تاريخ النشر: 2025-01-14
متلازمة الميزوفونيا: هل شعرت يومًا بالتوتر أو الغضب بسبب أمور تبدو تافهة ولا تستحق ردود فعل قوية؟ هل شعرت بالقلق والانزعاج عند سماع صوت قلم رصاص أو تنفس شخص يجلس بجوارك؟ هل تساءلت عن سبب هذا الانزعاج رغم أنه يبدو غير مبرر؟ سنستعرض فى دليلى ميديكال لكم أبرز الأعراض المرتبطة بهذه المتلازمة وطرق علاجها.
يمكن التعرف على الميسوفونيا من خلال مجموعة من العلامات والأعراض التي قد تظهر، مثل ردود الفعل الجسدية والكراهية الفورية لبعض الأصوات. تشمل هذه الأعراض التهيج، الاشمئزاز، الغضب، وفقدان السيطرة على النفس، وذلك استجابةً لبعض المحفزات الصوتية، مثل صوت المضغ العالي، أو صوت الشفتين، أو التنفس بصوت مرتفع.
الشعور بالانزعاج من الأصوات العالية أو غير المألوفة، والتي قد تكون مزعجة، هو أمر طبيعي وفطري. ومع ذلك، فإن الانزعاج من بعض الأصوات العادية يُعرف بالميسوفونيا، وهو اضطراب لم يتم الاعتراف به رسميًا كمرض نفسي أو اضطراب عقلي حتى الآن.
حوالي 24% من الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري لديهم احتمالية مرتفعة للإصابة بالميسوفونيا. كما توجد بعض الأدلة التي تشير إلى أن الميسوفونيا قد تكون لها جذور وراثية.
إذا كانت الميزوفونيا مرتبطة باضطراب نفسي، فمن الضروري علاج هذا الاضطراب أولاً. ومع ذلك، فإن الميزوفونيا غالباً ما تختفي تماماً عند اتباع أساليب علاجية مناسبة.
قد يعاني الشخص من نوبة هلع نتيجة الميزوفونيا، لكن ذلك يعتمد على شدة الأعراض والمحفزات التي تثير اشمئزاز الأفراد.
لا يمكن اعتبار الميزوفونيا مرتبطة بالتوحد بشكل مباشر، لكن يعتقد بعض الأطباء أنها قد تكون أحد الأعراض لدى بعض الأطفال الذين يعانون من متلازمة توريت.
هل تثير بعض الأصوات اليومية المعتادة ردود فعل مبالغ فيها لديك، بينما لا تبدو مزعجة لأي شخص آخر؟ تُعرف هذه الحالة بردة الفعل المفرطة من الدماغ تجاه الأصوات بالميزوفونيا، وهي كراهية شديدة لبعض الأصوات.
لا يزال السبب الرئيسي وراء حساسية الأصوات غير معروف، ولكن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بها، ومنها:
**اختلافات في بنية الدماغ** الأشخاص الذين يعانون من حساسية الأصوات قد يكون لديهم اختلافات معينة في بنية الدماغ ونشاطه. من بين هذه الاختلافات، يُلاحظ وجود نشاط أكبر من المعتاد في مناطق معينة من الدماغ وبينها.
**المعاناة من مشاكل صحية أو نفسية أخرى**تكون حساسية الأصوات أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين يعانون من حالات معينة، مثل:
**المشاكل العصبية**، والتي تشمل:
- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD).
- اضطراب طيف التوحد.
- متلازمة توريت.
**المشاكل النفسية**، ومن بينها نذكر:
الاكتئاب الشديد (MDD)
الوسواس القهري (OCD)
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)
اضطراب الشخصية الحدية (BPD)
الحالات أو الأعراض المرتبطة بالسمع تشمل:
- فقدان السمع
- طنين الأذن
- فرط السمع
**التاريخ العائلي ** تشير الأدلة إلى أن حساسية الأصوات قد تكون حالة وراثية تنتقل بين أفراد الأسرة. كما يُعتقد أن هناك طفرة جينية واحدة على الأقل تلعب دورًا في هذا الأمر.
