مرض الهربس عند الأطفال وحديثي الولادة وطرق علاجه

يُعتبر فيروس الهربس من أكثر الفيروسات شيوعًا بين الأطفال، خاصةً حديثي الولادة والأطفال الذين يعانون من ضعف المناعة. يختلف تطور الهربس من حالة لأخرى؛ فقد يتعافى الطفل بشكل كامل، أو قد تظهر مضاعفات تؤدي إلى مشكلات صحية أكبر. لذا، يجب على الأهل مراقبة صحة أطفالهم لتفادي تفاقم الحالة. في هذا المقال،من خلال موقع دليلى ميديكال  سنتناول موضوع هربس الأطفال، بما في ذلك أعراضه، وعلاجه، وأسبابه، بالإضافة إلى نصائح لحماية طفلك من الإصابة بالفيروس.

 ما هو هربس الأطفال؟

هربس الأطفال، المعروف أيضًا بقروح البرد، هو نوع من الفيروسات يُعرف باسم فيروس الهربس البسيط من النمط الأول (HSV-1). يسبب هذا الفيروس عدوى جلدية تظهر عادةً حول الفم والشفتين، وأحيانًا حول العين، على شكل بثور صغيرة مملوءة بسوائل شفافة، مصحوبة بحكة وألم. يُعرف أيضًا بـ "الهربس الفموي". في بعض الحالات، قد تظهر الأعراض على الأعضاء التناسلية أو اليدين والأصابع. ينتقل الفيروس بسهولة إلى الأطفال من خلال التقبيل أو ملامسة شخص مصاب، خاصةً لدى حديثي الولادة وأصحاب المناعة الضعيفة. لذا، يُنصح الآباء بتجنب تقبيل الأطفال، خصوصًا الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر، لأن الفيروس قد يصل إلى الدماغ أو قرنية العين. يمكن أن ينتقل الهربس من الأم إلى الطفل قبل أو أثناء أو بعد الولادة، ويُعرف حينها بـ "الهربس الوليدي البسيط (NHSV)"، وهو نوع نادر يصيب عشرة أطفال من بين كل مائة ألف طفل وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. هذا النوع قد يكون قاتلاً لحديثي الولادة إذا لم يتم العلاج بسرعة، لذا يجب على الحوامل تجنب التعامل مع أي شخص مصاب، وفي حال الإصابة، يجب استشارة الطبيب فورًا.

 مدة علاج الهربس عند الأطفال

تختلف مدة العلاج من طفل لآخر بناءً على العمر والأعراض والحالة الصحية ومكان الإصابة. عادةً ما تستغرق مدة علاج الهربس عند الأطفال من أسبوع إلى أسبوعين، ويكتمل الشفاء عادةً بعد ثلاثة أسابيع، حيث تبدأ البثور أو الحويصلات بالجفاف وتتحول إلى قشور ثم تلتئم. غالبًا لا تترك هذه البثور أي ندبات أو آثار.

فترة حضانة فيروس الهربس

فترة حضانة فيروس الهربس عادةً لا تظهر فيها أي أعراض واضحة، ولكن عند ظهور الأعراض الأولى، تكون واضحة. قد تظهر الأعراض الأولية للمرض في أي وقت بين عامين إلى أربعة أعوام، ولكن يمكن أن تمر سنوات دون أن يظهر المرض لدى بعض الأشخاص.

 هل ينتقل مرض الهربس خلال فترة الحضانة؟

من النادر جدًا انتقال الفيروس خلال فترة الحضانة، نظرًا لأن الفيروس يحتاج إلى وقت طويل للظهور، مما يجعل من الصعب تحديد اللحظة التي أصيب فيها الشخص بالفيروس.

**انتقال مرض الهربس الفموي**

يُعتبر مرض الهربس الفموي، المعروف أيضًا بالهربس البسيط، من الأمراض الشائعة بين الأطفال. ينتقل هذا الفيروس من خلال الاتصال مع شخص بالغ يحمل العدوى، وذلك عبر الإفرازات الفموية أو القروح الموجودة على الجلد. وغالبًا ما يحدث الانتقال من خلال التقبيل أو استخدام الأدوات الشخصية مثل مرطب الشفاه، أو فرشاة الأسنان، أو أدوات تناول الطعام.

