تاريخ النشر: 2024-08-21
تُعتبر حالة تسمم الحمل بعد الولادة نادرة لكنها خطيرة، حيث تتعلق بارتفاع ضغط الدم بعد الولادة. تحدث هذه الحالة بشكل أكثر شيوعًا خلال 48 ساعة من الولادة، لكنها قد تظهر أيضًا حتى ستة أسابيع بعد ولادة الطفل. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى مضاعفات خطيرة مثل السكتات الدماغية والنوبات وغيرها. في هذا السياق، يسلط "دليلي ميديكال" الضوء على مضاعفات تسمم الحمل بعد الولادة، وفقًا لما ورد في موقعنا.
تُعرف هذه الحالة بارتفاع ضغط دم الأم ونزول البروتين في البول بعد الولادة مباشرة، وعادةً ما تحدث في الساعات الأولى بعد الولادة، وفي حالات نادرة قد تستمر حتى ستة أسابيع بعد الولادة.
يمكن تصنيف تسمم الحمل إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
1. تسمم الحمل قبل الولادة.
2. تسمم الحمل أثناء الولادة.
3. تسمم الحمل بعد الولادة.
لا يزال السبب الدقيق لتسمم الحمل بعد الولادة غير معروف، ولكن هناك عوامل معينة قد تزيد من خطر الإصابة به. لذا، من المهم أن تشارك الحامل تاريخها الطبي مع طبيبها لمناقشة أي أعراض طارئة قد تشير إلى تسمم الحمل بعد الولادة. هناك عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة بهذه الحالة، وإذا كنت تعانين من أي من الأمور التالية، فقد تكونين أكثر عرضة للخطر:
- تلف الدماغ: يعتبر تسمم الحمل بعد الولادة حالة خطيرة، حيث يمكن أن يؤدي إلى أضرار دائمة للعديد من الأعضاء الحيوية. في حالة الإصابة بتسمم الحمل بعد الولادة، قد تواجهين مخاطر عالية من تلف دائم في الدماغ والكلى والكبد. إذا لم يتم علاج هذه الحالة بشكل صحيح وفي الوقت المناسب، فقد تؤدي إلى غيبوبة، وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي أيضًا إلى الوفاة.
- السمنة
- ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل
- تاريخ عائلي أو شخصي لتسمم الحمل أو تسمم الحمل بعد الولادة
- أن تكون الأم أقل من 20 عامًا أو أكبر من 40 عامًا
- الحمل بتوأم أو أكثر
- أمراض المناعة الذاتية
- مرض السكري من النوع الأول أو الثاني
يصعب تشخيص تسمم الحمل بعد الولادة إلا من خلال الزيارات المنتظمة للطبيب. قد تحدث تقلبات طبيعية في ضغط الدم بين الحين والآخر، ولكن إذا لاحظت زيادة غير عادية في ضغط الدم لديك مع ظهور أعراض البيلة البروتينية بعد الولادة، فقد يكون من الضروري إجراء اختبارات دم لتقييم كفاءة عمل الكبد والكليتين، وللتأكد من أن عدد الصفائح الدموية في الدم طبيعي، حيث تلعب هذه الخلايا دورًا في تجلط الدم. ستساعد اختبارات الدم أيضًا في تحديد أسباب ارتفاع ضغط الدم لديك.
يمكن أن يحدث تسمم الحمل مباشرة بعد الولادة، خلال 48 ساعة، ويستمر لمدة تصل إلى 6 أسابيع بعدها. بعد هذه الفترة، ينخفض الخطر بشكل كبير مع استقرار ضغط الدم لدى السيدة وتخلص الجسم من الهرمونات، واستقرار الرحم وأعضاء الجهاز التناسلي.
للأسف، يمكن أن يؤدي تسمم الحمل بعد الولادة إلى حالات خطيرة مثل السكتة الدماغية، وقد يؤدي عدم الكشف المبكر وتأخر العلاج إلى الوفاة. لذا، من الضروري أن تتعلم كل سيدة حامل عن تسمم الحمل بعد الولادة وتكون على دراية بأهم الأعراض، لمراقبة ضغط الدم والأعراض الأخرى خلال فترة الحمل وبعد الولادة.
تختلف المدة التي يحتاجها ضغط الدم للاستقرار بعد الولادة من امرأة لأخرى. في معظم الحالات، يبدأ الضغط في العودة إلى مستوياته الطبيعية خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد الولادة. ومع ذلك، فإن التعافي الكامل وضبط ضغط الدم قد يستغرق عدة أسابيع إلى عدة أشهر. كما أن مخاطر تسمم الحمل بعد الولادة تقل بشكل كبير بعد مرور 6 أسابيع.
