تاريخ النشر: 2024-08-18
يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) من الفيروسات الشائعة التي تصيب الجهاز التنفسي، خصوصًا لدى حديثي الولادة والأطفال الصغار. يمكن أن يؤدي هذا الفيروس إلى التهابات في الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد، أو في الجهاز التنفسي السفلي، مثل التهاب القصيبات والالتهاب الرئوي. وعلى الرغم من أن معظم الحالات تكون خفيفة، إلا أن الفيروس قد يشكل خطرًا على الأطفال الرضع، خاصةً أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى. في التقرير التالي، يستعرض موقع "دليلى ميديكال" أعراض الفيروس المخلوي وأسبابه لدى حديثي الولادة، وفقًا لمصادرنا.
يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي Respiratory Syncytial Virus أو RSV) من أكثر الفيروسات شيوعًا التي تصيب الجهاز التنفسي. غالبًا ما يؤدي إلى ظهور أعراض خفيفة تشبه أعراض نزلات البرد لدى البالغين والأطفال، مثل الحمى، احتقان الأنف، والسعال. ومع ذلك، يمكن أن يتسبب هذا الفيروس في التهابات رئوية خطيرة والتهاب الشعب الهوائية، خاصةً لدى الرضع وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. تزداد حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي بين الأطفال الرضع قبل بلوغهم عامهم الثاني.
يتشابه الفيروس المخلوي التنفسي وفيروس كوفيد-19 (كورونا الجديد) في كونهما عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي، كما أن أعراضهما تتشابه إلى حد ما. ومع ذلك، هناك بعض الاختلافات بينهما، نوضحها فيما يلي:
يمثل فيروس كورونا خطرًا أكبر على البالغين، رغم أنه يمكن أن يصيب الأطفال أيضًا، إلا أن حالات الإصابة بين الرضع بفيروس كوفيد-19 نادرة. في المقابل، تتركز خطورة الفيروس المخلوي التنفسي على الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن عامين وكبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل اضطرابات القلب والرئة وضعف المناعة. حيث قد تؤدي أعراض الفيروس المخلوي التنفسي إلى دخول الرضع المستشفى لتلقي العلاج، بينما تظل الأعراض لدى البالغين والأطفال الأكبر سنًا ضمن نطاق نزلات البرد
**العدوى الفيروسية** ينتقل الفيروس المخلوي التنفسي عبر الرذاذ الناتج عن سعال أو عطس الشخص المصاب. كما يمكن أن ينتقل الفيروس من خلال لمس الأسطح الملوثة ثم لمس الأنف أو الفم.
**ضعف الجهاز المناعي** يمتلك الأطفال حديثو الولادة جهازًا مناعيًّا غير مكتمل، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بمختلف الفيروسات، بما في ذلك الفيروس المخلوي التنفسي.
**الولادة المبكرة** الأطفال الذين يولدون قبل موعدهم (الخدج) يكونون أكثر عرضة للإصابة بأعراض خطيرة نتيجة عدم اكتمال نمو رئاتهم.
**التعرض لدخان السجائر** الأطفال الذين يتعرضون لدخان السجائر يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي ومضاعفاته.
**التواجد في أماكن مزدحمة** مثل دور الحضانة أو الأماكن العامة المزدحمة، مما يزيد من خطر انتقال الفيروس.
الأطفال الذين يعتبرون في مجموعة خطر الإصابة بفيروس المخلوي التنفسي هم:
- الرضع، وخاصة الأطفال المبتسرين الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر.
- الأطفال الذين يعانون من أمراض قلبية خلقية أو أمراض قلب مزمنة.
- الأطفال أو البالغون الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة نتيجة لأمراض مثل السرطان أو بسبب علاجات معينة مثل العلاج الكيميائي.
- الأطفال الذين يعانون من نقص المناعة، حيث يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي شديد الخطورة أيضًا لدى كبار السن الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة، كما يمكن أن يسبب التهابات متكررة في الجهاز التنفسي العلوي لدى البالغين الأصحاء.
- الأطفال الذين يعانون من اضطرابات عصبية عضلية، مثل الحثل العضلي.
- البالغون الذين يعانون من أمراض القلب أو الرئة.
- البالغون الأكبر سنًا، خاصة الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا.
