تاريخ النشر: 2024-07-21
داء القطط هو عدوى طفيلية قد تحدث نتيجة لمخالطة القطط خلال فترة الحمل. يُعتبر هذا المرض شائعًا ويُنتج عن طفيل التوكسوبلازما. عادةً لا تظهر على الأشخاص غير الحوامل أي أعراض، لكن يمكن أن يؤدي إلى إصابة الطفل ببعض الأمراض الخطيرة مثل الإعاقة الذهنية أو العمى. تتساءل الأمهات: هل يمكن علاج داء القطط أثناء الحمل؟ في هذا المقال من موقع دليلي ميديكال، سنقدم لك كل ما تحتاجين معرفته عن داء القطط أثناء الحمل وطرق علاجه.
**ما هو داء القطط؟**
داء القطط، المعروف أيضًا باسم داء المقوسات (Toxoplasmosis)، هو عدوى طفيلية تسببها طفيل المقوسة الغوندية (Toxoplasma Gondii)، وهو كائن وحيد الخلية يتواجد بكثرة في براز القطط. يمكن أيضًا العثور عليه في اللحوم الملوثة بالطفيل والتي لم تُطهى جيدًا، خاصة لحم الغزال ولحم الضأن. يُصيب داء المقوسات نسبة كبيرة من سكان العالم، لكن معظم المصابين لا يعانون من أي أعراض مرضية، وذلك بفضل جهاز المناعة الذي يمنع الطفيل من التسبب بالمرض. ومع ذلك، يمكن أن يكون داء المقوسات مهددًا للحياة وخطيرًا جدًا بالنسبة للأشخاص ذوي المناعة المنخفضة، كما يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة للجنين إذا أصيبت الأم بعدوى نشطة أثناء الحمل.
**كيف يمكنني معرفة ما إذا كان القط مصابًا بداء القطط؟**
تشمل الأعراض في القطط: الخمول، الاكتئاب، الحمى، فقدان الوزن، الارتعاش، ضعف العضلات، الشلل الجزئي أو الكامل، القيء، الإسهال، آلام البطن، اليرقان، فقدان الشهية، والتهاب بنية العين (مثل الشبكية والقزحية والقرنية). نظرًا لأن العلامات السريرية ليست محددة، يجب إجراء فحص جسدي شامل وفحص دم من قبل طبيب بيطري.
**متى تظهر أعراض داء القطط؟**
تظهر أعراض عدوى جرثومة القطط لدى الحوامل قبل الولادة، مما يزيد من احتمالية انتقال العدوى إلى الجنين. لا يعاني معظم الأطفال من أي أعراض عند ولادتهم، لكن قد تتطور الأعراض لاحقًا في حياتهم، مما قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الدماغ والعيون.
**التوكسوبلازما تحت المجهر**
توجد ثلاث مراحل معدية من التوكسوبلازما: تاكيزويت، براديزويت، والمرحلة البيئية. تتميز جميعها بشكلها الهلالي، حيث يبلغ طولها حوالي 5 ميكرون وعرضها 2 ميكرومتر، مع نهاية مدببة ونهاية مستديرة.
- **تاكيزويت (Tachyzoite)**: هو الطور المسؤول عن التغيرات المرضية المرتبطة بداء المقوسات، ويتميز بسرعته في الانقسام.
- **براديزويت (Bradyzoite)**: هو الطور الكامن الذي ينقسم ببطء داخل أكياس الأنسجة، ولا يسبب تغيرات مرضية في جسم العائل المصاب.
- **سبوروزويت (Sporozoite)**: هو المرحلة البيئية، ويتواجد في براز العائل الأساسي (القطط)، محميًا داخل بويضة.
**دورة حياة طفيل التوكسوبلازما**
قبل التعرف على المرض، من الضروري فهم دورة حياة الطفيل المسبب وكيفية الإصابة به لتفادي العدوى. تُعتبر العائلة القططية (Feline Family)، التي تضم القطط، الأسود، النمور وغيرها، العوائل النهائية الوحيدة المعروفة لهذا الطفيل، حيث يعيش في أمعائها. يحتوي براز القطط على بويضات تحتوي على طور السبوروزويت، وتستمر فترة وجودها عادةً من أسبوع إلى ثلاثة أسابيع، حيث تُفرز بكميات كبيرة.