توجد عدة أعراض قد تعاني منها النساء اللواتي أنجبن حديثًا إذا كن مصابات بتسمم الحمل بعد الولادة، ومنها:
- ارتفاع ضغط الدم (140/90 ملم زئبق أو أعلى)
- مستويات مرتفعة من البروتين في البول (البيلة البروتينية)
- صداع شديد
- تغييرات في الرؤية مثل عدم وضوح الرؤية أو حساسية الضوء
- تورم في الوجه أو اليدين أو القدمين
- غثيان واستفراغ
- ألم في البطن، عادة بالقرب من الأضلاع
- انخفاض في كمية البول
- فقدان مؤقت للرؤية أو عدم وضوحها
- زيادة سريعة في الوزن، عادة أكثر من 2 رطل (0.9 كيلوجرام) في الأسبوع
- ضيق في التنفس
نعم، هناك بعض المخاطر. كما ذكرنا، فإن وجود تاريخ سابق لتسمم الحمل يعد من عوامل الخطر. تشير الدراسات إلى أن نسبة تكرار تسمم الحمل بعد الولادة تصل إلى حوالي 20%، بينما تتراوح بعض التقديرات بين 5% إلى 80% حسب توقيت وشدة الإصابة السابقة، بالإضافة إلى عوامل خطر أخرى مثل السمنة.بغض النظر عن النسبة، يُنصح النساء الحوامل اللاتي تعرضن لتسمم الحمل بعد الولادة بمراقبة ضغط الدم بعناية ومتابعة الأعراض المرتبطة بتسمم الحمل بعد الولادة.
لا، يتطلب تسمم الدم بعد الولادة علاجًا ورعاية طبية خاصة تختلف من امرأة لأخرى، ولا ينبغي الاعتماد على إمكانية الشفاء التلقائي، حيث إنه يعد حالة خطيرة تؤثر على صحة الأم.
**هل يمكن أن تصاب المرأة بتسمم ما بعد الولادة دون أن تكون قد تعرضت لتسمم الحمل؟**
نعم، يمكن أن تصاب المرأة بتسمم ما بعد الولادة حتى لو لم تعانِ من تسمم الحمل أثناء فترة الحمل. يعتبر تسمم الحمل أحد عوامل الخطر، لكنه ليس سببًا مؤكدًا للإصابة، حيث أن أسباب تسمم ما بعد الولادة لا تزال غير معروفة بشكل دقيق.
يصعب الوقاية من تسمم الحمل بعد الولادة، لذا يُنصح الأطباء النساء الحوامل باتباع أنماط حياة صحية، بما في ذلك نظام غذائي منخفض الصوديوم لتفادي ارتفاع ضغط الدم، واتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.
عادةً ما تكون فترة ما بعد الولادة مليئة بالتغيرات العاطفية والجسدية نتيجة حاجة الجسم للتعافي من الولادة. في هذه الأثناء، قد يؤدي تشخيص مقدمات الارتعاج إلى زيادة التوتر.
على الرغم من أن تسمم الحمل يحدث بشكل رئيسي في الحمل الأول، إلا أن النساء اللاتي تعرضن لتسمم الحمل في حمل سابق يكن أكثر عرضة للإصابة به في الحمل التالي بمعدل سبع مرات.
تشمل عوامل الخطر الأخرى:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن أو أمراض الكلى قبل الحمل
- ارتفاع ضغط الدم أو تسمم الحمل في الحمل المبكر
- السمنة
- النساء فوق سن الأربعين
- الحمل المتعدد
- العرق
- التاريخ العائلي لتسمم الحمل
تظهر بعض العلامات المبكرة لتسمم الحمل في البداية، وهي بمثابة جرس إنذار يشير إلى احتمال حدوث هذه الحالة، حيث يترافق ارتفاع ضغط الدم مع وجود البروتين في البول تشمل العلامات التي قد تظهر قبل الإصابة بتسمم الحمل ما يلي:
- صداع شديد
- مشاكل في الرؤية (مثل عدم وضوح الرؤية أو رؤية أضواء ساطعة)
- ألم في أسفل الضلوع
- قيء
- تورم مفاجئ في القدمين، والكاحلين، والوجه، واليدين.