- الأطفال المبتسرون.
- الأطفال الذين يعانون من أمراض رئوية مزمنة والذين يقيمون لفترات طويلة في وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة ويتلقون تهوية ميكانيكية وعلاج أكسجين مكثف.
**هل فيروس RSV خطيرا ؟**
في معظم الحالات، لا يُعتبر خطيرًا، لكنه قد يكون كذلك في بعض الحالات، مثل الرضع الذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر وكبار السن وضعاف المناعة.
نعم، الفيروس معدٍ بشكل كبير.
نعم، يمكن أن يصيب البالغين، لكنه أكثر شيوعًا بين الأطفال.
يسهل انتقال الفيروس المخلوي التنفسي من خلال استخدام العناصر التي تتعرض للتلامس والعوامل المعدية. بينما تكون إمكانية الانتقال عبر القطيرات منخفضة، يظهر المرض عادةً في غضون يوم أو يومين بعد الإصابة، وقد يستمر حتى أسبوع.
يمكن أن يؤدي الفيروس المخلوي التنفسي إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي، والتهاب الأذن الوسطى، وعدوى الجهاز التنفسي العلوي، خاصةً لدى الأطفال حديثي الولادة. حالات الالتهاب الرئوي قد تتطلب دخول المستشفى. كما يمكن أن يعاني البالغون والشباب الذين يصابون بالالتهاب الرئوي الناتج عن هذا الفيروس من مشاكل مستقبلية مثل الربو، والمجرى الهوائي التفاعلي، ومرض الرئة المزمن.
إذا كان المريض يعاني من صعوبة في التنفس، أو تنفس بمعدل غير طبيعي، أو كدمات على الجسم، يُنصح بإدخاله المستشفى. كما يُفضل علاج الأطفال دون سن 6 أشهر الذين يعانون من اضطرابات خلقية في القلب والرئة، وكذلك الأطفال الذين لا يمكنهم اتباع بروتوكول العلاج المنزلي بشكل صحيح.
يعتبر RSV واحدًا من العديد من الفيروسات التي تسبب نزلات البرد، وقد يكون من الصعب تحديد الفيروس الذي يعاني منه الطفل. ومع ذلك، لا يهم كثيرًا معرفة نوع الفيروس، لأن العلاج يبقى نفسه: الراحة الكافية وتناول السوائل، مع عدم استخدام المضادات الحيوية لأنها غير فعالة ضد الفيروسات. لكن RSV قد يؤدي إلى مشاكل إضافية لدى بعض الأطفال، مثل التهاب القصيبات والالتهاب الرئوي، وقد يزيد من تفاقم حالات موجودة مثل الربو.
حالياً، لا يوجد لقاح متاح للوقاية من فيروس RSV. ومع ذلك، يعمل الباحثون على تطوير لقاحات وعلاجات مضادة للفيروسات تهدف إلى حماية الرضع والأطفال الصغار، بالإضافة إلى النساء الحوامل، من العدوى الشديدة الناتجة عن هذا الفيروس. إذا تعرض طفلك لفيروس RSV للمرة الثانية خلال نفس الموسم، فمن المحتمل أن تكون أعراضه أقل حدة مقارنةً بالمرة الأولى.
يسبب الفيروس المخلوي التنفسي أعراضاً تشبه نزلات البرد لدى الأطفال الأكبر سناً، بينما تظهر أعراض أكثر شدة لدى الرضع. تبدأ الأعراض بالظهور بعد حوالي 4 إلى 6 أيام من الإصابة.
إليك أهم أعراض الفيروس المخلوي عند الأطفال:
- صعوبة في التنفس.
- فقدان الشهية.
- زيادة في سرعة التنفس.
- سعال.
- حمى.
- شعور بالخمول والكسل.
- سيلان الأنف.
- عطس.
- التهاب في الحلق.
- صداع خفيف.
بعض الأطفال قد يعانون بشكل أكبر من غيرهم، خاصةً إذا كانوا يعانون من مشاكل قلبية أو وُلِدوا قبل الأوان.
تتميز عدوى الفيروس المخلوي التنفسي (RSV) عند الرضع بوضوح الأعراض، على عكس البالغين الذين قد لا تظهر عليهم علامات قوية. فيما يلي أبرز الأعراض التي قد تظهر على الرضع:
1. **احتقان الأنف وسيلانه** يعتبر احتقان الأنف من الأعراض المبكرة والشائعة، وغالبًا ما يترافق مع سيلان الأنف.
