تاريخ النشر: 2024-05-20
يُواجه بعض المراهقين مشاكل أحيانًا في التعامل مع والديهم، خاصًة عندما يُحاولون تعديل سلوكهم وتوجيههم خلال مرحلة المراهقة، وقد يشعرون بالكرّه اتجاههم أيضًا، ولكن في الواقع هو ليس شعور كراهية حقيقي، ولكنّه شعور مرتبط بحاجاتٍ أخرى يُريدها المراهق، مثل الحاجة إلى بعض الاستقلالية والخصوصية، بينما لا يتفهمان الوالدين هذه الحاجة، مما يُولد مشاعر سلبية عند المراهق اتجاههم، وفي هذا المقال من خلال موقع دليلى ميديكال إليك أسباب قد تجعل المراهق يشعر بالكراهية اتجاه والديه
يمكن أن يكون التعامل المراهقين أمرًا مرهقًا نظرًا للتغيرات النفسية المستمرة التي تحدث لهم، ولذلك يكمن مفتاح تربية المراهقين بالنسبة للأمهات والآباء في معرفة احتياجات المراهق المتمثلة بالتالي:
الحب والدعم: يشعر المراهق دائمًا بأنه وحيد ويفتقد الحب، لذلك على الوالدين تقديم الحب بشكل جيد في تلك المرحلة.
المرافقة والمساندة: بينما يحتاج الأطفال الصغار إلى أن يكون آباؤهم في المقدمة، يحتاج المراهقين إلى أن تكون بجانبهم.
التشجيع والتمكين: يمكن للمراهق أن يشعر أنه مضطهد وآراءه غير مسموعة في المنزل، الأمر الذي يسبب له عدة مشاكل سلوكية ونفسية، ولذلك من الضروري تقديم التشجيع والدعم لأفكاره.
الاستماع لهم: من المهم جدًا ألا تعامل المراهق على أنه طفل، وتأخذه على محمل الجد.
الوثوق بهم: يحاول المراهق في هذه الفترة إثبات نفسه، لذلك أخبره أنك مؤمن بقدرته على تحمل المسؤولية.
منحهم مساحة شخصية: يرغب المراهق بالاستقلال وتكوين مجتمعه الخاص، لذلك من المهم منحهم المساحة الممكنة لهذا الأمر.يريد المراهقون أن تلاحظهم وتشاركهم وتمنحهم الاهتمام، لذا دع طفلك المراهق في دائرة اهتمامك ضمن حدود.
يمكن تلخيص خصائص سلوكيات المراهقين في الأمور التالية:
حدة الانفعال.
التمرد والعصيان.
الانسحاب من الحياة الاجتماعية وعدم رغبتهم بالاختلاط في المجتمع.
الرغبة في الاستقلال والاعتماد على النفس.
نقص الثقة في النفس والخجل.
البدء بتشكيل الأفكار والمعتقدات الخاصة.
يمر المراهق بنقطة تحول بين التفكير في مرحلة الطفولة والتفكير في مرحلة الراشد، حيث يبدأ دماغه بالنمو لتتشكل المشاعر والعواطف لديه بشكل مختلف عما سبق.
يعالجون الأشياء بشكل مختلف: قد يرى المراهق ردة فعلك العادية على أنها غضب، أو خيبة أملك على أنها رفض.
هم أكثر عاطفية بثلاث مرات من البالغين: حيث تحمل هذه المرحلة الكثير من التغيرات الهرمونية التي تجعلهم حساسين للغاية.
يميل عقل المراهق إلى التفكير فقط من منظور الوضع الحالي: إن تفكيرهم لا يزال في حالة التطور، لذلك لا يمكنهم رؤية ما هو أبعد من الفشل أو التجربة السيئة بالوقت الحالي.
لا تأخذي الأمر على محمل شخصي: إذا وصل إليكِ هذا الشعور من طفلك فيجب أن تعلمي أن الأمر ليس كما تشعرين به، ولا تأخذي هذه المشاعر على شخصك، ولكن المراهق في هذه المرحلة الزمنية، يشعر بأنه كبير بما يكفي كي لا يحتاج إلى شخص أكبر منه في حياته، فلم يعد يريد أن يخبره أحد بما الصواب وما الخطأ، ولأن هذا جزء من دور الأبوين في حياة ابنهما، فيصب كرهه لهذا الفعل كما لو أنه يكره أبويه، ولكن في الواقع هو يكره أفعال محددة يفعلها الأبوان تتعارض مع فكره وتصرفاته في هذه المرحلة من حياته.
