تاريخ النشر: 2024-12-02
مع التقدم في المعرفة والأبحاث الحديثة، أثبتت الدراسات العلمية أن بعض أنواع الأصوات التي يتعرض لها الجنين في رحم أمه تلعب دورًا كبيرًا في تحفيز نمو الدماغ والعقل بشكل صحي وسليم. ومع ذلك، يجب أن نكون واعين للجانب الآخر، حيث إن التعرض للأصوات العالية أو الضوضاء المفرطة يمكن أن يؤثر سلبًا على سمع الطفل ويعرضه لمخاطر ومضاعفات عديدة، بما في ذلك زيادة احتمالية الولادة المبكرة. لذلك، سنخصص سطور مقالنا القادم فى دليلى ميديكال للحديث عن تأثير الأصوات المرتفعة والضوضاء الضارة على الجنين خلال فترة وجوده في رحم الأم بشكل أكثر تفصيلًا.
حوالي الشهر الخامس من الحمل، يبدأ طفلك في سماع الأصوات الأولى نتيجة لنضوج أجهزة السمع لديه. يمكنه سماع أصوات قد لا تلاحظها، مثل دقات القلب وحركة الهواء في الرئتين.
مع زيادة حجم الجنين، تصبح الأصوات أكثر وضوحًا. بحلول الأسبوع 25-26، من المحتمل أن يستجيب الجنين للأصوات والضوضاء. في هذه المرحلة، يمكنك سماع ضربات قلبه في بطنك كلما تعرضت لأصوات مرتفعة.
تكون أجهزة السمع الجنينية محمية بواسطة عضلات البطن، المشيمة، والسائل الأمنيوسي. لذا، فإن الأصوات الخارجية التي يسمعها الطفل في الرحم تكون أقل حدة من الأصوات الفعلية.
ومع ذلك، لا يمكن تحديد مدى خطورة الأصوات العالية على طفلك، لذا يُفضل توخي الحذر عند الاستماع إلى الموسيقى والابتعاد عن الأماكن الصاخبة مثل الحفلات.
علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر الضوضاء العالية سلبًا على الأم، حيث قد تعزز إنتاج هرمونات التوتر، مما يزيد من معدل ضربات القلب
يمكن أن يؤدي التعرض المستمر للضوضاء العالية إلى فقدان السمع لدى الجنين. لذا، لحماية طفلك، يُفضل مراعاة النقاط التالية:
- تجنب الذهاب إلى مناطق التصوير أو ممارسة الرماية.
- قلل من حضور الحفلات الموسيقية. وإذا كنت تنوي الذهاب، حاول ألا تجلس في الصفوف الأمامية.
- تجنب العمل في الأماكن التي يتجاوز فيها مستوى الضوضاء 80 ديسيبل.
- عند الاستماع إلى الموسيقى، لا تضع سماعات الرأس على بطنك.
تبدأ أذن الجنين بالتشكل منذ الأسبوع الرابع والعشرين، وتتكون من الأذن الخارجية والداخلية والوسطى. في هذه المرحلة، يبدأ الجنين بالتأثر بالأصوات، حيث تُنقل هذه الأصوات إلى الدماغ لمعالجتها. قد يظهر تجاوب الجنين مع الأصوات بين الأسبوع السابع والعشرين والثلاثين. غالبًا ما تُخفف الأصوات داخل الرحم بسبب تأثير العضلات والدهون وجدران الرحم، مما يقلل من شدة الأصوات قبل وصولها إلى أذن الجنين. ومع ذلك، فإن التعرض المستمر للأصوات العالية لمدة ثماني ساعات يوميًا، كما هو الحال في بعض أماكن العمل، خاصة إذا تجاوزت شدة الصوت 90 إلى 100 ديسيبل، قد يؤدي إلى فقدان السمع أو ضعفه لدى الجنين، بالإضافة إلى زيادة احتمالات الولادة المبكرة أو تأخر تطوير المهارات التعليمية لديه. وقد أظهرت تجارب على الحيوانات تغيرات في بنية دماغ الجنين نتيجة التعرض للأصوات العالية. كما يشير الباحثون إلى وجود علاقة بين هذه التأثيرات وبنية دماغ الإنسان، لذا يُفضل تجنب الحفلات الموسيقية ذات الأصوات العالية والتعرض للأصوات القوية مثل أصوات محركات الطائرات أثناء الحمل.
