تاريخ النشر: 2024-07-23
تُعتبر الإصابة بمرض السرطان من التجارب الصعبة التي قد يواجهها الفرد في حياته. تبدأ المريضة بالتساؤل عن خيارات العلاج المختلفة ومدتها، وما إذا كان بإمكانها العودة إلى حياتها الطبيعية بعد هذه التجربة. لذا، تسعى مريضة سرطان الثدي دائمًا لمعرفة المرحلة التي تمر بها، حيث أن معرفة هذه المرحلة تُعدّ مهمة جدًا في مسار العلاج وتوفير الطمأنينة. كما يعتمد الأطباء على تحديد مرحلة سرطان الثدي لتحديد العلاج الأنسب للحالة. ونظرًا لأن عدد الإصابات بهذا النوع من السرطان يصل إلى حوالي مليوني حالة سنويًا على مستوى العالم، فإننا نرى أهمية توضيح كافة المعلومات المتعلقة بسرطان الثدي عبر موقع "دليلى ميديكال" من خلال سلسلة المقالات القادمة.
**ما هو سرطان الثدي؟**
تشير كلمة "سرطان" إلى نمو خلايا غير طبيعية وخبيثة لا تؤدي أي وظيفة حيوية في الجسم. تمتلك هذه الخلايا القدرة على الانتقال من موقعها الأصلي لتغزو أعضاء أخرى، مما يتسبب في إلحاق الضرر بتلك الأنسجة وفقدانها لوظيفتها الطبيعية. وبالتالي، فإن "سرطان الثدي" يعني نمو خلايا خبيثة في أنسجة الثدي.
**ما هي أخطر أنواع سرطان الثدي عند النساء؟**
تُعتبر الأورام العدوانية من أخطر أنواع سرطان الثدي، حيث تنتشر من موقع نشأتها لتصيب أعضاء أخرى. كما توجد أنواع أخرى خطيرة، مثل الورم الملتهب.
**هل يمكن الشفاء تمامًا من سرطان الثدي؟**
نعم، يمكن التعافي تمامًا من سرطان الثدي من خلال استئصال خلايا الورم الخبيث والخضوع لعلاج مكمل لزيادة فرص الشفاء. ومن المهم أن نعلم أن التشخيص المبكر لسرطان الثدي، بجميع أنواعه، يُعزز من معدلات الشفاء بإذن الله.
**ما الفرق بين الفحص الذاتي للثدي وفحص الثدي في العيادة؟**
يُعتبر الفحص الذاتي للثدي من العوامل الأساسية للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وينبغي على المرأة القيام به مرة واحدة على الأقل شهريًا بدءًا من سن العشرين. أما إذا كان لدى المرأة تاريخ عائلي إيجابي لسرطان الثدي أو كانت ضمن الفئة المعرضة للخطر، فيجب عليها الخضوع لفحص طبي من قبل مختص في العيادة مرة كل ثلاث سنوات حتى سن الأربعين، ثم مرة كل عام بعد ذلك. يقوم الجراح المتخصص بفحص الثدي والغدد الليمفاوية تحت الإبط في كل زيارة للتأكد من عدم وجود كتل أو تغييرات.
**كيف يتم التحضير للفحص الذاتي للثدي؟**
يُعتبر الفحص الذاتي للثدي إجراءً سهلاً، ولكن لتحقيق أقصى استفادة منه، يُنصح بما يلي:
1. استشارة الطبيب لفهم كيفية إجراء الفحص الذاتي.
2. اختيار الوقت المناسب، حيث يُفضل إجراء الفحص بعد انتهاء الحيض بعدة أيام، حيث يكون الثدي أقل تورمًا وألمًا.
**كيف يتم إجراء الفحص الذاتي للثدي؟**
ينقسم الفحص الذاتي إلى مرحلتين:
1. **المرحلة الأولى: الفحص البصري**
تبدأ المرأة بالفحص البصري للثدي أمام المرآة، مع ملاحظة أي تغييرات في الحجم أو الشكل أو التناسق، بالإضافة إلى البحث عن أي آثار للتنقير أو التجعيد، وأي تغييرات في اتجاه الحلمة أو إفرازات منها.