2. **السعال** يبدأ السعال عادةً بشكل خفيف ثم يزداد سوءًا مع تقدم العدوى، وقد يكون جافًا أو مصحوبًا بالبلغم.
3. **صعوبة التنفس** يمكن أن تظهر على الطفل علامات تدل على صعوبة في التنفس، مثل التنفس السريع أو المجهد، وقد يصاحبه صوت صفير أو أزيز.
4. **الحمى** قد يعاني الطفل من حمى خفيفة، وفي بعض الحالات قد تكون الحمى مرتفعة.
5. **انخفاض الشهية** يمكن أن يفقد الطفل الرغبة في الرضاعة أو تناول الطعام بسبب التعب وصعوبة التنفس.
6. **الخمول أو التهيج** قد يبدو الطفل أقل نشاطًا من المعتاد أو أكثر تهيجًا.
7. **الزرقة** في الحالات الشديدة، قد يظهر على الطفل ازرقاق في الشفتين أو الجلد، مما يشير إلى نقص الأكسجين.تشمل الأعراض الأخرى قلة النشاط والحركة، وانقطاع النفس لفترات تصل إلى 10 ثوانٍ. ومن المهم ملاحظة أن ارتفاع درجة حرارة الرضيع ليس من الأعراض الشائعة للفيروس المخلوي.
يُعتبر الفيروس المخلوي التنفسي من الفيروسات ذات العدوى العالية، حيث يمكن أن ينتقل عبر العطس أو السعال، أو من خلال ملامسة الأشخاص المصابين أو الأسطح الملوثة بالفيروس.
يزداد انتشار الفيروس في الأماكن المزدحمة مثل المدارس ودور رعاية الأطفال، وتُعتبر الفترة من الخريف إلى الربيع هي الأكثر شيوعًا لانتشار العدوى.
يُعد الاتصال المباشر مع الأطفال المصابين من أسرع طرق انتقال الفيروس المخلوي، حيث يمكن أن ينقل الطفل المصاب العدوى لمدة تتراوح بين 3 إلى 8 أيام. لذا، من الضروري عزل الطفل المصاب عن الآخرين للحد من انتشار العدوى.
يمكن للفيروس المخلوي البقاء على الأسطح الصلبة لعدة ساعات، مما يستدعي تنظيف أغراض الطفل المصاب مثل الألعاب والفراش بشكل منتظم.
تتفاوت شدة الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي لدى الأطفال من خفيفة إلى شديدة، حيث يمكن أن تؤدي الحالات الشديدة إلى مضاعفات مثل التهاب القصيبات. يجب التواصل مع الطبيب وزيارته في حال ظهور الأعراض التالية:
- صعوبة في التنفس، حيث يمكن ملاحظة ظهور ضلوع الطفل أثناء التنفس.
- جفاف الطفل، والذي يمكن أن يتجلى في بكاء الطفل دون دموع.
- زرقة في لون الطفل، مثل ازرقاق الأظافر أو الفم نتيجة نقص الأكسجين.
- ارتفاع درجة الحرارة، حيث تبدأ الحمى عند وصول الحرارة إلى 38 أو 39 درجة مئوية.
- إفرازات من الأنف تعيق عملية التنفس.
للحماية من العدوى الفيروسية الشديدة في الجهاز التنفسي العلوي، يُنصح بما يلي:
- تأكّد من أن طفلك يتناول كميات كافية من السوائل، حيث تساعد السوائل الدافئة في تخفيف أعراض البرد.
- لعلاج سيلان أو انسداد الأنف:
- استخدم جهاز الترطيب برذاذ بارد، وتأكد من تنظيفه بعد كل استخدام.
- بالنسبة للرضع، ضع بضع قطرات من المحلول الملحي في أنف الطفل، ثم استخدم محقنة شفط مطاطية لإزالة المخاط.
- للأطفال الأكبر سنًا، يمكن استخدام بخاخ الأنف الملحي برشتين ثلاث مرات يوميًا لمدة أربعة أيام.
