تاريخ النشر: 2024-12-29
يمكن أن يتحول لعب القمار أو المراهنات إلى حالة يصعب الخروج منها، حيث يؤدي إدمان القمار إلى استحواذه على الشخص رغم معرفته بالعواقب الوخيمة. في بعض الأحيان، قد لا يدرك الشخص أنه يعاني من الإدمان، إذ يُعتبر هذا النوع من الإدمان مرضًا خفيًا يصعب ملاحظة أعراضه. يعتمد علاج إدمان القمار على وعي الشخص بوجود مشكلة تحتاج إلى معالجة. فالقمار، مثل المخدرات، يؤثر على عقل الشخص وتفكيره ومشاعره، ولا يمكن التغلب عليه دون التوجه إلى مركز طبي يتلقى فيه المريض علاجًا متكاملًا. في هذا السياق، سنستعرض فى دليلى ميديكال تعريف إدمان القمار، أعراضه، والخطوات المتبعة في علاجه.
قد يقدم الشخص المدمن على القمار على ارتكاب جرائم مثل السرقة أو القتل للحصول على المال بأي وسيلة كانت، وذلك بهدف الاستمرار في ممارسة القمار والحصول على الأموال اللازمة للعب.
نادراً ما يعاني الأفراد من إدمان القمار دون وجود مشاكل صحية نفسية أخرى. تشير الإحصائيات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من إدمان القمار أو سلوكيات المقامرة المقلقة غالباً ما يكون لديهم أيضاً مشكلات تتعلق بالإدمان على مواد مثل النيكوتين أو الكحول، بالإضافة إلى معاناتهم من اضطرابات المزاج والقلق. العلاقة بين إدمان القمار واضطرابات الصحة النفسية قد تكون معقدة، حيث يصعب تحديد ما إذا كانت إحداهما تسبق الأخرى، كما هو الحال في مسألة "الدجاجة والبيضة". إذا لم يتم التدخل العلاجي المناسب، فإن مشاكل الصحة النفسية قد تؤدي إلى تفاقم سلوكيات المقامرة، والعكس صحيح أيضاً، حيث يمكن أن تسهم سلوكيات المقامرة في تفاقم مشاكل الصحة النفسية. لذا، من الضروري معالجة كلا المشكلتين بشكل متزامن لضمان تحقيق النجاح في التعافي على المدى الطويل.
إدمان القمار هو سلوك مستمر في المقامرة يؤدي إلى إعاقة في الأداء الوظيفي. يؤثر إدمان القمار سلباً على الفرد وعائلته ومحيطه، حيث يتسبب في خسائر مالية كبيرة ويؤدي إلى تفكك الأسر. للأسف، شهدت ظاهرة إدمان القمار زيادة ملحوظة مع تقدم التكنولوجيا. يجب أن نلاحظ أن إدمان القمار ليس مجرد ضعف أخلاقي أو نقص في الإرادة. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة المدمنين على القمار تصل إلى 3%، ويمكن أن يظهر هذا السلوك في جميع فئات الدخل. كما أنه أكثر شيوعاً بين الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 عاماً، ويزداد انتشاره بين الشباب بشكل ملحوظ.
لاعب القمار هو فرد يعاني من إدمان القمار، وهو نوع من الإدمان السلوكي الذي يتسم بالرغبة القوية والمستمرة في المخاطرة بالمال أو الممتلكات بهدف الفوز أو الحصول على متعة مؤقتة. عند التعامل مع مدمن القمار، يمكن ملاحظة بعض الصفات المميزة التي تعكس حالته النفسية والسلوكية، ومن أبرز هذه الصفات:
**الإنكار:** يتمثل في عدم الاعتراف بوجود مشكلة أو الحاجة إلى علاج، حيث يلجأ الشخص إلى تبرير سلوكياته أو التقليل من أهمية القمار، وقد يستخدم الأكاذيب أو الخداع لإخفاء حقيقة إدمانه عن نفسه أو عن الآخرين.