لا تقلقي هذه المرحلة ستمر: يمر الجميع بمرحلة المراهقة، وإذا كنتِ تتذكرين مرحلة المراهقة الخاصة بكِ ستعلمين أن كل هذا يمر، ويعود الابن إلى حب أبويه بمجرد أن يعبر هذا التغيير المفاجئ في حياته من تغيير هرموني وتغيير للبيئة التي أصبح يتعامل فيها، وتحول كبير في فكره، وتمر سنوات المراهقة، فلا يستطيع أحد أن يستغنى عن حب أبويه في النهاية، وكل ما عليكِ هو الاهتمام في هذه المرحلة بألا تحدث مشكلات جسيمة.
كوني دومًا هناك: وجود الأهل في حياة المراهق أمر مهم جدًا، الوجود فقط دون أن يخبراه بهذا صواب وهذا خطأ، ودون التعليق على كل تصرفاته ودون المساندة له حتى يطلب هو المساندة، فقط يجب أن يشعر بأنك هناك دومًا له، ويجب أن تجتمعا باستمرار في أوقات ثابتة، بأن تتناولوا الغذاء يوميًا معًا، أو أن تقضوا جزءًا من عطلة الأسبوع معًا. قد لا يحتاج ابنك المراهق إلى الحديث معكِ، فإن لم يرد الحديث فلا تحدثيه حتى يحب أن يحكي، ولكن يجب أن تكوني دومًا هناك، حتى يشعر بأنك ملاذه الآمن وليس من يوبخه عند كل فعل، وفي لحظة ما، ستجدينه قد أتى إليكِ يحكي عن يومه الدراسي بعدما تأكد أنكِ لن تلوميه على كل فعل، وستسمعينه بصدر رحب.
اعرف افضل دكتورنفسية وعصبية فى خلال دقايق
استعدي قبل هذه المرحلة: الاستعداد قبل أن يصل ابنك إلى مرحلة المراهقة أمر مهم جدًا، قد يكون طفلك الأول وصل إلى هذه المرحلة دون استعداد منكِ ولكنك ما زلتِ لديك الفرصة لتصنعي فارقًا مع ابنك الثاني الذي لم يصل إلى مرحلة المراهقة بعد، من البداية عليكِ أن تعلمي طفلك منذ الصغر الصواب والخطأ وأن يفعله بمحض إرادته وليس بأوامر منكِ، وأن تعلمي طفلك تحمل المسؤولية، وأن تشاركيه كشخص ناضج حكاياتك ويشاركك حكاياته، فإذا تعلم هذه الثلاث لن تمر عليه فترة المراهقة بقدر صعوبة مرورها عليه إن لم يكن قد تعلم هذه الأمور، فأنتِ تكونين معتادة على تحمله للمسؤولية فلن تستمري في نقده بشأن الصواب والخطأ، وإذا كان يشاركك وتشاركيه فستستمر علاقة الصداقة بينكما في فترة المراهقة التي يكون فيها المراهق في أحيان كثير متحفزًا ضد أبويه.
اقرئي عن سن المراهقة: تهتم الأمهات منذ الولادة بالقراءة عن تربية الأطفال من أول يوم والرضاعة الطبيعية وفطام الرضع وكل ما يخص مرحلة الطفولة، فإذا ما جاءت فترة المراهقة يظن الأبوان أن الأمر لم يعد يحتاج إلى مزيد من العمل، وقد نرتاح من التربية قليلًا، ولكن التربية لا ينتهي وقتها ومسؤوليتها بدخول ابنك فترة المراهقة، ولكن بأن يكون ابنك شخصًا مسؤولًا عن أفعاله، يفرق بين الثواب والخطأ ويتحمل تبعاته، فحينها تخف عنكِ مسؤولية التربية.
اختلاف طريقة التفكير يُفكر المراهقون بطريقةٍ مختلفة عن والديهم، مما يجعل الوالدان يفرضون آراءهم على أبنائهم في معظم الأحيان بهدف توجيههم وتربيتهم، وبالتالي تتولّد مشاعر الكراهية عند بعض المراهقين اتجاه والديهم، ويشعرون أنّهم لا يحترمونهم ولا يتفهمون وجهة نظرهم.
الإهمال العاطفي يتسبب انشغال الوالدين عن أبنائهم المراهقين بشكلٍ دائم وعدم إشباع حاجاتهم العاطفية إلى شعورهم بالإهمال، والفراغ، والوحدة، وتولّد مشاعر الكراهية عندهم اتجاه والديهم مع مرور الوقت.