يجب الانتباه إلى التعرض للضوضاء العالية والمتكررة، مثل تلك الموجودة في بيئات العمل الصناعية، إذا تجاوزت سبع ساعات يوميًا. يُوصي المعهد الوطني للسلامة والصحة المهنية بأن تتجنب النساء الحوامل التعرض للضوضاء العادية التي تتجاوز 115 ديسيبل، مثل صوت المنشار. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعرض القصير والمتكرر لأصوات شديدة تصل إلى 150 ديسيبل أو أكثر، مثل صوت محرك الطائرة، إلى مشاكل مشابهة للجنين أو للأطفال حديثي الولادة.
1. **إثارة الطفل** يمكن أن يتسبب التعرض للأصوات العالية في إثارة الجنين. عند الاستماع إلى الموسيقى بصوت مرتفع، قد تلاحظين أن طفلك يتحرك بشكل أكثر نشاطًا في بطنك، أو أن حركاته تصبح أكثر كثافة.
2. **التأثير على سمع الجنين** تؤثر الأصوات العالية على سمع الجنين. يمكن للبشر تحمل الأصوات حتى حوالي 80 ديسيبل، وإذا تعرضوا بانتظام لمستويات أعلى من ذلك، فقد يتعرض سمعهم للخطر. في الحفلات الموسيقية، قد تصل أصوات الآلات إلى ترددات تفوق 80 ديسيبل، مما قد يؤثر سلبًا على سمع طفلك.
3. **التسبب في عيوب خلقية** النساء الحوامل اللواتي يتعرضن باستمرار للضوضاء يواجهن خطرًا متزايدًا للولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، كما أن أطفالهن يكونون أكثر عرضة لمشكلات السمع عند الولادة. علاوة على ذلك، أظهرت دراسة في الولايات المتحدة حول تأثير الضوضاء على الجنين أن معدل الأطفال المشوهين قد ارتفع من 0.8% إلى 1.2%. ويُعزى ذلك إلى أن الضوضاء العالية قد تسبب ارتفاع ضغط الدم لدى المرأة الحامل، مما يؤثر بشكل سلبي على صحة الجنين.
4. **تأثير الإجهاد على الوليد** التعرض المتكرر للضوضاء العالية قد يؤدي إلى زيادة مستويات الكورتيزول والكورتيكوتروبين لدى الجنين. كلما ارتفعت هذه الهرمونات، زادت احتمالية تعرض الطفل للتوتر بعد الولادة. ومع ذلك، لا توجد دراسات حالياً تثبت أن الضوضاء العالية تؤثر سلباً على الجنين النامي.
5. تغييرات في بنية دماغ الجنين** الضوضاء العالية قد تؤدي إلى تغييرات في بنية دماغ الجنين. وعلى الرغم من عدم وجود دراسات على البشر، يُنصح بتجنب التعرض للأصوات العالية خلال فترة الحمل.
6. زيادة خطر الولادة المبكرة** توجد عدة عوامل تؤدي إلى ولادة الأطفال قبل موعدهم، ومن بينها التعرض للضوضاء. وفقاً للدراسات، يمكن أن تؤدي النساء الحوامل اللواتي يتعرضن بانتظام للضوضاء العالية إلى تقليل مدة الحمل من 40 أسبوعاً إلى 37 أسبوعاً
تستمع النساء الحوامل إلى الموسيقى بصوت مرتفع، مما قد يؤثر على نمو الجنين، مما يجعلك تتساءل عما إذا كان ينبغي عليك السماح لطفلك بالاستماع إلى الموسيقى. يتفق الباحثون على أن الاستماع إلى الموسيقى يمكن أن يعود بالفائدة على كل من الأم والطفل، بشرط أن يكون مستوى الصوت منخفضًا أو ضمن الحدود المسموح بها.يمكن أن يكون للموسيقى الهادئة تأثير إيجابي على كل من الأم والجنين. عند الاستماع إلى الموسيقى، ستشعرين بالاسترخاء وتقلل من مستويات التوتر، مما ينعكس بشكل إيجابي على نمو الجنين في رحمك. لا تحاولي الاستماع إلى موسيقى لا تفضلينها لمجرد أن الآخرين يقولون إنها مفيدة للجنين. بدلاً من ذلك، استمعي إلى موسيقاك المفضلة، فهذا سيساعد على استرخاء خلايا دماغك وزيادة إفراز الإندورفين في الدم، مما يعزز نمو الخلايا العصبية للجنين. علاوة على ذلك، يجب تجنب الموسيقى ذات الإيقاعات القوية أو المتغيرة بشكل مستمر، حيث إن هذه الأنواع من الموسيقى قد لا تكون مفيدة لطفلك. في الوقت الحالي، لا يزال العلماء يجرون دراسات لتحديد تأثير الضوضاء على الجنين.