**الاعتماد:** يشعر اللاعب بالعجز أو الضعف أو الفقدان عندما لا يمارس القمار، ويكون لديه حاجة ملحة لممارسة القمار كوسيلة للتغلب على المشاعر السلبية أو الواقع المؤلم أو الضغوط النفسية والاجتماعية.
**الاندفاع:** يقوم اللاعب بالمقامرة دون تخطيط أو تفكير أو تقييم للنتائج والعواقب، ويتصرف بشكل متهور أو متسرع، وقد يتحدى أو ينافس الآخرين أو يسعى للانتقام من الخاسرين أو الفائزين.
**الاستمرار:** يعاني اللاعب من عدم القدرة على التوقف عن القمار أو السيطرة على كمية أو مدة أو تكرار القمار، ويستمر في ممارسة القمار رغم معرفته بالآثار السلبية التي تترتب على ذلك.
**الانسحاب**: يعني الابتعاد عن الأنشطة الاجتماعية أو العائلية أو الدينية أو المهنية أو التعليمية أو الصحية التي كانت تشغل حياة الشخص قبل الانغماس في القمار، حيث يُستخدم القمار كوسيلة للهروب أو التسلية أو التغيير.
يمكن أن يتعرض أي شخص في جميع أنحاء العالم لمخاطر القمار، حيث يمكن أن يتحول من نشاط ممتع وغير ضار إلى هوس غير صحي. في هذه الحالة، يصبح هوس القمار مصدراً للعديد من العواقب السلبية والمخاطر الصحية.تظهر مشاكل القمار في جميع أشكاله، سواء كنت تراهن على الرياضة، أو تلعب البطاقات، أو الروليت، أو البوكر، أو حتى من خلال الإنترنت. في جميع هذه الحالات، يؤدي القمار إلى مشكلات متعددة، سواء في العلاقات الاجتماعية أو في العمل، كما أنه يعد من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى أزمات مالية خطيرة.إدمان القمار له عدة مسميات في مجال الطب النفسي، مثل القمار المرضي، القمار القهري، أو اضطراب القمار. بشكل عام، يُعتبر إدمان القمار اضطراباً في التحكم في الاندفاع. فإذا كنت قد وصلت إلى مرحلة الإدمان، ستجد نفسك غير قادر على السيطرة على الدافع الذي يدفعك للمقامرة، مما يؤثر سلباً على حياتك ومستقبلك.
يُعتبر إدمان القمار أحيانًا مرضًا خفيًا يصعب تحديد معالمه، وذلك لعدم وجود علامات جسدية واضحة كما هو الحال مع إدمان المخدرات أو الكحول. وغالبًا ما ينكر المدمنون على القمار المخاطر التي يواجهونها أو يقللون من شأنها حتى أمام أنفسهم. ومع ذلك، قد تواجه مخاطر القمار إذا كنت:
- تُبقي على ممارستك للقمار سرية وتلعب في الخفاء.
- تجد صعوبة في السيطرة على رغبتك في القمار ولا تستطيع التوقف عنه.
- تُمارس القمار في جميع الظروف، حتى عندما لا تملك أموالًا، مما يجعلك تلجأ لأموال ليست لك.
- تفكر في القمار والمكاسب والخسائر بشكل مستمر، ليلاً ونهارًا.
- تشعر بشغف كبير تجاه القمار.
- تلجأ لسرقة الأموال أو ارتكاب جرائم للحصول على المال اللازم للعب.
- تتناول المشروبات الكحولية أو تتعاطى المخدرات.
- تتأخر خارج المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل.