2. **المرحلة الثانية: الفحص باليدين**
يمكن الاستلقاء على سطح مستوٍ قبل البدء في الفحص اليدوي، مع وضع وسادة تحت الكتف جهة الفحص. يتم فحص الثدي الأيمن باليد اليسرى، حيث يُقسم الثدي إلى أربع مناطق ويتم فحص كل منطقة على حدة، بالإضافة إلى فحص الحلمة ومنطقة أسفل الثدي وتحت الإبط.
**هل ينتشر سرطان الثدي بسرعة؟**
يُعتبر انتشار سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم سببًا رئيسيًا في وفاة 90% من الحالات. لذا، من الطبيعي أن تشعر المريضة بالقلق بشأن سرعة انتشاره ورغبتها في بدء العلاج بسرعة. عادةً ما يستغرق نمو السرطان للضعف ما بين 55 إلى 200 يوم، وتختلف هذه المدة بناءً على عوامل متعددة تؤثر على معدل نمو سرطان الثدي.
**نوع السرطان:** في حالة الإصابة بسرطان الثدي الالتهابي، يكون معدل النمو أسرع بكثير مقارنةً بأنواع سرطان الثدي الأخرى.
**العمر عند التشخيص:** عندما يتم تشخيص الإصابة في سن مبكرة، يكون النمو أسرع من حالات سرطان الثدي لدى النساء الأكبر سناً.
**حالة انقطاع الدورة الشهرية:** تزداد نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الفترة التي تسبق انقطاع الدورة الشهرية مقارنةً بالفترة التي تليها، وذلك بسبب التغيرات في مستويات هرمون الاستروجين في الجسم.
**علاج الاستروجين:** النساء اللواتي يتلقين العلاج بالهرمونات البديلة بعد انقطاع الدورة الشهرية قد يواجهن معدل نمو أسرع لأورام الثدي.
**درجة الورم:** كلما ارتفعت درجة الورم، زادت سرعة انتشار المرض.
**ما هي أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي؟**
- 98% من الحالات التي يتم اكتشاف المرض فيها في مراحله الأولى يمكن علاجها وشفاؤها تماماً.
- 80% من أورام الثدي هي أورام حميدة وغير سرطانية.
- 80% من الأورام السرطانية في الثدي يتم اكتشافها من قبل النساء أنفسهن أثناء الفحص الذاتي.
- هناك 2.4 مليون ناجية من سرطان الثدي في الولايات المتحدة الأمريكية اليوم.
**ما هي الأعمار الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟**
تختلف عوامل خطر الإصابة بسرطان الثدي من شخص لآخر، لكن العمر يعد من أهم هذه العوامل. يزداد خطر الإصابة مع تقدم العمر، حيث أن 80% من النساء اللواتي يتم تشخيصهن بسرطان الثدي تتجاوز أعمارهن 45 عاماً. يُنصح النساء بين 50 و74 عاماً بإجراء الفحوصات الدورية، بينما يجب على النساء بين 40 و49 عاماً، وخاصةً اللواتي يعتبرن أكثر عرضة للإصابة، استشارة الطبيب حول مخاطر وفوائد الفحص الدوري.
**ما هو الفحص الذاتي لسرطان الثدي؟**
يعتبر الفحص الذاتي للثدي من أهم الطرق للكشف المبكر عن سرطان الثدي، حيث يسهل العلاج في حال اكتشافه مبكراً. يجب إجراء الفحص الذاتي مرة واحدة شهرياً، ويتضمن عدة خطوات يجب اتباعها:
1. **الفحص الذاتي بواسطة المرآة:**
- قفي أمام مرآة في غرفة مضاءة جيداً، وتفقدي ثدييك للتأكد من عدم وجود اختلاف في الشكل أو الحجم.
- تأكدي من حلمات الثدي ولاحظي أي تغييرات مثل التقشر أو تغير الاتجاه.
- ضعي يديك على الوركين وشدّي عضلات الصدر، ثم افحصي ثدييك.
- ارفعي يديك فوق الرأس وكرري الفحص.
- اضغطي على المنطقة المحيطة بحلمة الثدي وتحققي من عدم وجود إفرازات.
