تاريخ النشر: 2023-12-13
الملاريا هي أحد الأمراض المهددة للحياة والتي تسببها الطفيليات التي تدعى بالبلازموديوم، وينتقل هذا الطفيل إلى الإنسان عن طريق لدغة البعوض المصاب وعادةً ما يشعر المصابون بالملاريا بالإرهاق الشديد مع ارتفاع في درجة الحرارة والقشعريرة أيضًا، وتشتمل المناطق التي تنتشر فيها الملاريا على المناطق الاستوائية.تعرف على طرق الوقاية والاسباب والعلاج من خلال موقع دليلى ميديكال
ما هو الملاريا
الملاريا أو البرداء هي مرض طفيلي يسببه طفيل اسمه المتصورة ينتقل من لدغات البعوض الحامل له، ويعد مرض الملاريا مرضاً مهدداً للحياة، ويبدأ بتكاثر الطفليات بالكبد ثم تنتقل لتصيب خلايا الدم الحمراء مما يسبب ظهور أعراض تشبه فقر الدم و الانفلونزا. تتكاثر البعوضة التي تنقل المرض في المستنقعات، وهي بعوضة الأنوفيليس Anopheles mosquito)، التي تنقل الطفيل من المريض بعد لدغه وأخذ الجراثيم من دمه إلى دم الشخص السليم.وتبلغ مدة حضانة مرض الملاريا 14 يوماً.
هل يعتبر مرض الملاريا معدي؟
لا يعتبر مرض الملاريا معدياً، حيث لا تنتقل الملاريا من شخص لآخر مثل الزكام أو الأنفلونزا، ولا تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي. كما لا يمكن الإصابة بالملاريا من خلال الاتصال العرضي مع الأشخاص المصابين بالملاريا، مثل الجلوس بجانب شخص مصاب بالملاريا.
أنواع الملاريا بحسب نوع الطفيليات التي تسببها
من طفيليات البلازموديوم ذات الخلية الواحدة التي من الممكن أن تصيب الإنسان، كما يأتي:
ملاريا المتصورة المنجليّة (Plasmodium flaciparum) يُعتقد أن هذا النوع أخطر أنواع الملاريا، إذ يؤدي إلى حدوث التهابات شديدة قد تؤدي إلى الوفاة إذا لم تعالج بشكل فوري، ويعد هذا النوع الأكثر شيوعا في أفريقيا، ويتميز بتكاثره بسرعة فائقة، كما ترتبط معظم حالات الوفاة في العالم بهذا النوع من أنواع الملاريا.
تؤدي الإصابة بهذا النوع إلى فقر الدم الشديد، وانسداد الأوعية الدموية.
ملاريا المتصورة النشيطة (Plasmodium vivax) ينتشر هذا النوع بشكل كبير خارج أفريقيا وفي مناطق آسيا وأمريكا اللاتينية، وقد يبقى هذا النوع من الطفيليات خامل بعد دخول جسدك لمدة تصل لسنوات وتحديدًا في الكبد ثم تتنشط بعد ذلك وتدخل إلى الدم ليبدأ ظهور الأعراض بعدها ويمكن أن يسبب هذا النوع من أنواع الملاريا بانتكاسات صحية.
ملاريا المتصورة البيضاوية (Plasmodium ovale) ينتشر هذا النوع في أفريقيا وجزر المحيط الهادئ، ولا يمثل هذا النوع من أنواع الملاريا سوى نسبة صغيرة من العدوى ويمكن أن يسبب هذا النوع أيضًا انتكاسات ناتجة عن الخمول لفترات طويلة.
ملاريا المتصورة الوباليّة (Plasmodium malariae) تنتشر في جميع أنحاء العالم، ومن الممكن أن تسبب عدوى مزمنة في بعض الحالات.
ملاريا المتصورة النولسيّة (Plasmodium knowlesi) تنتشر في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا، ويمكن أن تتطور من حالة بسيطة إلى حالات خطيرة تهدد الحياة بشكل سريع، ويُصاب بها القرود، ومن الممكن أن ينتقل إلى البشر في ما يسمى الملاريا حيوانيّة المنشأ، ولكن ما زالت طريقة الانتقال إلى البشر غير معروفة بشكل دقيق.