قبل البحث عن علاج لإدمان ألعاب القمار الإلكتروني، من الضروري فهم الأسباب التي تؤدي إلى هذا الإدمان. تلعب منطقة معينة في الدماغ تُعرف باسم "الجزيرة" دورًا رئيسيًا في هذا الأمر، حيث يؤدي الاستمرار في اللعب إلى زيادة نشاطها، مما يسبب تشوهات في التفكير والتركيز. نتيجة لذلك، يسعى العقل إلى تكرار نفس السلوك لإجبار نفسه على الاستجابة بنفس الطريقة، كما يحدث في حالات إدمان الكحول أو المخدرات. وقد بذل العلماء جهودًا كبيرة لتحديد أسباب إدمان القمار عبر الإنترنت، والتي يمكن تصنيفها إلى عدة فئات، منها:
1. الأسباب البيولوجية من الأسباب الشائعة للإدمان على القمار هو إفراز الدوبامين والسيروتونين، وهما ناقلان عصبيان يعززان مشاعر السعادة والراحة. العلاقة بين مشاعر المتعة واستمرار المقامرة عبر الإنترنت. وفي الوقت نفسه، لوحظ انخفاض في مستقبلات هذه الناقلات العصبية، مما يعني أن التعرض المتكرر لها يصبح ضروريًا للحصول على نفس التأثيرات، مما قد يؤدي إلى الاعتماد والإدمان على القمار.
**2_ الأسباب النفسية**يعتقد البعض أن الضغوط اليومية والمشكلات الحياتية التي يواجهها الفرد قد تدفعه إلى اللجوء إلى القمار والانخراط في ألعاب القمار عبر الإنترنت.معدلات الإصابة بمشاكل الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق، تكون أعلى لدى المقامرين عبر الإنترنت مقارنة بالمقامرين في الحياة الواقعية. لذا، أصبح هذا النوع من المقامرة وسيلة للهروب من المشاعر السلبية والأحداث المؤلمة التي يمر بها الشخص.
**3_ الأسباب الاجتماعية** يعتبر التعرض للمقامرة عبر الإنترنت من العوامل التي تزيد من خطر الوقوع في فخ الإدمان. التأثيرات البيئية الناتجة عن الحياة الاجتماعية، وخاصة من العائلة والأصدقاء، تعزز من تطوير سلوكيات المقامرة. وبالتالي، تزداد احتمالية التعرض المبكر للمقامرة عبر الإنترنت تحت تأثير الأقران والعائلة
يعتبر علاج إدمان القمار والتعافي منه عملية تستمر مدى الحياة. ومع ذلك، إعادة التأهيل للمرضى الداخليين تُسهم بشكل كبير في تحقيق تعافٍ مستدام على المدى الطويل.
يعتقد العديد من الأشخاص الذين يتوجهون إلى مراكز إعادة التأهيل أنهم سيتعافون بمجرد أن يتمكنوا من "التوقف عن الشرب" أو "التوقف عن المقامرة". لكننا نعلم أن الامتناع وحده لا يكفي للعلاج. ستساعدك تقليل مخاطر الانتكاسات من خلال معالجة الأسباب الجذرية للإدمان والمشكلات النفسية، بالإضافة إلى العمل على التعافي وتحسين صحتك النفسية ورفاهيتك العامة.
بالطبع، يمكن للأشخاص الذين يسعون بجد للتعافي من إدمان القمار أن يجدوا الطريق نحو تحقيق هذا الهدف. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن حوالي 80% من الأفراد الذين يعانون من سلوكيات مقامرة غير سليمة لا يلجأون إلى العلاج الرسمي. ومع ذلك، فإن الذين يطلبون المساعدة يكونون أكثر عرضة بشكل ملحوظ لتحقيق تعافٍ طويل الأمد ومستدام مقارنةً بأولئك الذين يحاولون مواجهة المشكلة بمفردهم.
تُعتبر بعض الأعمال الصالحة من الوسائل الفعّالة في علاج إدمان القمار، وتقديم الدعم للمدمنين لتحسين حالتهم. ومن هذه الأعمال:
1. **قراءة القرآن والتأمل في معانيه**: يُستحسن قراءة الآيات التي تحرم القمار وتوضح مخاطره وعقوبته، مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90-91].
2. **أداء الصلوات الخمس**: يُنصح بأداء الصلوات في أوقاتها مع الخشوع، والاستغفار والدعاء بعد كل صلاة، وطلب العفو والمغفرة والهداية والشفاء من الله.
3. **صيام الأيام المستحبة**: مثل صيام يومي الاثنين والخميس، والأيام البيض، وشهر رمضان، وعشر ذي الحجة، وعاشوراء. فالصيام يُعزز قوة النفس ويكفر الذنوب ويقلل من الشهوات.