**الفحص الذاتي للثدي أثناء الاستحمام**
يمكنك القيام بالفحص الذاتي لسرطان الثدي أثناء الاستحمام باتباع الخطوات التالية: تأكدي من عدم وجود أي تغييرات في الثدي. يساعد وجود الماء والصابون على يديك في تمرير اليدين بسلاسة أكبر. افحصي منطقة الإبط للتحقق من وجود أي كتل أو سماكة في النسيج. ارفعي يديك فوق مستوى الرأس وتحققي من وجود أي كتل من خلال الضغط على الثدي.
**الفحص الذاتي للثدي أثناء الاستلقاء على الظهر**
يمكنك إجراء الفحص الذاتي لسرطان الثدي أثناء الاستلقاء باستخدام اليد اليمنى لتمريرها على الثدي الأيسر بحركات دائرية، مع رفع اليد اليسرى خلف الرأس. يمكن استخدام كريم مرطب لتسهيل الحركة.
**أنواع سرطان الثدي**
توجد عدة أنواع من سرطان الثدي، والتي تُقسم إلى مجموعتين رئيسيتين كما يلي:
1. **سرطان الثدي الغازي**: يتميز هذا النوع بانتشار الخلايا السرطانية إلى أجزاء أخرى من الثدي أو إلى أجزاء بعيدة من الجسم، وينقسم إلى نوعين:
- **سرطان الأقنية الغازية**: وهو الأكثر شيوعًا وينشأ من القنوات الثديية.
- **السرطان الفصيصي الغازي**: وهو ثاني أكثر الأنواع شيوعًا وينشأ من الغدد اللبنية.
2. **سرطان الثدي غير الغازي**: يتميز هذا النوع ببقاء الخلايا السرطانية في مكان محدد من الثدي دون غزو الأنسجة المجاورة أو الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم، وينقسم إلى نوعين:
- **سرطان القنوات الموضعي**: يتطور من قنوات الحليب ولا يغزو الأنسجة المحيطة.
- **السرطان الفصيصي الموضعي**: يتطور من الغدد اللبنية، وهو نوع غير غازي.
**أنواع سرطان الثدي النادرة تشمل:**
- **سرطان الثدي الالتهابي**: نوع نادر وعدواني يسد فيه الخلايا السرطانية الأوعية اللمفاوية في الجلد، مما يؤدي إلى تورم الثدي وظهور أعراض تشبه علامات الالتهاب.
- **مرض باجيت في الثدي**: يتطور في قنوات حلمة الثدي ويؤثر على جلد الحلمة والهالة المحيطة بها.
- **ورم فيلوديس**: ينمو في النسيج الضام للثدي، وعادة ما تكون هذه الأورام حميدة، لكن بعضها قد يكون سرطانيًا.
- **الساركوما الوعائية**: ينمو في الأوعية الدموية أو الأوعية الليمفاوية في الثدي.
**كيف يتم تحديد مراحل سرطان الثدي؟**
تحديد مرحلة سرطان الثدي يعتمد على مجموعة من الفحوصات التي يجريها الطبيب، بدءًا من الفحص البدني، ثم الاختبارات التصويرية مثل الماموجرام واختبارات الدم، وصولًا إلى تحليل خزعة من أنسجة الثدي تحت المجهر. بعد ظهور نتائج هذه الفحوصات، تُحدد مراحل سرطان الثدي بناءً على العوامل التالية:
- حجم الورم.
- مدى انتشار الورم إلى العقد اللمفاوية القريبة وعددها.
- مدى انتشار الورم في الأنسجة القريبة من الثدي، مثل الجلد أو عضلات الصدر.
- انتشار الورم إلى العقد اللمفاوية البعيدة أو أماكن أخرى من الجسم، مثل الرئتين أو الكبد.
- احتواء الورم على مستقبلات هرمونية، مثل مستقبلات البروجسترون والإستروجين.
- إنتاج الورم لبروتين يسمى HER2.
- درجة السرطان ومدى تشابه الخلايا السرطانية بالخلايا الطبيعية.
**أهمية تحديد مراحل سرطان الثدي**
تعتبر معرفة مراحل سرطان الثدي ذات أهمية كبيرة في عدة جوانب، منها:
1. **تحديد الخيارات العلاجية المناسبة**: يساعد تحديد المرحلة في اختيار أفضل العلاجات المتوافقة مع خصائص السرطان ومدى انتشاره.