البلازموديوم ملاريا (Plasmodium malariae) ويكون انتشارها على نطاق واسع على مستوى العالم حيث أنها تتواجد في أمريكا الجنوبية وآسيا وأفريقيا، ولكنها أقل تواترًا في انتشار العدوى.
البلازموديوم النشيط (Plasmodium vivax) وهي الأكثر انتشارًا في آسيا وأميركا اللاتينية، وقد تظل هذه الطفيليات ساكنة ثم تنشط لتنتشر العدوى في الدم بعد شهور أو سنوات من لدغة البعوض.
البلازموديوم فالسي باريوم (Plasmodium falciparum) وهي النوع الأكثر شيوعًا في أفريقيا، وتعد السبب في معظم الوفيات المنتشرة في العالم؛ حيث أنها تتكاثر بسرعة كبيرة مما يسبب فقدان الدم الشديد وانسداد الأوعية الدموية.
ملاريا ربع هناك نوع من أنواع الملاريا يسمى ملاريا ربع Quartan malaria) وهي عبارة عن نوبات دورية متكررة من أعراض الملاريا التي تظهر كل رابع يوم (كل 72 ساعة) من دورة مرض الملاريا، وتستمر من 4 إلى 10 ساعات ثم تختفي. تتطور أعراض الملاريا عادة في غضون 10 أيام إلى 4 أسابيع بعد الإصابة. وفي بعض الحالات قد لا تتطور الأعراض لعدة أشهر؛ حيث أن بعض طفيليات الملاريا يمكن أن تدخل الجسم ولكن تكون كامنة، فلا تُحدِث أعراض لفترات طويلة من الزمن.
تحدث القشعريرة والحمى في نوبات دورية تستمر من 4 إلى 10 ساعات، وتتكون أولا من مرحلة الاهتزاز والرعشة، ثم مرحلة الحمى والصداع الشديد، وأخيرا مرحلة التعرق الغزير والتي تنخفض خلالها درجة الحرارة إلى طبيعتها.
بين النوبات قد تكون درجة الحرارة طبيعية أو أقل من الطبيعي.
تتكرر هذه النوبات كل 72 ساعة، حيث تتزامن هذه النوبات مع إطلاق جيل جديد من الميروزويتات في مجرى الدم ليصيب خلايا الدم الحمراء.
ملاريا غب خبيثة هي حالة من الملاريا الخبيثة التي تسببها طفيلي المتصورة المنجلية (بالانجليزية: Plasmodium Falciparum)، وهي أحد أنواع المتصورة التي تسبب الملاريا في البشر.
تعتبر الملاريا التي يسببها هذا الطفيل أكثر أشكال الملاريا خطورة لأنها تسبب أعلى معدلات المضاعفات والوفيات، وهي منتشرة أكثر شيء في جنوب صحراء أفريقيا.
تشمل المضاعفات التي تسببها اصابة الجهاز العصبي المركزي (الملاريا الدماغية)، والتشنجات، والغيبوبة، والفشل الكلوي الحاد وفشل القلب وفقر الدم الشديد ومتلازمة ضيق التنفس الحادة Acute Respiratory Distress Syndrome)، ويرجع ذلك إلى اصابة عدد كبير من كريات الدم الحمراء بالبلازموديوم مما يؤدي الى تدميرها. وتسبب هذه الملاريا لون داكن للبول لذا فهي تسمى أيضا حمى البول الأسود.
تعد أهم أعراض ملاريا الغب هي الارتعاش والقشعريرة التي تدوم لحوالي 1-2 ساعة تليها حمى شديدة، ثم التعرق المفرط حيث تنخفض درجة حرارة جسم المريض أي تعود إلى وضعها الطبيعي أو أقل من الطبيعي. وتتكرر الأعراض التي تسببها المتصورة المنجلية كل يومين (48 ساعة).
أنواع الملاريا حسب الأعراض
تتكاثر طفيليات الملاريا في جسم الإنسان؛ حيث إنها تتضاعف أولًا في خلايا الكبد ثم تنتشر لتنمو أضعافًا مضاعفةً في خلايا الدم الحمراء لتبدأ مرحلة الدم، وفي هذه المرحلة تبدأ دورة حياة الطفيل التي تسبب أعراض الملاريا، وبناءً على هذه الأعراض تصنف الملاريا لكل مما يأتي:
الملاريا غير المصحوبة بالأعراض
الملاريا غير المصحوبة بالأعراض، والتي تسببها جميع أنواع البلازموديوم؛ حيث إن المريض لا يشكو من أي أعراض بالرغم من أن الطفيليات منتشرة بالجسم بالكامل.