4. **التصدق على الفقراء والمحتاجين**: يُعتبر تقديم الصدقات للمحتاجين والمدينين والمجاهدين وغيرهم من ذوي الحقوق من الأعمال التي تُعزز من روح العطاء وتساعد في تحسين النفس.
إن الذكر والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تُعتبر من العبادات التي تُضيء القلب وتمنح الروح الطمأنينة، كما أنها تُبعد الشيطان وتقرب العبد من الله.
من المهم الاستماع إلى الخطب والمحاضرات والدروس الدينية التي توضح حكم القمار وأضراره وطرق العلاج منه، والاستفادة من هذه المعلومات وتطبيقها في الحياة.
كما يُنصح بالانضمام إلى الجماعات والمنظمات والمراكز الإسلامية التي تُعنى بمساعدة المدمنين على القمار، وتقديم البرامج والخدمات اللازمة لهم، والمشاركة في أنشطتها وفعالياتها.
تشمل أعراض إدمان القمار مجموعة من السلوكيات والمشاعر التي تسيطر على الفرد لفترة طويلة وتزداد مع مرور الوقت. ومن أبرز هذه الأعراض:
- التفكير المستمر في القمار.
- خسارة مبالغ كبيرة نتيجة للمقامرة.
- الشعور بالإثارة أثناء اللعب.
- عدم القدرة على التوقف عن ممارسة القمار.
- الشعور بالغضب والحزن الشديد في فترات عدم اللعب.
- استخدام القمار كوسيلة للهروب من المشاكل والضغوط النفسية.
- الميل إلى إخفاء ممارسة القمار عن الآخرين.
- تدهور العلاقات الشخصية أو المهنية بسبب القمار.
- مواجهة مشاكل مالية خطيرة.
عادةً ما يبدأ إدمان القمار بشعور من الحماس. لكن مع مرور الوقت، يتحول هذا الحماس إلى رغبة متزايدة في الفوز، مما يؤدي إلى إدمان الشخص على القمار.
تشير وجود خمسة عناصر أو أكثر من العناصر التالية، بالإضافة إلى سلوك المقامرة غير المناسب المستمر والمتكرر، إلى أن الشخص قد يكون عرضة لتشخيص إدمان القمار. ومع ذلك، يتطلب إجراء التشخيص إجراء مقابلة مع الشخص من قبل متخصصين مؤهلين.
- التفكير المفرط في المقامرة (مثل إعادة التفكير في تجارب المقامرة السابقة أو التخطيط للجولة التالية أو محاولة تجنبها).
- الشعور بالحاجة إلى المقامرة بمبالغ أكبر من المال لإشباع الرغبة في الإثارة.
- محاولات غير ناجحة للحد من المقامرة أو السيطرة عليها أو التوقف عنها.
- الشعور بالقلق أثناء محاولات تقليل المقامرة أو التوقف عنها.
- المقامرة كوسيلة للهروب من المشاكل أو للتخلص من مشاعر الحزن أو الاكتئاب أو العجز أو الشعور بالذنب أو القلق.
- المقامرة بخسارة المال ثم العودة في وقت لاحق لمحاولة تعويض ما فقدته (مطاردة الخسائر).
- الكذب على أفراد الأسرة أو المعالجين أو الآخرين بشأن مقدار القمار الذي تم القيام به.
الأشخاص الذين يعانون من إدمان القمار يقومون بأفعال غير قانونية مثل التزوير والاحتيال والسرقة للحصول على الأموال اللازمة لممارسة القمار.
كما أن هؤلاء الأفراد يعرّضون علاقاتهم المهمة، أو وظائفهم، أو فرصهم التعليمية والمهنية للخطر، أو حتى يفقدونها بسبب إدمانهم على القمار.
غالبًا ما يعتمد المدمنون على الآخرين لحل مشكلاتهم المالية الناتجة عن المقامرة.