**انتقال مرض الهربس التناسلي**

أما النوع الثاني، وهو الهربس التناسلي أو الجنسي، فينتشر من خلال الاتصال الجنسي مع شخص آخر يحمل الفيروس. يتم الانتقال عن طريق لمس القروح الموجودة حول الأعضاء التناسلية. كما يمكن أن ينتقل كلا النوعين من فيروس الهربس من منطقة إلى أخرى في الجسم عن طريق فرك المنطقة المصابة ثم لمس مناطق أخرى مثل العينين أو الشفتين.

**هل هربس الأطفال معدي؟**

نعم، يُعتبر هربس الأطفال من الفيروسات شديدة العدوى، حيث يمكن أن ينتشر بسهولة من خلال اللمس المباشر للبثور والقرح أو لعاب المصاب، بالإضافة إلى مشاركة الأغراض الشخصية.

**هل هربس الأطفال معدي للكبار؟**

نعم، هربس الأطفال يمكن أن يكون معديًا للكبار من خلال اللمس والاتصال المباشر مع المصاب.

**هل هربس الأطفال معدي للحامل؟**

نعم، يمكن أن ينتقل الهربس من الأطفال إلى البالغين، بما في ذلك الحوامل. ويشكل هذا الأمر خطرًا أكبر على الحامل، حيث قد يؤثر على الجنين ويؤدي إلى ولادته مصابًا بفيروس الهربس. لذا، يُنصح الحوامل بالابتعاد عن أي شخص مصاب بالهربس، وإبلاغ الطبيب المختص في حال تعرضهن للعدوى أو مخالطة المصاب، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية صحة الأم والجنين.

**ما هو الأكل الممنوع لمرضى الهربس عند الأطفال؟**

ننصح الأمهات بتجنب الأطعمة المصنعة أو التي تحتوي على مواد حافظة، بالإضافة إلى الوجبات المجمدة التي تتطلب التسخين في الميكروويف، والحلويات ومنتجات الحبوب، حيث إن هذه الأطعمة قد تسهم في تفشي عدوى الهربس وتبطئ عملية الشفاء، مما يزيد من إرهاق الطفل.

**المناطق التي يظهر فيها الهربس:**

- منطقة الفم وما حولها.

- منطقة العين.

- المناطق التناسلية.

- منطقة أصابع اليدين والقدمين.

**ما هي مضاعفات الهربس عند الأطفال؟**

- **التهاب الدماغ:** يمكن أن يصل الفيروس إلى الدماغ، مما يؤدي إلى عدوى كامنة قد تسبب التهابًا حادًا في الدماغ، مما ينتج عنه نوبات ومضاعفات أخرى.

- **التهاب القرنية (Keratitis الناتج عن HSV):** إذا لمس الطفل عينه بعد لمس أو خدش منطقة مصابة بالهربس، يمكن أن ينتقل الفيروس إلى العين ويؤدي إلى تلف القرنية. في معظم الحالات، يكون الضرر مؤقتًا، لكن في الحالات الشديدة، قد يعاني الطفل من فقدان البصر.

- **الأكزيما Herpeticum:** الأطفال الرضع الذين يعانون من الأكزيما ويصابون بالهربس يكونون في حالة خطرة، وتستغرق هذه الحالة وقتًا طويلاً للعلاج. المضاعفات تكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال ذوي المناعة الضعيفة والذين تقل أعمارهم عن ستة أشهر، لذا يجب الحرص على وقاية الطفل من الإصابة بالهربس.

**ما هي أشكال الهربس وأنواعه؟**

- **الهربس البسيط (HSV-1):** يُعتبر فيروس الهربس البسيط 1، أو HSV-1، الأكثر شيوعًا بين أنواع فيروس الهربس. يُصاب حوالي 65% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عامًا بهذا الفيروس. يمكن أن يؤثر HSV-1 على الفم والشفتين (الهربس الفموي) أو الأعضاء التناسلية (الهربس التناسلي). يتسبب الفيروس في ظهور تقرحات في الفم أو الأعضاء التناسلية. العديد من المصابين بفيروس HSV-1 لا تظهر عليهم أعراض، مما يعني أنهم قد لا يشعرون بأي علامات حتى بعد الإصابة. وهذا يجعل انتقال HSV-1 شائعًا جدًا. مثل الأنواع الأخرى من فيروس الهربس، ينتشر HSV-1 من خلال الاتصال المباشر. يمكن علاج HSV-1 باستخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل فالاسيكلوفير.