عادةً ما يعاني الأشخاص المصابون بالميسوفونيا من انزعاج شديد بسبب أصوات معينة مثل تقليم الأظافر، تنظيف الأسنان، مضغ الثلج، الأكل، الشرب، التنفس، الشم، التحدث، العطس، التثاؤب، المشي، مضغ العلكة، الضحك، الشخير، السعال، الطنين، والصفير.كما يشعرون بعدم الارتياح في مواقف معينة، مثل الغناء أو تكرار بعض الأصوات. في حال واجهت هذه الأنواع من المواقف، يُنصح باستشارة طبيب نفسي، حيث أن التأخير في التشخيص قد يؤدي إلى أضرار نفسية قد تكون دائمة.
يمكن تشبيه شعور الشخص المصاب بالميسوفونيا عند سماع أي محفز بالإزعاج الذي يعاني منه معظم الناس عند سماع صوت الأظافر على السبورة.
تتجلى الأعراض في شعور بالتنميل في الجسم، وتمدد الأعصاب، ورغبة ملحة في توقف الصوت على الفور. يعاني الأشخاص المصابون بالميسوفونيا من هذا الشعور بشكل مستمر بسبب الأصوات التي لا يلاحظها الآخرون في حياتهم اليومية.
علاوة على ذلك، قد يشعرون بضغط في الصدر عند سماع هذه الأصوات المزعجة. يمكن أن يؤدي هذا الوضع إلى شعور الشخص بأنه عالق جسديًا ونفسيًا، مما يؤثر سلبًا على حياته اليومية.
قد يشعرون أيضًا بعدم الفهم وأنهم في عزلة. كما يعانون من قلق شديد. وفي بعض الحالات، يمكن أن يؤدي هذا الاضطراب إلى نفاد صبر الشخص بشكل غير طبيعي، وزيادة التوتر، وسرعة الغضب، والحساسية المفرطة.
غالبًا ما يظن المرضى أن الأشخاص من حولهم يقومون بإصدار تلك الأصوات المزعجة عن عمد، مما يسبب لهم ضغطًا نفسيًا شديدًا نتيجة شعورهم بالتجاهل. وفي بعض الأحيان، قد تتولد لديهم رغبة أو حتى محاولة للتصرف بعنف تجاه الشخص الذي يصدر الصوت. لذا، يصبح فهم البيئة المحيطة بهم أمرًا بالغ الأهمية في هذه المرحلة.
تترافق كل فعل مع رد فعل، وتزداد ردود الفعل لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة تجاه الأصوات، ومن أبرز هذه الردود:
- العدوانية.
- تجنب الأماكن المفضلة.
- العزلة الاجتماعية.
- ترك العمل.
- مشاكل أسرية.
- الاكتئاب.
وفي الحالات الأكثر حدة، قد تصل الأمور إلى التفكير في الانتحار.
تمت ملاحظة أن بعض الأصوات تثير أعراض حساسية الأصوات بشكل أكبر من غيرها، ومن هذه الأصوات:
- أصوات مضغ الطعام، التي تؤثر على 81% من المصابين.
- أصوات التنفس أو النفخ من الأنف بصوت عالٍ، التي تؤثر على 64%.
- طقطقة الأصابع، التي تؤثر على حوالي 60%.
تتعلق أعراض حساسية الأصوات بكيفية استجابة الفرد للأصوات المحيطة به. وهذا يعني أن ردود الفعل يمكن أن تتنوع بين:
**ردود فعل عاطفية** تشير إلى المشاعر التي يختبرها الشخص تجاه الأصوات، وقد تتراوح بين البسيطة والشديدة. بالنسبة للكثيرين، تتصاعد هذه المشاعر بسرعة، مما يعني أن الانزعاج أو التهيج يمكن أن يتحول بسرعة إلى غضب.
تشمل ردود الفعل العاطفية الأخرى:
- القلق
- الاشمئزاز
- الخوف
- التهيج
**أعراض جسدية** تشير الأعراض الجسدية إلى ردود الفعل الفطرية التي تحدث بشكل تلقائي. وغالبًا ما تكون مشابهة لما يشعر به أي شخص عند مواجهة موقف خطر أو مخيف.
قد تشمل ردود الفعل الجسدية:
- ارتفاع ضغط الدم
- الشعور بضغط أو ضيق في الصدر
- القشعريرة
- تسارع ضربات القلب
- التعرق
**ردود فعل سلوكية** تشير إلى السلوكيات والأفعال التي تحدث استجابة للأصوات المحفزة، وغالبًا ما تكون اندفاعية أو غريزية، مما يعني أن الشخص قد لا يكون لديه السيطرة الكاملة عليها.