ترتبط السمة الإدمانية لأي مادة أو سلوك بمدى سرعة إفرازها للدوبامين في الجسم وبمعدل مرتفع. في السنوات الأخيرة، زادت شعبية الرهانات عبر الإنترنت، حيث تتيح النتائج السريعة في غضون دقيقة أو دقيقتين شعورًا بالمتعة الفورية. لذلك، يميل الشباب الجامعي والأشخاص ذوو التعليم العالي بشكل خاص إلى الانخراط في هذا السلوك، حيث يكتسبون ثقة زائفة بأنفسهم في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، تسهم أدوات مثل الهواتف الذكية التي تتيح الوصول إلى هذه المواقع في أي وقت وأي مكان في تعزيز هذا السلوك وتفاقم الإدمان.
يؤثر إدمان القمار بشكل سلبي على الفرد ومحيطه. يتضمن هذا الإدمان العديد من المخاطر، ومن أبرزها:
يسعى المقامرون عادةً لاستعادة ما فقدوه بسرعة، وعندما لا يتحقق ذلك، يلجأون إلى الكذب لتغطية سلوكهم وخسائرهم.
قد ينخرط المقامرون في أنشطة غير قانونية مثل خيانة الأمانة، الاحتيال، السرقة، والاختلاس للحصول على الأموال اللازمة للمقامرة.
يمكن أن تؤدي المقامرة إلى تعريض علاقات مهمة للخطر أو فقدانها، مثل الوظائف أو الفرص التعليمية والمهنية.
تتدهور العلاقات عندما يصبح المقامر غاضبًا ومتكتماً، حيث يدركون أنهم غير قادرين على تعويض خسائرهم.
قد تظهر مشاعر الاكتئاب، والأفكار الانتحارية، ومحاولات الانتحار. في هذه المرحلة، تصبح مشاكل العلاقات وتعاطي الكحول والمخدرات شائعة بين المقامرين المدمنين.
يعاني المقامرون من التفكير المفرط في القمار، مثل إعادة تقييم تجاربهم السابقة، أو التفكير في استراتيجيات جديدة للعب، أو البحث عن طرق للحصول على المال للمقامرة.
يحتاج المقامرون إلى المراهنة بمبالغ أكبر من المال لتحقيق نفس مستوى الإثارة الذي يسعون إليه.
توجد العديد من المحاولات غير الناجحة للسيطرة على المقامرة أو تقليلها أو إيقافها.
يشعر الشخص بالاضطراب عند محاولته تقليل أو إنهاء المقامرة.
الذين تعرضوا لإدمان القمار، أن معظم هواة ألعاب القمار مثل ألعاب البطاقات والطاولة لم يصلوا إلى مرحلة الإدمان. ومع ذلك، تم تحديد عدة عوامل خطر قد تؤدي إلى الإصابة بمرض إدمان المقامرة بشكل قهري، ومنها:
**الفئة العمرية:** تشير الإحصائيات إلى أن إدمان القمار ينتشر بشكل أكبر بين المراهقين والشباب. وقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يمارسون القمار لديهم فرص أكبر للإصابة بهذا المرض، لكن المشكلة الأكبر تكمن في أن معدل انتشاره أعلى بين البالغين.
**جنس اللاعب:** قد يؤثر جنس المدمن على احتمالية إدمانه للقمار. تشير الإحصائيات إلى أن الرجال أكثر عرضة للإدمان على القمار مقارنة بالنساء، إلا أن الفجوة بين الجنسين بدأت تتقلص في الآونة الأخيرة.
**رفقاء السوء:** تزداد نسبة إدمان القمار نتيجة لتأثير رفقاء السوء، مثل الأصدقاء المدمنين على المقامرة أو أفراد الأسرة.
**بعض الميول الشخصية:** تزداد احتمالية إدمان القمار لدى الأشخاص الذين يميلون إلى المغامرة والتحدي، أو الذين يشعرون بالملل أو القلق أو الاندفاع.
**الاضطرابات العقلية:** الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بإدمان القمار.
توجد العديد من البرامج والأساليب لعلاج إدمان القمار، والتي تشمل برامج المستشفيات والمصحات النفسية. يعتمد علاج إدمان القمار بشكل أساسي على العلاج النفسي السلوكي والمعرفي. فيما يلي بعض من هذه الطرق العلاجية.