تحتاج البويضات من يوم إلى خمسة أيام لتصبح ناضجة ومعدية في البيئة. يُصاب العائل الوسيط (الحيوانات ذوات الدم الحار، مثل الطيور والقوارض) بالعدوى عند تناول البويضات الناضجة. بعد فترة قصيرة من تناولها، تتطور البويضات إلى (Tachyzoites) وتنتشر في جميع أنحاء الجسم، مُشكلة أكياس الأنسجة (Tissue Cyst) في الأنسجة العصبية والعضلية والعين.
في المضيف البشري، يمكن أن تبقى هذه الأكياس طوال حياة العائل، ويمكن إعادة تنشيطها إذا أصبح المضيف ضعيف المناعة.
**هل داء القطط يصيب الأطفال؟**
عندما يصيب مرض داء القطط الجنين داخل رحم الأم، فإنه قد يتسبب في تشوهات خلقية. كما أن الأم المرضعة إذا أصيبت بهذا المرض خلال فترة الرضاعة، يمكن أن تنقل العدوى إلى طفلها عبر الحليب. لذا، فإن الوقاية من هذا المرض تُعتبر أفضل من العلاج، وأفضل وسيلة لتجنب عواقبه هي اتخاذ تدابير وقائية.
**هل جرثومة الحمل تسبب تشوهات للجنين؟**
كيف تؤثر جرثومة الحمل على الجنين؟ تشمل التأثيرات المحتملة على الجنين في حال إصابته مبكرًا: الولادة المبكرة، انخفاض الوزن عند الولادة، الحمى واليرقان، تشوهات الشبكية، التخلف العقلي، حجم الرأس غير الطبيعي، التشنجات وتكلس الدماغ.
**متى تظهر الإصابة بداء القطط؟**
يتم فحص الدم للكشف عن وجود الأجسام المضادة للعدوى، ويستغرق ظهورها بعد الإصابة حوالي ثلاثة أسابيع. يمكن تحديد وقت حدوث العدوى أيضًا بناءً على نوع الأجسام المضادة وما إذا كانت مستقرة وعالية النسبة أم لا. تظهر النتائج خلال أسبوع.
**كيف أعرف إذا كانت القطة مريضة؟**
للتحقق من صحة القطة، انظر إلى داخل فمها وتفقد لون اللثة، خاصةً إذا كانت القطة ذات لثة سوداء. إذا لاحظت أن لثة القطة أصبحت باهتة جدًا، فقد تكون مريضة. كما يجب عليك شم نفس القطة؛ إذا كانت هناك رائحة غريبة لا تعود لطعامها، فقد تشير إلى وجود مشكلة صحية.
**الوقاية من داء القطط لدى الحوامل**
عندما تقوم المرأة الحامل بتنظيف مكان تواجد القطة، قد تتعرض للإصابة بطفيل يتواجد في أمعاء القطة، والذي يظهر في برازها. لذا، من المهم غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد ملامسة القطة، حيث يمكن أن يكون هذا الطفيل موجودًا على جلدها دون أن يُرى بالعين المجردة.
**هل يؤدي داء القطط إلى إجهاض الجنين؟**
داء القطط، المعروف أيضًا بداء المقوسات، ناتج عن طفيل التوكسوبلازما جوندي الذي يتواجد في براز القطط. ينتقل هذا الطفيل إلى البشر من خلال تلوث الماء أو الطعام. عادةً لا يسبب هذا الداء أعراضًا شديدة، لكنه يشكل خطرًا واضحًا على الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة وبعض النساء الحوامل، حيث قد يؤدي إلى تشوهات في الجنين في حال الإصابة بالعدوى.
**أضرار القطط على الحامل**
- بالنسبة للنساء غير الحوامل والأشخاص العاديين، قد لا تظهر عليهم أعراض ملحوظة، باستثناء أعراض تشبه الإنفلونزا.