2. **توقع سير المرض**: يمكن للأطباء من خلال معرفة المرحلة توقع تطور المرض ونتائج العلاج.
3. **تقدير فرص البقاء**: كلما تم اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة، زادت فرص الشفاء.
**مراحل سرطان الثدي**
تُقسم مراحل سرطان الثدي إلى خمس مراحل، تُعبر عنها بالأرقام من صفر إلى أربعة، وغالبًا ما تُستخدم الأرقام الرومانية (I، II، III، IV) للمراحل من 1 إلى 4. كلما ارتفع الرقم، زادت حدة المرض. تشمل مراحل تطور سرطان الثدي ما يلي:
- **المرحلة صفر**: تُعرف أيضًا بالسرطان الموضعي (Carcinoma In Situ)، حيث تبقى الخلايا غير الطبيعية في موقع نشأتها دون غزو الأنسجة السليمة المجاورة. غالبًا ما لا تظهر أعراض في هذه المرحلة، وقد لا تتكون كتلة ورمية يمكن الشعور بها، مما يجعل اكتشافها صعبًا، لكن يمكن لفحص الماموجرام الدوري اكتشافها. هناك نوعان من سرطان الثدي في هذه المرحلة:
- سرطان القنوات الموضعي (Ductal Carcinoma In Situ, DCIS).
- السرطان الفصيصي الموضعي (Lobular Carcinoma In Situ, LCIS).
قد يتضمن العلاج في هذه المرحلة إزالة الكتلة إن وجدت، أو العلاج الإشعاعي أو الهرموني.
- **المرحلة الأولى**: تُعتبر المرحلة الأولى مرحلة مبكرة من سرطان الثدي الغازي، حيث تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأنسجة القريبة داخل الثدي. يكون حجم الورم في هذه المرحلة 2 سم أو أقل، مما قد يجعل اكتشافه صعبًا. تنقسم هذه المرحلة إلى فئتين:
- **المرحلة الأولى أ**: حيث يكون حجم الورم 2 سم أو أقل، دون انتشار للخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية القريبة.
- **المرحلة الأولى ب**: قد لا توجد كتلة في الثدي أو تكون أصغر من 2 سم، مع وجود خلايا سرطانية صغيرة في بعض العقد اللمفاوية القريبة.
تشمل الأعراض في هذه المرحلة الإحساس بكتلة غير طبيعية في الثدي، وعادة ما تكون صلبة وغير مؤلمة. نسبة الشفاء مرتفعة في هذه المرحلة عند التشخيص المبكر، وتشمل طرق العلاج استئصال الورم والعقد اللمفاوية المصابة، وفي بعض الحالات استئصال الثدي بالكامل، بالإضافة إلى العلاج الإشعاعي والكيماوي والهرموني لتقليل فرص عودة السرطان.
- **المرحلة الثانية**: تشير هذه المرحلة إلى زيادة حجم الورم أو انتشاره في العقد اللمفاوية القريبة، دون أن يمتد إلى أجزاء بعيدة من الجسم. يمكن اكتشاف سرطان الثدي في هذه المرحلة عادةً من خلال الفحص الذاتي، حيث يشعر المريض بكتلة صلبة في الثدي أو تحت الإبط، وقد تظهر إفرازات من الحلمة أو تغيرات في جلد الثدي. تنقسم هذه المرحلة إلى فئتين:
- **المرحلة الثانية أ**: تشمل عدم وجود ورم في الثدي مع انتشار الخلايا السرطانية إلى 1-3 عقد لمفاوية في الإبط، أو وجود ورم بحجم 2 سم أو أقل مع انتشار إلى 1-3 عقد لمفاوية، أو ورم بحجم 2-5 سم دون انتشار إلى العقد اللمفاوية.
**المرحلة الثانية من سرطان الثدي**
تشمل المرحلة الثانية من سرطان الثدي الحالات التالية:
- ورم في الثدي يتراوح حجمه بين 2 إلى 5 سم مع انتشار السرطان إلى ما بين 1 إلى 3 عقد لمفاوية إبطية.
- ورم في الثدي أكبر من 5 سم، دون انتشار السرطان إلى العقد اللمفاوية الإبطية.