الملاريا غير المعقدة الملاريا غير المعقدة، والتي تسببها أيضًا جميع أنواع البلازموديوم، كما تحدث الأعراض بشكلٍ عام بعد 7-10 أيام من لدغة البعوض الأولية، ولا تدل الفحوص المخبرية على وجود ضرر في أعضاء الجسم، وتسبب أعراضًا غير محددة وتشتمل هذه الأعراض على ما يأتي:
الحمى.
القشعريرة المعتدلة إلى الشديدة.
التعرق الشديد.
صداع.
الملاريا الحادة تحدث الملاريا الحادة غالبًا بسبب طفيل البلازموديوم فالسي باريوم، وفي بعض الحالات الأقل شيوعًا قد تكون بسبب البلازموديوم النشيط والبلازموديوم النويلسي، وتشمل العديد من المضاعفات كفرط الطفيليات في الدم وقد تسبب الوفاة، ومن المضاعفات الأخرى التي قد تسببها ما يأتي
فقر الدم الشديد.
تلف الأعضاء الحيوية في الجسم.
الغيبوبة.
المضاعفات الرئوية كالوذمة وتسارع التنفس.
انخفاض سكر الدم.
القصور الكلوي الحاد.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالملاريا
النساء الحوامل.
الأطفال.
الكبار في السن.
الأشخاص الذين يعانون من مشكلات طبية أخرى.
الناس الذين لم يستخدموا دواء الوقاية من الملاريا من قبل.
اسباب الملاريا
يمكن أن تحدث الملاريا بعد لدغ الشخص عن طريق بعوضة الأنوفيلية المصابة بطفيل المتصورة أو البلازميديوم، التي تنتقل الطفيل من شخص إلى آخر مما يتسبب بعدوى جرثومية.
يمكن لأي شخص أن يصاب بالملاريا، وتحدث معظم الحالات في الأشخاص الذين يعيشون في البلدان التي تنتشر فيها الملاريا، كما يمكن أن يصاب الأشخاص من البلدان التي لا يوجد بها ملاريا بالعدوى عندما يسافرون إلى بلدان بها ملاريا.
هنالك المئات من الأنواع المختلفة من البلازموديوم، ولكن أربعة منها فقط تسبب الملاريا للإنسان وهي:
المتصورة المنجلية: هذا النوع الوحيد الذي يسبب الملاريا الخبيثة، ويوجد بشكل رئيسي في أفريقيا وكذلك في الجزيرة العربية، وهذا الطفيلي يسبب أشد الأعراض وينتج عنه أكثر حالات الوفاة.
المتصورة النشيطة: تعد المتصورة النشيطة Plasmodium Vivax) نوع حميد من الطفيليات ويوجد بشكل رئيسي في آسيا، وينتج عنه أعراض أقل خطورة وشدة من المتصورة المنجلية. ولكنها تستطيع المكوث في الكبد بشكل خامد (كامن) إلى ما يصل إلى 3 سنوات، مما قد يؤدي إلى حدوث انتكاسات.
المتصورة البيضاوية: وهو نوع حميد يوجد عادة في أفريقيا، هذا النوع يستطيع المكوث في الدم لسنين عدة دون ظهور أي أعراض.
المتصورة الوبالية: وهو أيضاً نوع حميد، نادر نسبياً، ويوجد عادة فقط في غرب أفريقيا.
يمكن للأم المصابة بالملاريا أيضا أن تنقل المرض إلى طفلها عند الولادة، وهذا ما يعرف بالملاريا الخلقية.
تنتقل الملاريا عن طريق الدم، لذلك فهي يمكن أيضا أن تنتقل من خلال:
زراعة الأعضاء.
نقل الدم.
استخدام الإبر أو الحقن المشتركة.
أعراض الملاريا تظهر أعراض الملاريا بشكل عام في غضون أسابيع معدودة بعد لسعة البعوض، حيث توجد هناك أنواع معينة من الفيروس التي بإمكانها أن تبقى في الكبد بحالة سبات دون أن تسبب ظهور أعراض فورية. قد يصبح الطفيلي في هذه الحالات فعالًا بعد أشهر وحتى سنوات من التعرض للسعة البعوض، فقد تظهر أعراض الملاريا بعد 6 - 8 أيام من لحظة التعرض للطفيلي.