- قد يتسبب داء القطط في إصابة الطفل بأمراض عقلية أو العمى.
- تزداد المخاطر حسب مرحلة الحمل عند الإصابة، خاصة في الثلث الأخير.
- يمكن أن تنتقل العدوى من الأم إلى الجنين عبر المشيمة، وتكون فرص انتقال العدوى أقل في الشهور الأولى من الحمل مقارنة بالشهور الأخيرة.
- عادةً لا تظهر أعراض العدوى عند الولادة، لكن مع مرور الوقت، قد يعاني الأطفال من صعوبات في التعلم والرؤية والسمع.
- هناك عدة وسائل للتأكد من عدم انتقال العدوى للجنين، مثل فحص السائل المحيط بالجنين، حيث يمكن للموجات فوق الصوتية اكتشاف إصابة حوالي ثلث الأجنة. كما يمكن إجراء فحص دم للمولود بعد الولادة.
- يمكن علاج داء القطط خلال فترة الحمل باستخدام المضادات الحيوية، وكلما تم اكتشاف العدوى مبكرًا، زادت فرص العلاج ومنع انتقالها إلى الجنين.
- في حال انتقال العدوى إلى الطفل، يمكن للعلاج أن يخفف من حدة المرض، مع ضرورة الاستمرار في العلاج خلال السنة الأولى أو لفترة أطول.
**أسباب داء القطط**
- **انتقال العدوى عبر الغذاء:** يصاب الأشخاص بداء المقوسات عن طريق بلع الطفيل، وتعتبر الطريقة الأكثر شيوعًا للإصابة هي تناول اللحوم النيئة الملوثة أو الفواكه والخضروات غير المغسولة. كما يمكن أن تنتقل العدوى عبر المياه الملوثة.
- **انتقال المرض من الحيوان إلى الإنسان:** تلعب القطط التي تحمل طفيل المقوسة الغوندية دورًا مهمًا في انتشار داء المقوسات، حيث يمكنها التخلص من ملايين البويضات في برازها لمدة تصل إلى 3 أسابيع بعد الإصابة. وهذا قد يؤدي إلى تلوث التربة أو الماء في البيئة المحيطة بها.
- **انتقال العدوى من شخص لآخر:** لا ينتقل داء القطط من شخص لآخر، إلا في حالات انتقال العدوى من الأم الحامل إلى الجنين. لذلك، يُنصح النساء الحوامل بتجنب الاقتراب من فضلات القطط خلال فترة الحمل أو بعد الولادة.
- **حالات نادرة:** قد ينتقل داء المقوسات عن طريق نقل الدم من شخص مصاب أو زراعة عضو من متبرع مصاب. كما قد يتعرض أخصائيو المختبرات الذين يتعاملون مع الدم المصاب للعدوى نتيجة خطأ غير مقصود.
**تشخيص داء القطط لدى الحوامل**
هناك عدة طرق طبية يستخدمها الأطباء لتشخيص إصابة الحامل بداء القطط، ومن أبرزها:
1. **تحليل الدم**: يُستخدم هذا التحليل للكشف عن الأجسام المضادة للطفيل بعد مرور ثلاثة أسابيع، وهي الفترة اللازمة لجسم الإنسان لإنتاج هذه الأجسام.
2. **تحليل السائل الأمنيوسي**: يُجرى هذا الفحص في حال وجود دلائل على إصابة الحامل بداء القطط، حيث يتم سحب عينة من السائل المحيط بالجنين باستخدام إبرة، ثم تُفحص في المختبر. ومع ذلك، فإن هذا الإجراء قد يزيد من خطر الإجهاض.
**أضرار القطط في المنزل**
- **الأمراض الفطرية (القوباء)**: يُعتقد أن حوالي 40% من القطط تحمل هذا المرض، الذي يمكن أن ينتقل إلى الإنسان. يظهر على جلد الإنسان على شكل حلقات حمراء أو بقع رمادية تسبب الحكة وتزداد حجمًا تدريجيًا.