- **فيروس الهربس البسيط HSV-2**: يُعتبر فيروس الهربس البسيط من النوع HSV-2 ثاني أكثر أنواع فيروس الهربس شيوعًا. مثل HSV-1، يتميز هذا الفيروس بقدرته العالية على العدوى وينتشر عبر الاتصال المباشر. يُصاب حوالي 11% من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و49 عامًا بفيروس HSV-2، على الرغم من أن العديد منهم لا تظهر عليهم أي أعراض. عادةً ما يسبب HSV-2 الهربس التناسلي، وفي حالات نادرة، يمكن أن ينتقل من الأعضاء التناسلية إلى الفم مسببًا الهربس الفموي.

- **فيروس الهربس HHV-5**: يُعرف فيروس الهربس البشري 5، أو HHV-5، باسم الفيروس المضخم للخلايا (CMV). مثل الأنواع الأخرى من فيروس الهربس، يُعتبر الفيروس المضخم للخلايا شائعًا ويمكن أن يصيب الأفراد من جميع الأعمار. كما هو الحال مع الفيروسات الأخرى من هذا النوع، فإن الفيروس المضخم للخلايا يسبب عدوى تستمر مدى الحياة دون علاج معروف. ينتشر الفيروس عادةً عند الرضع أثناء الولادة، ويمكن أن ينتقل أيضًا عبر حليب الثدي. تشمل طرق الانتقال الشائعة الأخرى مشاركة الألعاب أو العناصر التي تلامس الفم، مثل أواني الطعام. بعد الإصابة، قد يعاني بعض الأشخاص من أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا.

- **فيروس الهربس HHV-4**: يُعرف فيروس الهربس البشري 4، أو HHV-4، بأنه فيروس مُعدٍ يُطلق عليه غالبًا اسم فيروس Epstein-Barr. يرتبط HHV-4 بكثرة عدد كريات الدم البيضاء المعدية، وهو فيروس شائع يصاب به معظم الأشخاص في مرحلة الطفولة، لكن أعراضه غالبًا ما تظهر على الشباب والبالغين. ينتشر هذا الفيروس عن طريق اللعاب.

- **فيروس الهربس HHV-7**: يُعتبر فيروس الهربس البشري 7، أو HHV-7، نوعًا شائعًا آخر من فيروس الهربس، حيث يوجد في غالبية البشر. تشمل أعراض HHV-7 الطفح الوردي، الحمى، الإسهال، القيء، والنوبات، بالإضافة إلى أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا. قد لا يعاني العديد من المصابين بالفيروس من أي أعراض، وغالبية الأشخاص يصابون به قبل سن السادسة.

- **فيروس الهربس HHV-6**: يُعتبر فيروس الهربس البشري 6، أو HHV-6، نوعًا من فيروس الهربس الذي يسبب "الوردية الطفولية" أو الطفح الجلدي، وهو مرض شائع في مرحلة الطفولة يتم حله تلقائيًا. بينما قد لا تظهر أعراض على بعض حالات HHV-6، تشمل الأعراض الشائعة الحمى، الطفح الجلدي، التهابات الأذن، مشاكل الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، وحتى النوبات خلال التفشي الأولي. يؤثر HHV-6 بشكل شائع على الأطفال، ويعتبر HHV-6B شائعًا جدًا بين الأطفال الصغار.

- **فيروس الهربس HHV-3**: يُعرف فيروس الهربس البشري 3، أو HHV-3، بأنه النوع الذي يسبب جدري الماء والقوباء المنطقية، ويُعرف أيضًا باسم فيروس الحماق النطاقي. يُعتبر HHV-3 فيروسًا شائعًا يحدث عادةً أثناء الطفولة، مثل جدري الماء، حيث يسبب آفات مؤلمة ومثيرة للحكة تتطور في شكل يشبه العصابة على الجسم.