1- يُفضل الابتعاد عن الأصوات العالية قدر الإمكان، خاصةً بالنسبة للسيدات اللاتي يعملن في بيئات صاخبة. يُنصح باستخدام سدادات الأذن لتقليل التأثيرات السلبية على أعصاب الأم، مما قد يؤثر بدوره على نمو الجنين.
2- ينبغي ألا يتجاوز مستوى الصوت في مكان العمل 85 ديسيبل، وهو المستوى الذي يسمح بالتحدث مع شخص آخر دون الحاجة لرفع الصوت. إذا كان الصوت أعلى من ذلك، فقد يكون من الصعب التواصل.
3- عندما يصل الجنين إلى الأسبوع العشرين، يكون جهازه السمعي قد تطور بما يكفي ليتمكن من سماع الضوضاء. وفي الأسبوع الرابع والعشرين، يبدأ الجنين في الاستجابة للأصوات. لذا، من المهم تجنب الأصوات العالية خلال هذه الفترة.
4- يجب تجنب وجود مصادر الصوت العالي بالقرب من بطن الأم الحامل، حيث إن الصوت يصل بشكل أكبر إلى الجنين، بالإضافة إلى أن الاهتزازات الناتجة عن الصوت قد تؤثر سلبًا على نموه.
5- إذا كانت طبيعة عمل المرأة الحامل تتطلب التواجد في بيئة صاخبة، يُفضل الابتعاد عن مصادر الضوضاء قدر الإمكان.
- إذا كانت بيئة عملك تعاني من مستويات مرتفعة من الضجيج، يُنصح بالتواصل مع المشرف لمراجعة مستويات الضوضاء. إذا كانت تتجاوز 115 ديسيبل، يُفضل تجنب التعرض للضوضاء خلال فترة الحمل. قد يكون من الصعب الابتعاد عن الضجيج في مكان العمل، لذا يُستحسن التحقق مع صاحب العمل حول إمكانية الانتقال إلى وظيفة أكثر هدوءًا أثناء الحمل.
- بالإضافة إلى الضوضاء المستمرة العالية، يجب تجنب الأصوات المفاجئة أو الضوضاء النبضية.
- تزداد شدة الأصوات بالنسبة لطفلك عندما يكون بطنك قريبًا من مصدر الضجيج. لذا، يُفضل عدم الت靠 على أي شيء يضع جسمك في اتصال مباشر مع مصادر الضوضاء. كما ينبغي تجنب الاعتماد على مصادر الاهتزاز.
- الأصوات ذات التردد المنخفض تصل بسهولة إلى الجنين، حيث تعبر عبر جسم الأم وتؤثر على نموه.
- استخدمي سدادات الأذن لحماية سمعك إذا كنت تتعرضين لضوضاء مرتفعة. على الرغم من أن حماية سمعك قد لا تمنع تأثير الضجيج العالي على طفلك النامي، إلا أن التعرض المفرط للضوضاء يمكن أن يؤدي إلى الإجهاد، مما يسبب تغييرات في جسمك تؤثر على الجنين.
- قد تؤثر الموسيقى العالية سلبًا إذا كنتِ معتادة على قيادة السيارة.
- تجنبي تعرض حديثي الولادة للضوضاء من خلال الابتعاد عن الأماكن المزعجة، واستخدمي أغطية أذنين مناسبة إذا دعت الحاجة.