تشمل الأعراض غالبًا الآتي:
الحُمَّى التي ترافقها القشعريرة.
انخفاضًا مفاجئًا بدرجة الحرارة يمكن أن يترافق مع فرط التعرق.
صداعًا وتعبًا غير مبررين.
آلام العضلات.
صعوبة في الهضم.
غثيان وتقيؤ.
شعور بالإغماء عند الجلوس أو الوقوف السريع جدًّا.
تضخم الطحال.
التقيؤ
صداع الراس
إسهال
التعب الشديد او الاجهاد
آلام الجسم
الجلد الأصفر " اليرقان"
فشل كلوي
نوبة
ارتباك
براز دموي
التشنجات
مضاعفات الملاريا
إذا لم يتم تشخيص المرض في الوقت المناسب ولم يتم إعطاء الدواء في الوقت المناسب قد تتفاقم حالة المريض ومن المرجح أن تظهر مضاعفات المرض مثل:
تلف الأنسجة الرخوة في الدماغ مما يؤدي إلى الإفراط في النوم، وفقدان وعي مؤقت قد يصل الأمر إلى الغيبوبة.
وذَمَة رئوية.
فشل كُلوي.
فقر دم خطير ناجم عن نقص في كريات الدم الحمراء وانخفاض في إنتاج خلايا جديدة.
بشرة وجه المريض تصبح صفراء بالإضافة لمناطق أخرى في الجسم يصبح لونها أصفر كذلك وانخفاض نسبة السكر في الدم.
يُعد مرض الملاريا من الأمراض الخطيرة التي قد تؤدي إلى فقدان الحياة إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه سريعًا، إذ يكون الرضع والحوامل والأطفال وكبار السن معرضون للخطر بشكل خاص.
يُوجد العديد من المضاعفات التي قد يصاب بها المريض في حال إهمال علاج الملاريا، تتضمن الآتي:
الملاريا الدماغية نادرًا ما تؤثر الملاريا على الدماغ وتتسبب في تضخمه، الأمر الذي من شأنه أن يؤدي إلى الإصابة بتلف دائم في الدماغ، والتسبب أيضًا في الغيبوبة والنوبات.
فقر الدم تؤدي الملاريا إلى تدمير خلايا الدم الحمراء بالتالي فقر الدم الحاد، إذ يُعد فقر الدم من الحالات التي تعجز فيها خلايا الدم الحمراء على حمل ما يكفي من الأكسجين إلى أعضاء وعضلات الجسم.
مضاعفات أثناء الحمل
الولادة المبكرة، قد تحصل الولادة قبل 37 أسبوعًا من الحمل.
ولادة جنين ميت.
انخفاض الوزن عند الولادة.
الإجهاض.
عدم قدرة الجنين على النمو بشكل سليم في الرحم.
وفاة الأم.
الوفاة.
فشل الكلى والكبد والطحال.
غيبوبة.
وذمة رئوية.
انخفاض حاد في نسبة السكر في الدم.
كيف يتم علاج الملاريا؟
الكلوروكوين أو الهيدروكسي كلوروكوين (Chloroquine or Hydroxychloroquine)
يصرف في الحالات التي لا تكون فيها أعراض الملاريا خطيرة، وفي النطاق الذي لا يقاوم فيه الطفيل دواء الكلوروكوين.
العلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين (ACT) وهو عبارة عن مركب من دواءين مختلفين يعملان بطرق مختلفة؛ ويستخدم للحالات المعتدلة أو كجزء من العلاج للحالات الأكثر خطورة.
الميفلوكوين (Mefloquine) يستخدم كخيار آخر للكلوروكوين في حال عدم قدرة المريض على تناول دواء الكلوروكوين.
أرتيسيونات (Artesunate) ويتم صرفه للأعراض الشديدة ولمدة 24 ساعة فقط ويليه العلاج المركب القائم على مادة الأرتيميسينين لمدة 3 أيام.
العلاجات المركبة: مثل أتوفاكون مع بروغوانيل (Atovaquone-Proguanil)، وأرتيميثير مع لوميفانترين (Artemether-Lumefantrine)، وتستخدم هذه المركبات عندما يصبح هناك مقاومة من قبل الطفيل للكلوروكوين، ويمكن إعطاؤها للأطفال أيضًا.