**القرحة الباردة (Herpes Labialis):** تظهر على الشفاه والفم، وقد تكون مؤلمة وتسبب شعورًا بالحكة.

**التهاب العين (Herpetic Keratitis):** يمكن أن يؤدي فيروس الهربس البسيط 1 إلى التهابات في العينين، مما يؤثر على القرنية.

**التهاب الحلق والفم (Herpetic Gingivostomatitis):** قد يحدث هذا النوع من الالتهاب عند الأطفال، ويتميز بتورم اللثة والحلق، وقد يصاحبه ارتفاع في درجة الحرارة.

**الهربس التناسلي (Genital Herpes):** يظهر في منطقة الأعضاء التناسلية وقد يكون مصحوبًا بقرح وألم. من الضروري إجراء تشخيص دقيق وتلقي العلاج المناسب تحت إشراف طبيب مختص، حيث يتطلب الهربس التعامل بحذر لتفادي تفاقم الحالة وانتقال العدوى.

**متى يجب مراجعة الطبيب؟**

من المهم استشارة الطبيب عند إصابة الطفل بالهربس في الحالات التالية:

- إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي يصاب فيها الطفل بالهربس، خاصة إذا كان يعاني من ضعف في المناعة، أو من الأكزيما أو أي حالة جلدية أخرى.

**ظهور الأعراض على الطفل حديث الولادة**

يمكن أن تظهر بعض الأعراض على الطفل حديث الولادة، مثل:

- **تكون البثور أو القروح حول عيون الطفل**، مما قد يؤدي إلى تعرض القرنية للإصابة بالعدوى.

- **إصابة الطفل بالحمى**.

- **ظهور أعراض تشير إلى التهاب الدماغ أو التهاب السحايا**، مثل:

  - **الصداع**، حيث يشعر الطفل بألم في الرأس وقد يصاحبه ارتباك.

  - **الحمى**.

  - **نوبات الصرع**، التي تعني زيادة في نشاط الأعصاب في الدماغ، مما يؤدي إلى انقباض العضلات أو فقدان الوعي.

- **عدم شفاء البثور خلال 7 إلى 10 أيام**، مما قد يدل على إصابة الطفل بعدوى بكتيرية.

- **احمرار الجلد وانتفاخ المنطقة المحيطة بالبثور**، أو الإحساس بالسخونة عند اللمس، مما قد يشير إلى وجود عدوى بكتيرية تشكل خطرًا إذا انتشرت في الدم. تزداد خطورة العدوى البكتيرية إذا كان الطفل يعاني من مشاكل صحية أو يتناول أدوية تؤثر على مناعته.

- **تكرار إصابة الطفل بعدوى الهربس** لأكثر من 5 إلى 6 مرات في السنة، مما يستدعي استشارة الطبيب حول ضرورة تناول أدوية مضادة للفيروسات.

**أبرز أعراض الهربس عند الأطفال**

تختلف أعراض الهربس بين الأطفال، حيث قد لا تظهر الأعراض على بعضهم، بينما يعاني آخرون من أعراض حادة. كما تختلف أعراض الإصابة الأولى عن أعراض التكرار، وتشمل الأعراض الشائعة ما يلي:

- ظهور حبوب صغيرة على الشفاه.

- حبوب على الشفتين.

- خروج السوائل من الحبوب.

- قشور على الحبوب.

- الشعور بالوخز والحكة.

- اهتياج الشفاه أو الفم.

- ألم في الشفاه والفم يستمر من 3 إلى 7 أيام.

- التهاب في الفم.

- ألم في الحلق واللثة.

- انتفاخ واحمرار بطانة الفم.

**أعراض الهربس عند الأطفال الرضع**

- رفض تناول الطعام والشراب.

- سيلان اللعاب.

- زيادة الانفعال.

- البكاء المستمر.

- ارتفاع درجة الحرارة.

- تضخم الغدد الليمفاوية.

**ما الذي يمكن أن يتناوله الطفل المصاب بالهربس؟**

يمكن أن يساعد القليل من الحليب في تعزيز نمو الأنسجة المتضررة من التقرحات، كما أنه يخفف من الحكة وحرقة الفم.

للاستخدام، اغمس قطعة قطن في الحليب الطازج وضعها كضغط على المنطقة المصابة لمدة 10 دقائق. بعد ذلك، اغسل فم الطفل بالماء البارد. يُفضل تكرار هذه العملية ثلاث مرات يوميًا.