قد يتضمن العلاج في هذه المرحلة استئصال الورم أو الثدي بالكامل، بالإضافة إلى إمكانية الخضوع للعلاج الإشعاعي. يمكن استخدام العلاج الكيميائي قبل الجراحة لتقليص حجم الورم، أو بعدها للتخلص من أي خلايا سرطانية متبقية، بينما يُستخدم العلاج الهرموني في بعض أنواع سرطان الثدي. يُعتبر معدل البقاء على قيد الحياة في المرحلة 2أ أعلى قليلاً من المرحلة 2ب، ومع ذلك، فإن فرص النجاة لجميع النساء المصابات بسرطان الثدي في المرحلة الثانية تكون مرتفعة، خاصةً في حالة التشخيص المبكر.
**المرحلة الثالثة من سرطان الثدي**
تُعرف المرحلة الثالثة من سرطان الثدي بسرطان الثدي المتقدم موضعيًا، حيث قد يصل حجم الورم إلى أكثر من 5 سم. تُعتبر هذه المرحلة متقدمة، حيث تنتشر الخلايا السرطانية في العديد من العقد اللمفاوية القريبة، وقد تمتد إلى الجلد أو جدار الصدر، لكنها لم تنتشر بعد إلى أعضاء بعيدة في الجسم.
تنقسم المرحلة الثالثة إلى ثلاث فئات:
- **المرحلة الثالثة أ**: حيث يكون حجم الورم أكبر من 5 سم مع انتشار السرطان إلى ما بين 1 إلى 3 عقد لمفاوية، أو عدم وجود كتلة في الثدي مع انتشار السرطان إلى ما بين 4 إلى 9 عقد لمفاوية قريبة.
- **المرحلة الثالثة ب**: حيث يمتد الورم إلى خارج الثدي إلى الجلد أو منطقة الصدر، وقد ينتشر في العديد من العقد اللمفاوية المجاورة.
- **المرحلة الثالثة ج**: حيث يكون السرطان قد انتشر إلى 10 عقد لمفاوية أو أكثر، بما في ذلك العقد القريبة من عظم الترقوة.
يُعتبر علاج سرطان الثدي في المرحلة الثالثة أكثر تعقيدًا مقارنة بالمراحل المبكرة، ويتضمن العلاج عادةً العلاج الكيميائي لتقليص حجم الورم، يليه الجراحة، ثم العلاج الإشعاعي أو الهرموني.
**المرحلة الرابعة من سرطان الثدي**
تُعرف المرحلة الرابعة من سرطان الثدي بسرطان الثدي المتقدم أو المنتشر (Metastatic Breast Cancer)، وهي المرحلة النهائية حيث تكون الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى أجزاء مختلفة من الجسم مثل العظام، الرئتين، الكبد، أو الدماغ. قد يكون الورم في هذه المرحلة بأحجام مختلفة، وتُعتبر هذه المرحلة الأكثر خطورة في مرض سرطان الثدي، حيث تهدد حياة المصاب.
يكون العلاج في هذه المرحلة صعبًا، وهدفه تخفيف الأعراض والحد من انتشار السرطان. تشمل الطرق العلاجية المتبعة في المرحلة المتقدمة:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الهرموني.
- العلاج الإشعاعي، وغالبًا ما يُستخدم لأورام الدماغ.
- الجراحة، ولكن نادرًا ما تُستخدم في هذه المرحلة المتقدمة.
**ما هي أعراض سرطان الثدي؟**
في المراحل المبكرة من سرطان الثدي، قد لا تظهر أي أعراض واضحة، ولكن يمكن أن تُكتشف بعض الكتل السرطانية من خلال فحص الماموجرام. وعادةً ما يكون أول عرض يُلاحظ هو ظهور كتلة جديدة في الثدي لم تكن موجودة سابقًا. من المهم الإشارة إلى أن ليس كل كتلة تعني وجود سرطان، فقد تكون كتلة حميدة أو خبيثة. كما أن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر.
من بين الأعراض المحتملة لسرطان الثدي:
- ظهور كتلة في الثدي أو زيادة في سماكة الأنسجة، حيث تكون هذه الكتلة جديدة وتبدو مختلفة عن الأنسجة المحيطة بها.