يمكن أن تتضمن ردود الفعل السلوكية ما يلي:
- تجنب المواقف التي قد تصدر فيها أصوات مثيرة.
- مغادرة المكان عند سماع صوت مثير.
- ردود فعل لفظية أو صوتية، مثل التحدث أو الصراخ على الشخص الذي أصدر الصوت.
- اللجوء إلى العنف لإيقاف الصوت، على الرغم من أن ذلك يعتبر نادر الحدوث.
تتباين المحفزات بشكل كبير بين الأفراد، حيث يمكن أن تصبح بعض الأصوات مثيرة للانزعاج عندما يبدأ الشخص في الشعور بالتوتر تجاهها بشكل واضح. ومن بين المحفزات الشائعة، نجد ما يلي:
- صوت الصفير.
- الاستنشاق.
- التنصت.
- فرك الأقمشة.
- التنفس أو التنهد.
- الأصوات المعدنية.
- نباح الكلاب.
- صوت الشفاه عند التنصت.
- العطس.
- البلع.
لا توجد معايير محددة لتشخيص الميزوفونيا، ولكن الباحثين لاحظوا أنها تشبه بعض الحالات الأخرى مثل الرهاب المحدد، الوسواس القهري، والاضطراب الانفجاري المتقطع.
تشمل بعض المعايير التي قد تدفع الطبيب لتشخيصك بالميزوفونيا ما يلي:
- توقع أن الاستماع إلى صوت معين يؤدي إلى مشاعر التهيج والغضب والاشمئزاز.
- ظهور مشاعر الغضب وفقدان السيطرة.
- تجنب الأصوات المثيرة التي تسبب لك الغضب والانزعاج.
- الشعور بضائقة شديدة تؤثر على حياتك اليومية.
- عدم تفسير هذه المشاعر لمدة لا تقل عن 6 أشهر.
قام الباحثون بتطوير مجموعة من الاختبارات التي تساعد في تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من الميسوفونيا أم لا. ومن أبرز هذه الاختبارات هو الاختبار الذي أعدته الدكتورة مارشا جونسون، والذي يتضمن استطلاعًا يتطلب تحميله والإجابة على جميع الأسئلة المطروحة فيه، بالإضافة إلى تجميع النتائج. لذلك، نقدم لكم الآن مجموعة من المعلومات المتعلقة بهذا الاختبار:
للإجابة على الاستطلاع، يجب عليك الإجابة على السؤالين التاليين لتحديد ما إذا كنت تعاني من مرض الميسوفونيا:
هل تشعر بالاشمئزاز أو الغضب أو التوتر عند سماع صوت معين لا يمكنك تحمله؟
إذا كانت إجابتك بنعم على أحد هذين السؤالين، فهذا يشير إلى أنك قد تعاني من مرض الميسوفونيا.
في هذه الحالة، يمكنك إجراء الاستطلاع المتعلق بذلك.
يعاني المرضى من انزعاج شديد من الأصوات في أوقات معينة، خاصة عند الاستيقاظ من النوم في الصباح أو في منتصف الليل.يمكن أن يؤدي القلق والاكتئاب إلى مشاكل في النوم، مما يجعل هؤلاء المرضى أكثر عرضة للأرق. لكن هناك بعض أنواع شاي الأعشاب التي يمكن أن تساعد في تحسين نوعية النوم إذا تم تناولها قبل النوم.
**شاي البابونج**: يُضاف القليل من البابونج المجفف إلى إبريق شاي صغير مع الماء، ثم يُترك ليخمر. إذا تم تناول هذا الشاي قبل النوم، فإنه يساعد على تهدئة الأعصاب ويسهل الحصول على نوم هادئ. كما يُعرف بفوائده في علاج القلق.
**شاي زهرة الآلام**: بفضل تأثيره المهدئ، يُعتبر مفيدًا في حالات الأرق. يحتوي على عنصر الهارمين الذي يساعد على تخفيف صعوبة النوم من خلال توفير الراحة. يُعتقد أيضًا أن هذا الشاي مفيد في تقليل القلق، ولكن يُنصح بعدم تناوله مع المشروبات الكحولية أو أدوية الاكتئاب أو حبوب النوم.