- إذا كان هناك تهيج في الجلد أسفل أنف الطفل، يمكنك وضع هلام النفط (الفازلين) لتخفيف الانزعاج.
- للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهرًا، يمكن إعطاؤهم ملعقة أو ملعقتين من العسل في المساء للمساعدة في تخفيف السعال، ولكن يجب تجنب إعطائه للأطفال دون هذا العمر.
- بالنسبة للأطفال الأكبر من 6 سنوات، يمكن تقديم حلوى صلبة أو أقراص استحلاب لتخفيف آلام الحلق والسعال.
- في حال عدم توفر الماء والصابون لغسل اليدين، يُمكن استخدام معقم اليدين الذي يحتوي على 60% على الأقل من الكحول.
تختفي معظم حالات عدوى الفيروس المخلوي التنفسي بشكل طبيعي خلال أسبوع إلى أسبوعين، حيث لا يوجد علاج محدد لهذه العدوى.
**الحالات البسيطة والمتوسطة:**تُعالج الأعراض البسيطة والمتوسطة عادةً باستخدام:
1. **مسكنات الألم وخوافض الحرارة:** تُستخدم لتخفيف الألم وخفض درجة الحرارة. من أشهر المسكنات المتاحة:
- **باراسيتامول:** يُعرف بأسماء تجارية مثل سيتال (Cetal)، بارامول (Paramol)، وبنادول (Panadol).
- **إيبوبروفين:** يتوفر تحت أسماء مثل بروفين (Brufen)، ميجافين (Megafen)، وسيتافين (Cetafen).
2. **محاليل الأنف:** يُساعد غسل الأنف بمحلول ماء البحر أو محلول الملح في تنظيف الأنف من المخاط وتخفيف السعال، ومن أبرز هذه المحاليل:
- **محلول ماء البحر:** مثل فيزيومير (Physiomer) وسينومارين (Sinomarine).
- **محلول الملح:** مثل أوتريفين بيبي سالين (Otriven) ولايس (Lyse).
3. **تقديم السوائل باستمرار:** تُساعد السوائل في الوقاية من الجفاف، وتساهم في خفض الحرارة وإذابة المخاط.
4. **الراحة التامة:** تُعزز الراحة من سرعة الشفاء وتقوي المناعة.
**الحالات الحادة:**تتطلب الحالات الحادة علاجًا سريعًا من قبل الطبيب، وقد تحتاج بعض الحالات إلى الإقامة في المستشفى. يمكن أن تشمل خيارات العلاج للأعراض الشديدة ما يلي:
- **محاليل وريدية:** لتزويد المريض بالعناصر الأساسية التي يحتاجها.
- **الأكسجين:** في الحالات التي يعاني فيها المريض من نقص الأكسجين.
- **أجهزة التنفس:** عبر إدخال أنبوب في الفم لمساعدة المريض على التنفس.
- **إزالة المخاط من مجرى الهواء:** باستخدام أنبوب رفيع يُدخل إلى الرئتين لتنظيفهما.
- **الأدوية:** مثل مضادات الفيروسات لمساعدة الجسم في محاربة الفيروس.
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لتخفيف شدة الأعراض أو السيطرة على عدوى RSV وتقليل مدة المرض. تشمل الخيارات الدوائية:
1. **مضادات الفيروسات:** تُستخدم في حالات العدوى الشديدة من RSV، حيث تعمل على إيقاف تكاثر الفيروس، مثل دواء ريبافيرين.
2. **موسعات الشعب الهوائية:** تُقلل من توتر عضلات القصبات الهوائية، مما يُحسن من تدفق الهواء في الرئتين. من أمثلتها دواء ألبوتيرول والإبينيفرين، وغالبًا ما تُعطى عن طريق الاستنشاق. ومع ذلك، لا تزال فاعلية موسعات الشعب الهوائية في علاج RSV غير مثبتة بشكل كامل.
3. **الأجسام المضادة وحيدة النسيلة:** تُستخدم منتجات الجلوبيولين المناعي للوقاية من الإصابة بفيروس RSV، خاصةً للمرضى المعرضين لمخاطر عالية. من أمثلتها دواء باليفيزوماب، الذي يُستخدم بشكل شائع لعلاج فيروس RSV عند الرضع ناقصي الوزن أو الخدج، نظرًا لكونهم أكثر عرضة لمضاعفات RSV.