- آلام مستمرة في الثدي أو شعور دائم بحرقة في الحلمة.
- تغير لون الثدي إلى الأحمر أو ظهور تنقير في الثدي.
- انتفاخ في الثدي بشكل كامل أو في أجزاء منه.
- إفرازات من حلمة الثدي، والتي قد تكون شفافة أو بيضاء مثل الحليب أو دموية.
- تقشر جلد الحلمة أو جلد الثدي بالكامل.
- تغير مفاجئ في شكل أو حجم الثدي.
- انقلاب الحلمة (الحلمة المقلوبة أو الغائرة).
- ظهور كتل وانتفاخ في منطقة الإبط، مما يدل على انتفاخ الغدد الليمفاوية.
**من هن النساء الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟**
توجد العديد من عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بسرطان الثدي، ولكن وجود هذه العوامل لا يعني بالضرورة الإصابة بالمرض. من بين عوامل الخطر:
- تاريخ سابق للإصابة بسرطان الثدي.
- العمر، حيث يزداد خطر الإصابة مع تقدم السن.
- إصابة أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى (الأم، الأخت، أو الابنة) بسرطان الثدي.
- إصابة أحد الذكور في العائلة بسرطان الثدي.
- وجود جين سرطان الثدي في الحمض النووي.
- إجراء خزعة سابقة في الثدي.
- الحمل والولادة لأول مرة بعد سن 35 أو عدم الإنجاب.
- بدء الدورة الشهرية في سن مبكرة (قبل 12 عامًا) أو بداية سن اليأس المتأخرة (بعد 55 عامًا).
- الوزن الزائد.
- التعرض المستمر للإشعاع.
- تناول الكحول.
- العلاج التعويضي بالهرمونات.
**كيف يمكن أن يساهم الفحص المبكر لسرطان الثدي في تقليل مخاطره؟**
توصي الجهات الصحية النساء في الفئة العمرية من 20 إلى 34 عامًا بإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي وفقًا للخطوات التالية:
- إجراء الفحص الذاتي للثدي بشكل شهري.
- زيارة الطبيب لإجراء الفحص السريري كل سنتين.
أما بالنسبة للنساء من سن 35 عامًا فما فوق، يُنصح بإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي كما يلي:
- الاستمرار في إجراء الفحص الذاتي للثدي شهريًا.
- إجراء الفحص السريري عند الطبيب سنويًا.
- إجراء صورة الماموغرام مرة واحدة عند بلوغ 35 عامًا، ثم كل سنة أو سنتين بين سن 40 و49 عامًا.
بالنسبة للنساء من سن 50 عامًا فما فوق، يُنصح بإجراء الفحص المبكر لسرطان الثدي على النحو التالي:
- الفحص الذاتي للثدي شهريًا.
- الفحص السريري عند الطبيب سنويًا.
- إجراء صورة الماموغرام سنويًا.
من المهم أن تتوجه أي سيدة تعاني من أعراض أو مشكلات معينة في الثدي إلى الطبيب المختص فورًا، بغض النظر عن عمرها.
**عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي**
عامل الخطر هو أي شيء يزيد من احتمالية الإصابة بمرض معين، مثل السرطان. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن وجود عامل خطر واحد أو أكثر لا يعني بالضرورة أن الشخص سيصاب بالمرض. بعض عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي، مثل التاريخ العائلي والتقدم في العمر، لا يمكن تغييرها. لكن هناك عوامل خطر يمكن التحكم فيها بشكل كبير لتقليل احتمالية الإصابة بسرطان الثدي.
تتعلق بعض عوامل الخطر بالتاريخ الإنجابي للنساء، ومن أبرزها:
- النساء اللواتي أنجبن أول طفل في سن متأخرة أو لم ينجبن على الإطلاق.
- النساء اللواتي بدأت لديهن الدورة الشهرية في سن مبكرة (أقل من 12 عامًا) أو انقطعت الدورة لديهن في سن متأخرة (بعد 55 عامًا).
- النساء اللواتي يتناولن بعض أنواع الهرمونات التعويضية خلال فترة انقطاع الطمث.
- النساء اللواتي تلقين علاجًا إشعاعيًا في منطقة الصدر.