- **التهاب ملتحمة العين**: يتمثل في احمرار العين مع إفرازات صديدية. يمكن علاج هذا الالتهاب بسهولة في القطط والإنسان باستخدام القطرات والمراهم. الوقاية تتطلب غسل اليدين جيدًا بعد ملامسة القطة، وعدم السماح لها بالتجول في المنزل أو الصعود على الأسرة أثناء مرضها.
- **التهاب الحلق واللوزتين**: بعض القطط تحمل الميكروب السبحى الذي يسبب هذه الالتهابات، ويُعالج بالمضادات الحيوية. الوقاية تكون بعدم السماح للقطة بوضع فمها في طعام أو شراب البشر.
- **النزلات المعوية**: تحمل بعض القطط ميكروبات السلمونيلا والكامبيلوباكتر التي قد تنتقل إلى الإنسان، مما يسبب الإسهال والقيء. الوقاية تتضمن ارتداء القفازات عند تنظيف القطة وغسل اليدين جيدًا بعد ملاعبتها، بالإضافة إلى تجنب وجود القطة في أماكن إعداد الطعام.
- **عضة القطة**: أكثر من 75% من القطط تحمل ميكروب الباستيوريللا الذي قد يسبب حمى، وبعضها يحمل أيضًا بكتيريا العنقودية والتيتانوس. يُنصح بطلب المساعدة الطبية الفورية بعد حدوث العضة، خاصة إذا كانت القطة من خارج المنزل أو إذا كانت العضة عميقة.
- **مرض خدش القطة**: يُعتبر هذا المرض أكثر شيوعًا في القطط الصغيرة، ويُسببها بكتيريا البارتونيللا التي تنتقل عبر البراغيث. عندما تخدش القطة الإنسان، تنتقل العدوى، وتظهر أعراضها في تضخم الغدد الليمفاوية وأحيانًا ارتفاع درجة الحرارة.
- **التوكسوبلازما**: هو كائن وحيد الخلية يصيب القطط من خلال تناول لحوم غير مطهية جيدًا أو التعرض لبراز القطط المصابة. تظل القطة المصابة تخرج البويضات مع البراز لمدة أسبوعين إلى ثلاثة، وبعد ذلك تصبح غير معدية. يمكن أن تبقى هذه البويضات حية على الأرض لفترة طويلة، تصل إلى سنة أو أكثر، خاصة في الأماكن الرطبة والمظللة. وقد ثبت أن القطة المصابة تخرج حوالي عشرة ملايين بويضة مع البراز يوميًا.
- الفيروسات، مثل فيروس السعار، تُعتبر من الأمراض القاتلة التي تصيب الإنسان والحيوان على حد سواء، حيث أن النجاة من هذا المرض نادرة للغاية. يُصاب الحيوان بالفيروس نتيجة تعرضه لعض أو خدش من حيوان آخر مصاب، وينتقل الفيروس إلى الإنسان عند تعرضه لنفس النوع من الإصابات أو عند تلوث جروحه بلعاب الحيوان المصاب. بعد انتقال العدوى، يصل الفيروس إلى الجهاز العصبي ويؤثر عليه بشكل كبير، مما يؤدي إلى حدوث تشنجات شديدة وتغيرات في الشخصية بالإضافة إلى أعراض أخرى متعددة.
**تحليل داء القطط للحامل:**
- **إذا حدثت الإصابة بداء القطط قبل الحمل:** إذا كانت الإصابة قبل الحمل بأسبوعين، فإن خطر انتقال العدوى للجنين يكون منخفضًا، لكن هناك احتمال متزايد للإجهاض في حال إصابة الطفل بالعدوى.
- **إذا حدثت الإصابة خلال الثلث الأول من الحمل:** تكون نسبة إصابة الجنين بالعدوى حوالي 15٪، مما يجعله أكثر عرضة للإجهاض أو الولادة مع أعراض شديدة، مثل تراكم السوائل في الدماغ.
- **إذا حدثت الإصابة خلال الثلث الثاني من الحمل:** ترتفع نسبة إصابة الجنين إلى 25٪، ويكون أقل عرضة للإجهاض، لكن لا يزال معرضًا للإصابة بأعراض الثلث الأول.