مثل الأدوية المهدئة، هناك خطر من الإدمان على الأعشاب التي تساعد على النوم والهدوء. لذا، من المهم استهلاك هذه الأعشاب بالكميات الموصى بها وفي الأوقات المناسبة، مع ضرورة التوقف عن استخدامها لفترات معينة.
علاج الميزوفونيا (Misophonia):
حتى الآن، لا يوجد علاج قاطع لهذه الحالة، ولكن هناك عدة طرق للتحكم فيها:
أولاً - العلاج السلوكي المعرفي: يتم هذا العلاج من خلال إعادة توجيه الأفكار السلبية المرتبطة بالأصوات المزعجة. حيث يقوم الطبيب بتركيب جهاز في الأذن يصدر أصواتًا طبيعية متنوعة، مما يساعد في توجيه أفكار المريض وتخفيف شعوره بالانزعاج.
ثانياً – العلاج النفسي: يتضمن الحصول على استشارة من طبيب نفسي يساعد المريض في التعامل مع الأصوات المزعجة.
علاج الطنين بإعادة التدريب (TRT): الطنين هو حالة تتمثل في سماع صوت رنين مستمر في الأذن، مما قد يسبب إزعاجًا وعدم راحة للشخص المصاب. العديد من الأفراد الذين يعانون من الطنين قد يتطور لديهم أيضًا حالة الميزوفونيا.
يهدف هذا العلاج إلى تعزيز قدرة الشخص على التكيف مع الأصوات المحفزة التي تؤدي إلى حدوث الميزوفونيا. يتضمن هذا التدريب تعلم كيفية تحمل الضوضاء بحيث لا تسبب إزعاجًا كبيرًا للشخص.
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يركز هذا المنهج على مساعدة الأفراد المصابين بالميزوفونيا في تغيير أنماط التفكير السلبية المرتبطة بالأصوات المحفزة. كما يعلمهم كيفية فهم ردود أفعالهم تجاه هذه الأصوات وتطوير استراتيجيات جديدة تساعدهم على التكيف مع ردود أفعالهم المبالغ فيها تجاه المنبهات الصوتية المختلفة.
**العلاج السلوكي الجَدَلي (DBT):** يركز هذا النوع من العلاج على تعلم كيفية إدارة العواطف وتحويل أنماط التفكير السلبي إلى إيجابية، ويعتبر أحد أشكال العلاج السلوكي المعرفي.
**تقنيات الاسترخاء:** يمكن أن يستفيد بعض الأفراد الذين يعانون من حالة الميزوفونيا من تقنيات الاسترخاء المتنوعة، مثل تقنية استرخاء العضلات التدريجي. تتضمن هذه الطريقة تحفيز استجابة الاسترخاء من خلال ممارسة التناوب بين الشد والاسترخاء في مناطق مختلفة من الجسم.
**أجهزة الضجيج الأبيض:** تصدر هذه الأجهزة أصواتاً ثابتة مثل جريان النهر، أو تدفق الشلال، أو تساقط المطر، أو هدير الأمواج، وغيرها من الأصوات الهادئة المستمرة، والتي يمكن الاستماع إليها عبر سماعات الأذن.
يستجيب بعض الأشخاص بشكل أفضل لوجود أصوات ثابتة في البيئة المحيطة، مثل أصوات الضجيج الأبيض، حيث تهدف هذه الأصوات إلى تقليل التفاعل مع الأصوات المحفزة لحالة الميسوفونيا. كما يمكن أن تساهم المراوح والمكيفات في الغرفة في إصدار صوت ضجيج أبيض، مما يساعد أيضاً في تقليل الاستجابات الانفعالية المرتبطة بهذه الحالة.
لعلاج الميزوفونيا، ينبغي على المريض اتباع استراتيجيات معينة لتفادي الدخول في حالة من الانزعاج، ومنها:
أولاً: الاستماع إلى الراديو أو التلفزيون بمستوى صوت مرتفع.
ثانياً: استخدام السماعات أو سدادات الأذن في الأماكن التي يشعر فيها المريض بالانزعاج من الأصوات المحيطة.
ثالثاً: ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، بالإضافة إلى تمارين التنفس العميق.
رابعاً: تغيير المواقع التي تسبب للمريض شعوراً بالضيق.
خامساً: التحدث بصراحة مع الآخرين، وخاصة أفراد الأسرة المقربين، حول الأصوات التي تسبب له الإزعاج، لتجنب إصدارها قدر الإمكان.