النقد المستمر يستخدم بعض الآباء والأمهات أساليب تربوية غير صحيحة تتضمن توجيه الكثير من الانتقادات والتعليمات للأبناء بهدف تربيتهم وتعديل سلوكهم كمراهقين، ولكن لهذا الأسلوب العديد من الآثار السلبية، أهمها تولّد مشاعر الكراهية في نفوس الأبناء خاصًة المراهقين اتجاه والديهم.
تمرّد المراهق يتمرّد بعض المراهقين على والديهم أحيانًا لإثبات ذواتهم وللشعور بالقوة والتميّز أو بسبب التأثّر بالأصدقاء أو بسبب الشعور بالضغط والتوتر، حيث يكون ذلك التمرّد من خلال عدم احترام المراهق لوالديه وإظهار مشاعر الكرّه اتجاههم.
بعد التعرف على الأسباب التي تجعل المراهق يكره أهله، يمكن للأهل في هذه الحالة تطبيق الحلول التالية لحل هذه المشكلة:
الحفاظ على الهدوء: إنّ تعامل الأهل بعصبية أو حساسية مع المراهق عندما يعبر عن كرهه لهم يُفاقم من المشكلة أكثر، ولهذا على الأهل في مثل هذه المواقف الحفاظ على هدوء أعصابهم، وعدم خوض جدال معه، والابتعاد حتى يهدأوا، ويهدأ هو كذلك.
منح مساحة من الحرية: من المهم أن يمنح الأهل المراهق مساحةً مناسبةً من الحرية، يمكنه فيها اكتشاف إمكانياته، وتنمية شخصيته، وآرائه، واهتماماتهِ.
التعزيز الإيجابي: تكمن أهمية التعزيز الإيجابي في حياة المراهق في أنه يساعده على المداومة على السلوكيات الإيجابية والبناءة، ويُنصح الأهل باتباع هذا الأسلوب مع ابنهم، ومنحهِ مكافآتٍ بسيطة أو مدحهِ عندما ينجز أمرًا ما
التواصل مع المراهق: على الأهل أن يبقوا على باب التواصل مع المراهق مفتوحًا دائمًا، من خلال إخباره أنهم متاحون دائمًا للإصغاء إليه إذا أراد التحدث معهم عن أي شيء، وأنهم سيستمعون إليه دون إصدارٍ للأحكام، وأنّ قيامهم بهذا لن يعرضهم للعقاب أو الوقوع في المشاكل.
تنويع الخيارات: هناك من المراهقين من يرفضون التجاوب مع الأهل عندما يطلبون منهم القيام بأمرٍ ما؛ بسبب محدودية الخيارات التي يضعونها أمامهم، والتي تجعلهم يشعرون أنهم مجبرون على القيام بها، دون أن يكون لهم رأي فيها، وفي هذه الحالة، على الأهل تنويع المهام والطلبات التي يطلبونها من المراهقين، وذلك كي يشعروا أنهم يمتلكون حرية الاختيار في القيام بما يشاؤون منها.
تقبل أصدقاء المراهق: تعتبر العلاقة مع الأقران مهمةً للغاية للمراهق خلال مرحلة المراهقة، ويُنصح الأهل بتجنب إصدار الأحكام السلبية على أصدقاء المراهق بشكلٍ يجعله ينفر من أهله.
القيام بالنشاطات المشتركة: من المهم أن يقضي المراهق وقتًا خاصًا مع عائلته، يقومون خلاله بنشاطاتٍ ترفيهية مشتركةٍ، يستمتع بها الجميع؛ فهذا الأمر يُشعر المراهق بأهميته عند عائلته، ويشعره أنه يمتلك دعمهم دائمًا.
التوقعات الواقعية: هناك أوقاتٌ يكون فيها المراهق متفوقًا في مجالٍ ما، وغير متفوق في مجالٍ آخر، ولهذا على الأهل ألا يضغطوا عليه بتوقعاتهم غير الواقعية، التي يتوقعون منه بناءً عليها أن يتفوق في أمور ومجالات تفوق قدرته وطاقته، ومن المهم جدًا في هذا السياق كذلك أن يناقش الأهل مع المراهق طموحاته والأهداف التي يطمح لتحقيقها في الحياة.
عدم الاستسلام: على الأهل ألا يفقدوا الأمل، ويظنوا أنّ ابنهم المراهق يكرههم للأبد، وعليهم بدلاً من ذلك البقاء أقوياء والتصميم على حل المشكلة، والتأكد من أنّ المراهق مهما أظهر من المشاعر السلبية لأهله، فإنه يبقى يحبهم ويحتاج إليهم.