مع ظهور آفات جديدة في الدماغ.

 

يتجسد التصلب المتعدد المتكرر الانتكاسي على هيئة نوبات تتراوح بين الانتكاس والهدأة كما يأتي:

 

نوبة انتكاس: حيث يمر المريض بمرحلة تظهر خلالها أعراض جديدة عليه، أو تتفاقم خلالها أعراض المرض الظاهرة عليه من الأصل، قد تلازم نوبة الانتكاس المريض لفترة تتراوح بين عدة أيام وعدة أشهر.

 

نوبة هدأة: هي المرحلة التي تلي نوبة الانتكاس، وقد يلاحظ المريض خلالها أن أعراضه بدأت بالتلاشي أو أنها أصبحت مستقرة وأقل إثارة للإزعاج، قد تمتد فترة الهدأة لأسابيع أو لسنوات كاملة لا تسجل خلالها أعراض المرض أي ظهور.

 

قد تستمر حالة المريض بالمرور بنوبات مستمرة من الانتكاس والهدأة، أحيانًا قد تصبح أعراض التصلب اللويحي ملازمة للمريض على الدوام، فلا يلاحظ أي تحسن خلال فترة الهدأة، أو يلاحظ تحسنًا طفيفًا فقط خلال الهدأة.

 

عادة ما تبدأ أعراض هذا النوع بالظهور على المريض في المرحلة العمرية ما بين 20 - 30 عامًا

 

 

التصلب المتعدد المتقدم الأولي (Primary progressive MS - PPMS)

 

مقارنة بالنوع السابق يعد التصلب المتعدد المتقدم الأولي من أنواع التصلب اللويحي الأقل شيوعًا، إذ لا يصيب سوى ما نسبته 5% -15% من المرضى.

 

قد يظهر هذا النوع على مرضى التصلب اللويحي بعد بلوغ عمر 40 عامًا.

 

بدلًا من ظهور الأعراض فجأة أو استمرارها بالتناوب بين فترات انتكاس وهدأة يؤدي هذا النوع من المرض عادة لتفاقم الأعراض بوتيرة تدريجية وبطيئة نسبيًّا، لتلازم الأعراض المريض طيلة حياته دون الدخول في أي فترة هدأة أو تحسن. 

 

بسبب الطبيعة المائلة للتفاقم لهذا النوع قد تكون علاجات التصلب اللويحي التقليدية أقل فاعلية في علاج التصلب المتعدد المتقدم الأولي.

 

 

أنواع التصلب اللويحي الأقل شيوعًا

بالإضافة للأنواع الرئيسة المذكورة أعلاه، للتصلب اللويحي أنواع أخرى تعد أقل شيوعًا، وبعضها يعد نادرًا، مثل:

 

التصلب اللويحي الحميد (Benign MS): قد تطرأ تغييرات طفيفة فقط على أعراض المرض وحالة المريض، وذلك على مدى أول 15 عامًا من الإصابة مع إمكانية ازدياد الأعراض سوءًا لاحقًا.

 

التصلب اللويحي الاحتراقي (Burned-out MS): قد تصبح وتيرة تفاقم المرض أكثر بطًأ خلال مرحلة ما من حياة المريض، لكن يعد هذا النوع غير مفهوم كليًّا في الأوساط الطبية، فضلًا عن أن تسميته المذكورة آنفًا تعد تسمية غير معتمدة طبيًّا بشكل رسمي.

 

التصلب اللويحي الخبيث (Malignant MS): تميل أعراض هذا النوع من مرض التصلب اللويحي للتفاقم بسرعة، ليصل المريض لمراحل قد تشهد فيها حالته انتكاسات حادة في غضون السنوات الخمس الأولى فقط من إصابته بالمرض.

 

أنواع التصلب اللويحي النادرة الأخرى: مثل: داء بالو (Balo disease)، والمتلازمة المعزولة إشعاعيًّا (Radiologically isolated syndrome - RIS). 

 

مراحل التصلب اللويحي

يمر كل نوع من أنواع التصلب اللويحي المذكورة آنفًا غالبًا بعدة مراحل، حيث قد يكون المرض:

 

نشطًا: حيث يمر المريض بفترة تشهد ظهور نوبات من المرض قد تدل على ازدياد الحالة سوءًا.

غير نشط: حيث تمر الحالة الصحية للمريض بفترة استقرار، فلا يصاب بنوبات انتكاس ولا تظهر عليه مؤشرات دالة على أن الحالة آخذة بالتفاقم.

مائل للتفاقم: حيث يلاحظ أن حالة المريض تزداد سوءًا بعد مروره بنوبات الانتكاس.

غير مائل للتفاقم: حيث يمر المريض بنوبة انتكاس دون أن تزداد حالته سوءًا بعد انقضاء النوبة.

 

علاج التصلب المتعدد

لسوء الحظ ، لا يوجد حتى الآن علاج يعالج سبب التصلب المتعدد ، لأن السبب لا يزال مجهولًا. يتكون العلاج أساسا من ثلاثة أعمدة:

 

علاج دفع المرض

علاج تعديل مسيرة المرض

علاج الأعراض

في دفع حاد ، تعطى جرعات عالية من الكورتيزول أكثر من 3-5 أيام. يستخدم مع علاج تعديل مسيرة المرض العقاقير المثبطة للمناعة والعقاقير المعدلة للمناعة لتمديد فترات دفع المرض وتقليل نشاط المرض. من أجل تخفيف الأعراض وتحسين نوعية حياة المرضى ، يتم استخدام العلاج الطبيعي والعلاج المهني والعلاج النفسي وما إلى ذلك،  كتدابير داعمة.