- النساء اللواتي يعانين من السمنة المفرطة في مرحلة انقطاع الطمث.
- النساء اللواتي أُجريت لهن خزعة من الثدي سابقًا أو يعانين من تغييرات معينة في خلايا الثدي.
**طرق علاج سرطان الثدي**
تُعتبر الجراحة من أبرز الخيارات العلاجية المتاحة لعلاج سرطان الثدي، سواء في مراحله المبكرة أو المتقدمة موضعيًا. تختلف أنواع جراحات سرطان الثدي، ويقوم الطبيب بتحديد الخيار الأنسب بناءً على عدة عوامل، منها حجم الورم ومدى انتشاره ونوع السرطان. قد يتضمن العلاج الجراحي أيضًا استئصال بعض العقد اللمفاوية التي انتشر فيها السرطان.
تشمل الأساليب الجراحية لعلاج سرطان الثدي ما يلي:
1. **استئصال الورم السرطاني**: في هذا الإجراء المعروف باسم "استئصال الورم" (Lumpectomy)، يتم إزالة الكتلة السرطانية مع جزء صغير من الأنسجة السليمة المحيطة بها، مما يساعد في الحفاظ على معظم أنسجة الثدي. يُطلق على هذا الإجراء أيضًا اسم "جراحة الحفاظ على الثدي" (Breast Conserving Surgery) أو استئصال الثدي الجزئي.
2. **استئصال الثدي الكلي**: في بعض الحالات، يكون الخيار الأفضل هو استئصال الثدي بالكامل (Mastectomy). هناك عدة أنواع من عمليات استئصال الثدي، وقد يقوم الطبيب بإجراء جراحة إعادة بناء الثدي (Breast Reconstruction) بعد ذلك لاستعادة الشكل الطبيعي للثدي باستخدام غرسة أو نسيج طبيعي مأخوذ من جزء آخر من الجسم.
3. **استئصال العقد اللمفاوية الإبطية**: يمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى العقد اللمفاوية الإبطية، وفي هذه الحالة يتم إزالتها من خلال الإجراءات التالية:
- **خزعة العقدة الليمفاوية الحارسة** (Sentinel Node Biopsy): تتضمن أخذ خزعة من العقدة اللمفاوية الحارسة، وهي أول عقدة يمكن أن ينتشر إليها سرطان الثدي. إذا لم توجد خلايا سرطانية في هذه العقدة، فلا حاجة لإزالة العقد اللمفاوية الأخرى.
- **تشريح العقدة الليمفاوية الإبطية** (Axillary Lymph Node Dissection): يتم في هذا الإجراء إزالة عدد من العقد اللمفاوية في منطقة الإبط إذا وُجدت خلايا سرطانية في العقدة الحارسة، بهدف منع انتشار السرطان.
**العلاج الإشعاعي**: يُستخدم العلاج الإشعاعي لعلاج سرطان الثدي من خلال توجيه جرعات عالية من الإشعاع لقتل الخلايا السرطانية. عادةً ما يتم الخضوع لهذا العلاج بعد الجراحة، ولكن في بعض الحالات قد يُجرى قبلها.
- **العلاج الإشعاعي قبل الجراحة** (Neoadjuvant Radiation Therapy): يُستخدم لتقليص حجم الورم الكبير قبل الجراحة.
- **العلاج الإشعاعي المساعد بعد الجراحة** (Adjuvant Radiation Therapy): يُعتبر الأكثر شيوعًا، ويهدف إلى القضاء على أي خلايا سرطانية متبقية بعد الجراحة. يبدأ عادةً بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي بشهر تقريبًا، ويُجرى على عدة جلسات تمتد من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع، وتستمر مدة العلاج من 3 إلى 6 أسابيع.
**العلاج الكيميائي**: يُعتبر أحد طرق علاج سرطان الثدي، حيث يتضمن استخدام أدوية تهدف إلى تدمير الخلايا السرطانية أو منعها من النمو والانقسام. يمكن أن يُعطى العلاج الكيميائي قبل أو بعد الجراحة:
- **العلاج الكيميائي قبل الجراحة** (Neoadjuvant Chemotherapy): يهدف إلى تقليص حجم الورم لتسهيل إزالته.