**استخدام مكعبات الثلج لعلاج قرح الفم عند الأطفال**

تسبب قرح الفم ارتفاع درجة حرارة الجلد المصاب، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقان والحكة. لتخفيف الانزعاج الناتج عن العدوى، يمكن استخدام مكعبات الثلج لتبريد المنطقة.

- لف عدة مكعبات ثلج في قطعة قماش قطنية.

- ضعها على شفاه الطفل.

- اتركها لمدة 10 دقائق على الأقل.

- كرر هذه العملية عدة مرات في اليوم.

**مدة علاج الهربس عند الأطفال**

تتفاوت مدة علاج الهربس لدى الأطفال بناءً على عمر الطفل، ومكان ظهور التقرحات، بالإضافة إلى شدة الأعراض المصاحبة. يمكن توضيح مدة العلاج كما يلي:

- **علاج الهربس الفموي أو في المنطقة المحيطة بالعين**: عادةً ما يُوصى بالعلاج لمدة 14 يومًا، ويتضمن تناول حبوب أو استخدام مرهم الأسيكلوفير (Acyclovir)، المعروف تجاريًا باسم زوفيراكس (Zovirax).

- **علاج الهربس الدماغي المسبب لالتهاب الدماغ**: يُوصى عادةً بالعلاج لمدة 21 يومًا، ويتضمن تناول حبوب أو حقن الأسيكلوفير (Acyclovir) أيضًا.

- **علاج الهربس التناسلي**: يُوصى بالعلاج لمدة تتراوح بين 5 إلى 14 يومًا، ويشمل تناول حبوب أو استخدام مرهم الأسيكلوفير (Acyclovir).

**طرق علاج الهربس عند الأطفال**

على الرغم من عدم وجود علاج نهائي للهربس، إلا أن هناك عدة خيارات لتخفيف الأعراض والالتهابات. يُنصح الأهل بالتشاور مع الطبيب للحصول على تقييم دقيق وخطة علاج مناسبة للحالة الفردية. فيما يلي بعض الطرق المستخدمة لعلاج أشكال الهربس عند الأطفال:

- **مضادات الفيروسات**: قد يوصي الطبيب بتناول مضادات الفيروسات الفموية مثل أسيكلوفير (Acyclovir) أو فالاسيكلوفير (Valacyclovir) لتقليل شدة الأعراض وتسريع الشفاء، كما يمكن أن تساعد هذه الأدوية في الوقاية من تكرار الهجمات.

- **مسكنات الألم ومضادات الحمى**: يمكن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) مثل الباراسيتامول لتخفيف الألم والحمى.

- **الراحة والترطيب**: يجب على الطفل الحصول على قسط كافٍ من الراحة لدعم جهاز المناعة وتسريع عملية الشفاء.

استخدام مرطبات البشرة يساهم في تهدئة الجلد وتخفيف الحكة.

**التدابير الوقائية:** ينبغي تجنب ملامسة المناطق المصابة بالهربس وتفادي مشاركة الأغراض الشخصية، مع الحرص على غسل اليدين بانتظام للحد من انتشار الفيروس.

**العناية بالعينين:** في حالة إصابة الهربس الفموي للعينين، يجب الالتزام بالنظافة واستخدام قطرات عينية آمنة تحت إشراف الطبيب.من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام أي علاج، خاصةً في حالة الأطفال، لضمان السلامة والفعالية.

**علاج الهربس بالأعشاب**

**بلسم الليمون:** يُعتبر بلسم الليمون من العلاجات الفعالة لتهدئة أعراض هربس الشفاه، حيث يمكن وضع كمية صغيرة منه على البثور باستخدام قطعة قطن.

**الصبار:** يتمتع الصبار بخصائص تساعد في شفاء الجروح ومكافحة الفيروسات، لذا يمكن وضع جل الصبار على مناطق الإصابة بالهربس الفموي أو الطفح الجلدي عند الأطفال.

**العسل:** يمكن استخدام العسل لعلاج الهربس الفموي، ويفضل اختيار نوع أصلي وموثوق لضمان فعالية العلاج وتخفيف الأعراض لدى الأطفال.

**البابونج:** يُعتبر البابونج من الأعشاب المهدئة لأعراض الهربس لدى الأطفال، ويمكن تقديم مغلي البابونج لهم أو استخدام زيت البابونج الأساسي على البثور.