يعتمد علاج إدمان القمار على:
1. **تغيير الأفكار المتعلقة بالمقامرة**: يتضمن هذا العلاج السلوكي والنفسي مساعدة المدمن على إعادة تقييم أفكاره حول القمار والمراهنات، مما يجعله يدرك أن هذه السلوكيات غير معقولة ويجب التخلص منها فورًا، حيث تؤدي إلى تدميره. بمعنى آخر، يتعلم المدمن أن هذه السلوكيات غير صحيحة ويحتاج إلى تغييرها.
2. **تدريب المدمن على مواجهة مشكلاته الحياتية**: يهدف هذا الجانب من العلاج إلى مساعدة المدمن على التعامل مع الضغوط والمشكلات الحياتية بطرق منطقية. فغالبًا ما يكون الإدمان على القمار ناتجًا عن مواجهة تحديات وضغوط تؤدي إلى البحث عن مصادر خارجية للشعور بالسعادة، مما يزيد من إفراز الدوبامين ويخلق شعورًا زائفًا باللذة بعيدًا عن الواقع الصعب.
3. **علاج سلوكيات المدمن**: يتضمن ذلك تحقيق توازن بين الرغبات الفورية والأهداف طويلة الأمد، مما يساعد المدمن على تطوير استراتيجيات للتعامل مع الرغبات الملحة بطريقة صحية.
1. **لا تتردد في طلب المساعدة**: إدمان المقامرة ليس علامة على الضعف، بل هو حالة تحتاج إلى علاج. لا hesitate في التواصل مع طبيب أو معالج نفسي، أو الانضمام إلى مجموعة دعم.
2. **ابحث عن أنشطة بديلة**: حاول استبدال وقت المقامرة بأنشطة أخرى تستمتع بها، مثل ممارسة الرياضة، قراءة الكتب، أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء.
3. **تجنب الأماكن والأشخاص المرتبطين بالمقامرة**: ابتعد عن الكازينوهات وأي أماكن تذكرك بالمقامرة، وتجنب التواجد مع الأشخاص الذين يشجعونك على ذلك.
4. **تعلم مهارات جديدة**: اكتساب مهارات جديدة مثل التأمل أو اليوغا يمكن أن يساعدك على الاسترخاء والتحكم في الرغبة الملحة للمقامرة.
5. **احصل على دعم من المقربين**: تحدث مع أفراد عائلتك وأصدقائك المقربين عن مشكلتك واطلب منهم الدعم والمساندة.
6. **حدد حدودًا مالية**: ضع ميزانية شهرية لنفسك والتزم بها دون تجاوز.
7. **كن صبورًا مع نفسك**: التعافي من إدمان المقامرة يتطلب وقتًا وجهدًا. لا تفقد الأمل إذا واجهت انتكاسات.
8**دعم شخص يعاني من إدمان المقامرة**:
9**كن صريحًا وواضحًا**: عبّر عن مخاوفك بوضوح وبأسلوب محب.
**10**تجنب اللوم: لا تلقي اللوم على الشخص بسبب مشكلته. بدلاً من ذلك، قدم له الدعم والتشجيع.
**11**شجعه على طلب المساعدة: حفّز الشخص على التحدث مع متخصص في الصحة النفسية.
**12**كن صبورًا ومتفهمًا: تذكر أن التعافي من الإدمان يتطلب وقتًا وجهدًا. كن صبورًا وواعياً لاحتياجات الشخص.
**13**اعتنِ بنفسك: لا تنسَ أهمية العناية بنفسك أثناء تقديم الدعم للآخرين.
**مصادر إضافية للحصول على الدعم**:الجماعات الداعمة: توجد العديد من الجماعات التي تقدم الدعم للأفراد الذين يواجهون إدمان المقامرة، مثل جماعة "الأنا مجهول للمقامرين" (Gamblers Anonymous).
**المعالجون النفسيون**: يمكن للمعالج النفسي أن يساعدك في وضع استراتيجيات للتعامل مع الرغبات القوية للمقامرة وتغيير أنماط التفكير السلبية.