- **العلاج الكيميائي بعد الجراحة** (Adjuvant Chemotherapy): يعمل على تدمير أي خلايا سرطانية متبقية ويقلل من احتمالية عودة السرطان.
كما يُستخدم العلاج الكيميائي في حالات سرطان الثدي المنتشر إلى الرئة أو العظام أو الكبد أو أي مكان آخر في الجسم، خاصة عندما يصل السرطان إلى المرحلة الرابعة.
يحدد الطبيب الدواء المناسب لكل حالة، وقد يتضمن العلاج مجموعة من الأدوية معًا. يتم تناول العلاج الكيميائي إما على شكل أقراص أو عبر التسريب الوريدي، ويُعطى على عدة دورات، حيث تُعطى الجرعة مرة واحدة كل أسبوعين إلى أربعة أسابيع. عادةً ما تستمر فترة العلاج الكيميائي لسرطان الثدي من 3 إلى 6 أشهر تقريبًا.
بالنسبة للعلاج الهرموني لسرطان الثدي، يُستخدم هذا النوع من العلاج في حالات سرطان الثدي الإيجابي لمستقبلات الهرمونات، وهو نوع من السرطان الذي يتأثر بنموه بهرمونات الإستروجين أو البروجسترون الموجودة بشكل طبيعي في الجسم. يهدف العلاج الهرموني إلى تقليل مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون ومنع تأثيرهما على الخلايا السرطانية، مما يساعد في إيقاف تنشيط نمو السرطان. يشمل العلاج الهرموني عدة أنواع من الأدوية، مثل:
- أدوية تمنع ارتباط الهرمونات الأنثوية بمستقبلاتها على الخلايا السرطانية، مثل التاموكسفين (Tamoxifen).
- أدوية تدمر مستقبلات الهرمونات على الخلايا السرطانية، مثل الفولفسترانت (Fulvestrant).
- أدوية تثبط إنتاج هرموني الإستروجين والبروجستيرون في الجسم، مثل مثبطات الأروماتيز (Aromatase Inhibitors). وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء استئصال المبيض لتقليل مستويات الهرمونات الأنثوية.
يعتمد اختيار نوع العلاج الهرموني المناسب على عدة عوامل، مثل درجة السرطان، والعمر، وانقطاع الحيض، والعلاجات الأخرى التي يتلقاها المريض. يُستخدم العلاج الهرموني لأغراض متعددة، منها:
- تقليص حجم الورم قبل الجراحة.
- تقليل خطر تكرار الإصابة بسرطان الثدي بعد الجراحة.
يمكن استخدام العلاج الهرموني بمفرده في بعض الحالات التي لا تتناسب فيها العلاجات الكيميائية أو الجراحية أو الإشعاعية. قد تستمر فترة العلاج الهرموني قبل الجراحة من 3 إلى 6 أشهر، بينما يمكن أن يستمر بعد الجراحة لفترة طويلة تصل إلى أكثر من 5 سنوات.
أما العلاج الموجه لسرطان الثدي، فيعمل على استهداف جينات أو بروتينات معينة في الخلايا السرطانية التي تساهم في نمو الورم واستمراره، بهدف منع نمو الخلايا السرطانية وانتشارها، مع تقليل الأضرار التي تلحق بالخلايا السليمة. يُستخدم العلاج الموجه لعلاج بعض أنواع سرطانات الثدي، مثل سرطان الثدي الإيجابي HER2، ويُعتبر دواء التراستوزوماب (Trastuzumab) من أشهر العلاجات الموجهة. يتم إعطاء العلاج الموجه على شكل أقراص أو حقن أو عبر التسريب الوريدي.
أما العلاج المناعي لسرطان الثدي، المعروف أيضًا بالعلاج البيولوجي، فيهدف إلى تعزيز دفاعات الجسم ومناعته الطبيعية لمكافحة الخلايا السرطانية. من أمثلة العلاج المناعي لسرطان الثدي دواء البيمبروليزوماب (Pembrolizumab). يمكن استخدام العلاج المناعي في الحالات التالية:
- علاج سرطان الثدي الثلاثي السلبي.
- علاج سرطان الثدي الغازي في المرحلة الثانية.
- علاج سرطان الثدي النقيلي.