**عسل المانوكا:** يُعرف عسل المانوكا بخصائصه المضادة للفيروسات، وقد أظهرت الأبحاث أنه فعال مثل دواء الأسيكلوفير في معالجة الهربس بأنواعه. كما أنه مضاد للأكسدة ويساعد في تسريع شفاء الجروح، ويمكن وضعه مباشرة على المناطق المصابة. عسل المانوكا، الذي يتم إنتاجه من نحل يتغذى على نبات المانوكا، له فوائد عديدة مثل تعزيز المناعة وتقليل نزيف اللثة.

**الثوم:** يتميز الثوم بفوائده المتعددة، حيث يعمل كمضاد للبكتيريا والفيروسات والفطريات، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للالتهابات بفضل احتوائه على الأليسين الذي يقلل من إنتاج السيتوكينات المسببة للالتهاب. يمكن استخدامه لعلاج الهربس عن طريق هرس فص من الثوم وخلطه مع زيت الزيتون، ثم وضعه على البثور عدة مرات يوميًا. يُنصح بعدم وضع الثوم مباشرة على الجلد لتفادي الحساسية. كما يمكن تناول الثوم عن طريق الفم إذا لم يكن هناك تهيج في المعدة أو القولون، حيث يساعد في تعزيز الجهاز المناعي وتقليل مستويات الكوليسترول الضار.

 خل التفاح من العلاجات الفعّالة بفضل خصائصه المضادة للالتهابات، ويمكن استخدامه لعلاج الهربس عن طريق خلط ملعقة من خل التفاح مع ثلاث ملاعق من الماء، ثم غمس قطعة من القطن في المزيج ووضعها على المنطقة المصابة.

 نبات الترنجان، المعروف أيضًا باسم "المليسة"، فهو يتميز بطعمه المر واللاذع، ويحتوي على زيوت طيارة مثل السيترال والسترونيلال والجيرانيول، بالإضافة إلى مواد عفصية وحمض العفص (التاننين) الذي يساعد في منع الفيروس من الالتصاق بالخلايا.

الفلفل الأحمر يحتوي على مواد راتنجية ومادة الكبسايسين، التي تُستخدم لتخفيف أعراض الهربس التناسلي.

أعشاب القديس يوحنا تحتوي على مادة الهيبريسين، التي تُساعد في القضاء على فيروس هيربس التناسلي، حيث تُستخدم الكريمات المحتوية على الهيبريسين لعلاج قرح الهربس.

أعشاب الردبكية، فهي تعزز جهاز المناعة وتُعتبر فعّالة في علاج الهربس التناسلي، حيث تحتوي على قلويدات مثل الإيزوبيوتايل أمايد والوفينيك، بالإضافة إلى حمض الكافئين وزيوت طيارة.

زيت اللافندر يُعتبر مضادًا للالتهابات، مما يُساعد في تخفيف حدة التهاب البثور وقرح الهربس. يُفضل استخدامه مخففًا مع زيت ناقل مثل زيت الزيتون، لتجنب تهيج الجلد.

جذور عرق السوس (ليكوريش) تتميز بخصائصها المضادة للفيروسات والالتهابات بفضل احتوائها على مادة الجليسرهيزين. يمكن استخدامه على شكل سائل أو مرطب مثل الكريمات أو زبدة الشفاه، وله فوائد عديدة للبشرة، حيث يُساعد في تفتيحها وإزالة التصبغات بفضل مادة الجلابريدين.

نصائح لعلاج الهربس لدى الأطفال

يمكن للآباء اتباع الإرشادات التالية لعلاج الهربس عند الأطفال:

1. إعطاء الطفل مسكنات للألم بعد استشارة الطبيب، مثل البنادول أو بدائله التجارية، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) المعروف بأسمائه التجارية مثل Advil.

2. وضع كيس من الثلج ملفوف في منشفة على المنطقة المصابة لتخفيف الألم.

3. تجنب تقديم الأطعمة ذات المحتوى العالي من الأحماض في حال وجود تقرحات في الفم، مثل العصائر والفواكه الحمضية.

4. الحفاظ على نظافة وجفاف المنطقة المصابة.

5. غسل اليدين بشكل متكرر وتجنب لمس القروح لمنع انتشار الفيروس.

6. التأكد من حصول الطفل على قسط كافٍ من الراحة.