- **إذا حدثت الإصابة خلال الثلث الأخير من الحمل:** تكون الأعراض أقل حدة، حيث يتمتع الأطفال بصحة جيدة، ولكن في حال الإصابة في الأشهر الأخيرة، قد تظهر الأعراض على الجنين بعد الولادة، مثل العمى أو تلف في العين.
**ما هي الحالات التي تستدعي العلاج من داء القطط؟**
لا يُعطى العلاج للمصابين بداء القطط إلا في حالات معينة، منها:
- إذا كانت الأعراض حادة أو استمرت لفترة طويلة.
- إذا تم اكتشاف الطفيليات المسببة للداء في طورها النشط في الجسم، خاصة في العيون أو الجلد.
- إذا كانت المريضة حاملًا أو وُلد طفل مصاب بداء القطط.
- إذا كان المريض يعاني من ضعف في المناعة، مثل الإصابة بالإيدز أو السرطان أو الخضوع لزراعة أعضاء.
**أعراض داء القطط على الحامل:**
ينتقل داء القطط إلى الحامل عندما تحمل القطة الطفيلي، وعادة ما يحدث ذلك عند تناول القطط لحومًا نيئة أو طعامًا غير نظيف. تنتقل العدوى إلى المرأة الحامل من خلال فضلات القطط. إذا كانت الحامل تتمتع بمناعة قوية، فقد تشعر بأعراض خفيفة. أما إذا أصيبت بداء القطط قبل الحمل بمدة تتراوح بين 6 إلى 9 أشهر، فمن المحتمل أن يكون جسمها قد اكتسب مناعة ضد المرض، مما يمنع ظهور الأعراض أو المضاعفات على الجنين.
تظهر على الحامل عدة أعراض، منها:
- انتفاخ غير مؤلم في الغدد الليمفاوية حول العنق.
- أعراض خفيفة تشبه أعراض الأنفلونزا، مثل آلام العضلات، التعب، الصداع، والحمى.
- التهاب في الحلق.
- ظهور طفح جلدي.
يمكن تشخيص إصابة الحامل بداء القطط من خلال اختبار الدم لقياس مستويات الأجسام المضادة، كما يمكن أن يظهر السونار بعض التشوهات لدى الجنين. إذا حدثت العدوى قبل بلوغ الحمل 16 أسبوعًا، قد يتم إعطاء الحامل مضادًا حيويًا مناسبًا لتقليل الأعراض على الجنين. وإذا انتقلت العدوى للجنين وتم اكتشاف ذلك من خلال السونار، فقد يتم إعطاء الحامل الأدوية المعتادة لعلاج داء القطط التي تُستخدم للأشخاص العاديين.
**مخاطر داء القطط على الجنين**
عندما تصاب المرأة الحامل بداء القطط خلال الثلث الأول من الحمل، فإن خطر إصابة الجنين يصل إلى حوالي 15%. أما إذا حدثت الإصابة في الثلث الثاني، فإن نسبة تعرض الجنين للعدوى ترتفع إلى حوالي 30%. وفي الثلث الثالث، تصل نسبة العدوى إلى حوالي 60%.
بعد الولادة، قد تظهر على الجنين بعض الأعراض التي تشير إلى إصابته بداء القطط، مثل التهاب العين، وتضخم الكبد والطحال، واليرقان، والتهاب رئوي متكرر. في حال ثبوت إصابة المولود بداء القطط، يتم إعطاؤه مزيجاً من الأدوية لمدة عام.
**كيف تتصرف الحامل في وجود قطة في المنزل؟**
- يجب تجنب ملامسة الفم والعينين.
- يُنصح الأطباء بالتخلص من القطط نهائياً إذا كانت المرأة تخطط للحمل قبل عدة أشهر.
- إذا كانت الزوجة والأطفال مصممين على الاحتفاظ بقطة في المنزل أثناء الحمل، يجب اتخاذ تدابير وقائية لحماية الجنين، خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى.
- ينبغي على الحامل التوقف عن العناية بالقطة وتغيير رملها بشكل نهائي.
- يجب عدم اللعب مع القطة.
- يُفضل وضع القطة في مكان بعيد عن الطعام والشراب وغرف النوم.