**خطوط المساعدة**: هناك العديد من الخطوط الساخنة المتاحة لتقديم الدعم والإرشادات للأشخاص الذين يعانون من إدمان المقامرة.
ننتقل الآن إلى الموضوع الأكثر أهمية، وهو علاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني، ومساعدة الأفراد الذين يجدون صعوبة في التوقف عن هذه الألعاب، مما يعرضهم للعديد من المشكلات القانونية والمالية والاجتماعية. من الضروري التوقف عن المقامرة تمامًا تحت إشراف متخصصين، وذلك للمساعدة في التحكم في الانفعالات والأعراض الانسحابية من الناحيتين النفسية والجسدية. مثل:
1. **برنامج إعادة تأهيل المرضى الداخليين**يتم علاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني من خلال برنامج إعادة تأهيل المرضى الداخليين، الذي يهدف إلى التغلب على الاعتماد النفسي والجسدي على هذه الألعاب. في بداية العلاج، يقيم المريض في أحد مراكز العلاج لمدة لا تقل عن 30 يومًا، وقد تحتاج بعض الحالات المستعصية إلى فترة أطول. لذا، فإن الإسراع في طلب العلاج يساهم في تقليل مدة العلاج.
**2_ برنامج إعادة تأهيل المرضى الخارجيين**بعد الانتهاء من مرحلة العلاج الداخلي، يتم الانتقال إلى العلاج الخارجي من خلال العيادات النفسية وجلسات المتابعة مع الأخصائي النفسي. تُعتبر هذه الطريقة أكثر شيوعًا، حيث يتم تنظيم جلسات علاج جماعي وأخرى فردية.
**3_ برنامج الـ12 خطوة**يُعتبر برنامج المقامرون المجهولون (GA) أو البرامج الأخرى التي تعتمد على 12 خطوة من أفضل البرامج لعلاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني. فهو يساعد المقامرين على بناء علاقات اجتماعية صحية وتطوير عادات أفضل بدلاً من الانغماس في ألعاب القمار عبر الإنترنت. تُعقد جلسات جماعية مرة أو أكثر في الأسبوع تحت إشراف الأخصائي النفسي.
**4_ العلاج السلوكي المعرفي**يتضمن علاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني في المركز جلسات استشارية جماعية ودعم نفسي، تهدف إلى مساعدة المدمن على التغلب على مشكلاته النفسية والعاطفية المرتبطة بإدمانه. بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على إيجاد حلول علاجية للمشكلات الأسرية التي قد تؤدي إلى تدمير الذات.
**5_ العلاج الدوائي**في بعض الحالات، يتطلب علاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني استخدام الأدوية، مما يساعد المدمن على التغلب على رغباته في المقامرة. تُستخدم الأدوية أيضًا لعلاج أعراض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب، والفصام، والاضطراب ثنائي القطب، مما يساعد المريض على إدارة حالته الأساسية وتحسين قدرته على التحكم في انفعالاته.
يتم وصف الأدوية من قبل فريق طبي مختص بعد إجراء الفحوصات والتشخيص الدقيق، ولا يتم وصف أي أدوية عبر الإنترنت. تُحدد الجرعات والكميات وفقًا للحالة الصحية لكل مريض، ويجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي حتى انتهاء مرحلة العلاج الدوائي. من المهم أن نلاحظ أن الأدوية المستخدمة قد تسبب بعض الآثار الجانبية
**6_ تعديل نمط الحياة**يهدف علاج إدمان ألعاب القمار الإلكتروني إلى تحقيق التعافي الكامل من هذا السلوك. لذلك، يتم التركيز على تغيير نمط حياة المريض ومساعدته في اكتساب عادات صحية ومفيدة تدعم استمرارية التعافي. بالإضافة إلى ذلك، يُنصح المدمن بتجنب زيارة الكازينوهات أو الأماكن التي تُمارس فيها أنشطة القمار، وذلك للحد من إثارة الرغبة في العودة إلى سلوك المقامرة