يتم تشخيص تسمم الحمل من خلال الخطوات التالية:
1. **الفحص السريري**: حيث يقوم الطبيب بمراقبة ارتفاع ضغط الدم الذي يتجاوز 140/90، بالإضافة إلى الأعراض المرتبطة بتسمم الحمل.
2. **التصوير بالموجات فوق الصوتية**.
3. **اختبار عدم الإجهاد**، والملف البيوفيزيائي للجنين لمتابعة نمو الجنين، ومعدل تنفسه، وحجم السائل الأمنيوسي المحيط به.
4. **إجراء فحوصات لتسمم الحمل** مثل فحص الدم، وفحص البول، وتحليل الزلال، الذي يقيس مستوى البروتين في البول.
إذا تم تجاهل علاج تسمم الحمل بعد الولادة، فقد تظهر مجموعة من المضاعفات الخطيرة، ومنها:
- تلف دائم في الدماغ والكبد والكلى.
- الوذمة الرئوية، وهي حالة تؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين.
- الجلطات الدموية، التي يمكن أن تتشكل في الأوعية الدموية وتؤدي إلى الوفاة أو السكتة الدماغية من خلال انسداد الأوعية في الرئتين أو الدماغ أو الكلى أو الساقين.
- متلازمة هيلب، التي تؤدي إلى تدمير خلايا الدم الحمراء وزيادة إنزيمات الكبد وانخفاض عدد الصفائح الدموية، مما يشكل تهديدًا للحياة.
- الوفاة.
- تراكم السوائل في الرئتين (الوذمة الرئوية).
- السكتة الدماغية.
تتعلق حالة تسمم الحمل بعد الولادة بارتفاع ضغط الدم الذي قد يتطور إلى نوبات، مما يستدعي اهتمام الأطباء. إليك أبرز طرق علاج هذه الحالة:
الأدوية يسعى الطبيب عادةً إلى خفض ضغط الدم باستخدام مجموعة من الأدوية بعد تشخيص حالة تسمم الحمل. قد يصف الطبيب لمريضات تسمم الحمل مركب كبريتات المغنيسيوم (Magnesium sulfate) للوقاية من النوبات، بالإضافة إلى أدوية لتخفيف الألم الناتج عن الصداع. هناك عدة أنواع من الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب لعلاج ضغط الدم، والتي تتناسب مع المرضعات، ومنها:
- حاصرات بيتا (Beta-blockers).
- مدرات البول (Diuretics).
- مثبطات محول إنزيم الأنجيوتنسن (ACE inhibitors).
- حاصرات ألفا (Alpha blockers).
- موسعات الأوعية (Vasodilators).
- حاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers).
- منشطات مستقبلات ألفا 2 (Alpha-2 receptor agonists).
- مميعات الدم.
**العلاجات المنزلية**
تعتبر العلاجات المنزلية من الطرق الفعالة لتقليل مخاطر تسمم الحمل بعد الولادة، ومن أبرز هذه العلاجات:
- اتباع نظام غذائي متوازن يتضمن تقسيم الوجبات الصحية التي تحتوي على الكربوهيدرات والألياف والبروتين على مدار اليوم.
- الرعاية الذاتية، التي تلعب دورًا كبيرًا في صحة المرأة بعد الولادة وأثناء الحمل.
- تغيير نمط الحياة وتجنب العادات غير الصحية.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، حيث تساهم في تحسين صحة المرأة بعد الولادة من خلال زيادة معدل ضربات القلب وخفض ضغط الدم.
- الحصول على قسط كافٍ من الراحة، حيث تتعرض المرأة بعد الإنجاب لضغوطات عديدة مثل المجهود البدني أثناء المخاض والحرمان من النوم، مما قد يؤدي إلى شعورها بالتوتر والاضطراب. لذا، فإن النوم الكافي يمكن أن يساعد في تقليل هذه الضغوط.
العلاج النفسي
يمكن أن يكون العلاج النفسي خيارًا مناسبًا للتعامل مع حالات تسمم الحمل بعد الولادة.
يساعد هذا النوع من العلاج المرأة التي تعاني من تسمم الحمل بعد الولادة على الاسترخاء، ويخفف من شعورها بالضغط النفسي الذي قد تواجهه، خاصةً خلال السنة الأولى بعد الولادة بسبب احتياجات الطفل المتعددة.
تشمل أساليب العلاج النفسي ما يلي:
- ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق.
- التعرض لأشعة الشمس، حيث أن لها فوائد عديدة، فهي تقلل من التوتر وتساعد على الاسترخاء، كما تلعب دورًا فعالًا في خفض ضغط الدم.