- يجب تنظيف اليدين بعد ملامسة القطة.
- يُنصح بعدم لمس الفم والعينين قبل غسل اليدين في حال وجود القطة في المنزل.
- يجب طهي اللحوم جيداً قبل تقديمها للعائلة وللقطة.
- يُمنع تقديم اللحوم غير الناضجة للقطة.
- يجب تنظيف أدوات تقطيع اللحوم بالماء الساخن.
- يُفضل ارتداء القفازات عند التعامل مع رمل القطة لتجنب التلوث.
**تشخيص داء القطط في الحامل**
بالإضافة إلى تحليل داء القطط للحامل، يمكن تشخيص العدوى أثناء الحمل باستخدام الوسائل التالية:
- تُستخدم الموجات فوق الصوتية لمراقبة نمو الجنين وتحديد مظاهر العدوى الخلقية، مثل استسقاء الرأس وتضخم البطين والتكلسات داخل الجمجمة.
- يُستخدم تحليل السائل الأمنيوسي (Amniocentesis) مع تحليل PCR للكشف الجيني عن وجود الطفيل.
- يعتمد تحليل نسبة داء القطط في الطفل حديث الولادة على قياس نسبة الجسم المضاد IgM في دم الطفل، حيث يدل وجوده على إصابة حديثة، إذ إنه لا ينتقل من الأم إلى الطفل عبر المشيمة.
**علاج داء القطط بعد الإجهاض**
لا يحتاج المصاب بداء القطط إلى علاج، باستثناء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. تعمل أدوية التوكسوبلازما، بشكل أساسي، ضد الطور النشط (Tachyzoite) فقط، ومن هذه الأدوية:
- **البيريميثامين (Pyrimethamine)**: يُعتبر من مضادات الملاريا، وهو الأكثر فعالية في مكافحة التوكسوبلازما.
- **ليكوفورين (Leucovorin)**: يُستخدم مع البيريميثامين لمنع تثبيط نخاع العظم.
من الضروري الالتزام بنظام الجرعات بدقة، حيث يختلف بناءً على متغيرات المريض مثل الحالة المناعية والحمل. يمكن استخدام البيريميثامين مع السلفوناميدات والكينين ومضادات الملاريا الأخرى والمضادات الحيوية.
**ما هو علاج داء القطط في الحوامل؟**
يتم علاج داء القطط لدى الحوامل بناءً على حالة الإصابة لدى الأم والجنين، وذلك كما يلي:
- في حالة عدم وجود عدوى في الجنين، يتم استخدام مضاد حيوي سبيراميسين حتى نهاية فترة الحمل لحماية الطفل من العدوى.
- أما إذا كانت العدوى موجودة في الجنين، يتم اللجوء إلى أدوية السلفاديازين والبيريميثامين حتى انتهاء فترة الحمل.
يجب على الأم الحامل التي تمتلك قطة اتباع بعض التعليمات لتقليل خطر الإصابة بداء القطط، مثل ارتداء القفازات والأقنعة عند التعامل مع فضلات القطط، وتعقيم صندوق القطة بشكل دوري بالماء المغلي، والحفاظ على القطة داخل المنزل بعيدًا عن الحيوانات الشاردة.
**هل داء القطط يؤدي إلى إسقاط الجنين؟**
تعتبر العلاقة بين داء القطط والحوامل من الأسئلة الشائعة. إذا أصيبت الأم الحامل بداء القطط بعد الشهر الثالث، تزداد فرصة انتقال العدوى إلى الجنين، ولكن لا تصل إلى حد وفاة الجنين، إذ قد تسبب بعض التشوهات الخلقية بنسبة 10% من الأطفال المصابين.
**الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بداء القطط**
- الرضع الذين أُصيبت أمهاتهم حديثًا بالمقوسات أثناء الحمل أو قبله مباشرة.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف شديد في جهاز المناعة، مثل:
- مرضى الإيدز.
- المرضى الذين يتلقون أدوية مثبطة للمناعة.
- من أجروا مؤخرًا عملية زرع الأعضاء.
- من يتلقون العلاج الكيميائي.
ما هي الحالات التي تستدعي العلاج من داء القطط؟
لا يُعطى المصابون بداء القطط أي علاج إلا في حالات محددة، منها:
1. إذا تسبب داء القطط في ظهور أعراض حادة على المريض، أو إذا استمرت الأعراض لفترة طويلة.
2. في حال تم اكتشاف الطفيليات المسببة لداء القطط في مراحلها النشطة في الجسم، مثل العيون أو الجلد.
3. إذا كانت المريضة حاملًا، أو إذا وُلد الطفل مصابًا بداء القطط.
4. إذا كان المريض يعاني من ضعف في المناعة، نتيجة للإصابة بفيروس الإيدز، أو السرطان، أو الخضوع لعملية زراعة أعضاء.
كيف يختلف علاج داء القطط من حالة لأخرى؟
- **في حالة الإصابة قبل الحمل**: إذا حدثت العدوى قبل الحمل ببضعة أسابيع، فإن خطر انتقال العدوى للجنين يكون أقل، لكن قد تزداد مخاطر الإجهاض إذا أصيب الطفل بالعدوى.
- **في حالة الإصابة خلال الثلث الأول من الحمل**: تكون نسبة إصابة الجنين بالعدوى حوالي 10-15%، مما يعرضه لخطر الإجهاض أو الولادة مع أعراض شديدة مثل استسقاء الرأس أو تكلسات الدماغ.
- **في حالة الإصابة في الثلث الثاني من الحمل**: ترتفع نسبة إصابة الجنين إلى حوالي 25%، ويكون الطفل أقل عرضة للإجهاض، لكنه لا يزال معرضًا لخطر الإصابة بأعراض حادة.
- **في حالة الإصابة في الثلث الثالث من الحمل**: تصل نسبة إصابة الجنين إلى 70-80%، ومع ذلك، تكون الأعراض أقل خطورة، حيث يتمتع معظم الأطفال بصحة جيدة عند الولادة، لكن قد تظهر أعراض لاحقًا تؤدي إلى تلف العين أو العمى.
علاج داء القطط للأشخاص الأصحاء الذين تظهر عليهم أعراض
إذا كان المصاب بصحة جيدة ولديه مناعة قوية، لكن بدأت تظهر عليه بعض الأعراض الحادة لداء القطط، فقد يصف الطبيب له دواء البيريميثامين مع حمض الفوليك ودواء السلفاديازين.
علاج داء القطط لذوي المناعة الضعيفة
إذا كان الشخص يعاني من ضعف في المناعة، قد يصف له الطبيب دواء البيريميثامين مع أحد الأدوية التالية:
- دواء السلفاديازين.
- حمض الفولينيك.
- دواء الكلينداميسين.
قد يحتاج الأشخاص ذوو المناعة الضعيفة إلى اتباع خطة علاجية حتى تتحسن الأعراض، وإذا كان سبب ضعف المناعة هو مرض الإيدز، فقد يحتاج المريض للاستمرار في العلاج لفترة طويلة، فيما يُعرف بعلاج المداومة.
علاج داء القطط للحوامل والرضع
بالنسبة للحوامل، الخيارات المتاحة هي:
- إذا حدثت العدوى قبل بلوغ الحمل 16 أسبوعًا، قد يتم إعطاء الحامل دواء السبيراميسين، وهو مضاد حيوي يقلل من فرص نقل العدوى للجنين.
- إذا حدثت العدوى بعد 16 أسبوعًا أو انتقلت العدوى للجنين، قد يتم إعطاء الحامل الأدوية التقليدية لعلاج داء القطط، مثل البيريميثامين. وإذا وُلد الطفل مصابًا، قد يتم إعطاؤه مزيجًا من الأدوية مثل البيريميثامين والسلفاديازين وحمض الفولينيك لمدة عام كامل، وقد تُضاف الستيرويدات إلى البرنامج العلاجي في بعض الحالات.
علاج داء القطط الذي يؤثر على العين
إذا تسبب داء القطط في مشكلات للعيون، قد يصف الطبيب الكورتيكوستيرويدات بالإضافة إلى الأدوية المذكورة سابقًا.