تاريخ النشر: 2023-09-04
الشخصيات والأفلام الكرتونية عامة لها جاذبيتها في عيون الصغار والكبار معاً؛ لما تتميز به من طابع الخفة والمرح وتسارع اللقطات، لدرجة أن أصبحت مشاهدة الأطفال لها منذ الصغر ولساعات طويلة أمراً شائعاً في الأسر، ولكنه أمر خطير أيضاً؛ فهي إلى جانب ما تقدمه للطفل من متعة وما تُعلمه من سلوكيات إيجابية، فهي تمده بخيال واسع مفزع يهدم الكثير من القيم والتوقعات المنطقية التي تفوق استيعاب الطفل عادة ما تلجأ معظم الأمهات لأفلام الكرتون لإلهاء الأطفال لبعض الوقت، لكن ماذا عن تأثيرها في الصحة النفسية،والنمو المعرفي والسلوكي للرضع. في هذا المقال من خلال موقع دليلى ميديكال نتعرف معًا عن أفلام كرتون للرضع وتأثيراتها السلبية والإيجابية
التأثير السلبي لأفلام الكرتون على الأطفال
التأثير سلبا على الذكاء القيام بذلك في سنوات مبكرة، من شأنه أن يكبح خيال الطفل، بل ويقلل من قدراته الذهنية الخاصة بالتفكير، ويؤثر سلبا على ذكائه، وهو ما يؤكد على أهمية ممارسة الألعاب البدنية التقليدية للطفل في سنوات عمره الأولى بدلا من مجرد المشاهدة.
زيادة العنف تقوم فيه بعض الأفلام الكرتونية على مشاهد عنف ودماء، لا تتناسب تماما مع عقلية الأطفال الصغار، نجد أن تأثرهم السلبي بتلك المشاهد يحدث بشكل أسرع من المتوقع، فيظهر في صورة افتعال الأزمات مع الأخوة والأصدقاء، واللجوء للعنف قبل التفكير بهدوء، ما يمهد لخلق شخصية عدائية لا تقبل بالحلول الوسطى.
تعلم ثقافات مختلفة أغلب أفلام وبرامج الكرتون، هي في الأصل أعمال أجنبية، ولكن تم دبلجتها ليشاهدها الأطفال العرب، ما يدعو للقلق كون تلك الأفلام الكرتونية دائما ما تتبنى أفكارا غريبة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة، فهي في النهاية لا تتناسب مع ثقافاتنا في المناطق العربية، ما ينتج عنه في النهاية تشتت ذهن الطفل الذي تنتابه الحيرة بين ما يراه يوميا في منزله ومدرسته، وبين ما يشاهده في تلك الأفلام.
إدمان المشاهدة عدم ترك الوالدين للأطفال لمشاهدة تلك الأفلام الكرتونية، لساعات طويلة يوميا، إلى إدمان مشاهدتها، ومن ثم تركيز الذهن عليها بدلا من الاهتمام بالدراسة أو ممارسة الرياضة، ما يزيد من فرص الإصابة بالسمنة، علاوة على أن السهر أمام تلك الأفلام يزيد من خطر ضعف جهاز المناعة لديهم، في ظل احتياجهم لأطول ساعات ممكنة من النوم وليس العكس.
الانفصال عن الواقع هي أسوأ النتائج المترتبة على طول فترات مشاهدة تلك البرامج، حيث يصعب على الطفل حينها التفريق بين الواقع والخيال، فيرى الأبطال الخارقين بأفلام الكرتون على أنهم القدوة الحسنة له، بما يقومون به من أفعال خطيرة قد يحرص على تقليدها، ما يعد خطرا كبيرا على حياته في بعض الأحيان.
تحتوي بعض الأفلام على العنف، ما يؤثر على الصحة النفسية للطفل ما ينمي لديه الميول العدوانية.
كثرة مشاهدة أفلام الكرتون والاهتمام الزائد بها يؤثر على أنشطة مختلفة يحتاج إليها الطفل، مثل ممارسة الرياضة والألعاب التي تنمي الذكاء والقراءة وغيرها.
معظم الأفلام تكون مدبلجة من الأفلام الغربية وتشتمل على عادات وتقاليد مختلفة عن مجتمعنا الشرقي، وقد تكون بعيدة عن الأخلاق الكريمة مما يجعل الطفل يكتسب هذه العادات السيئة.
جلوس الأطفال لوقت طويل لمشاهدة أفلام الكرتون قد يؤثر على الطفل بشكل كبير، ما يقلل من تفاعله من الأسرة والأصدقاء.
التأثير على صحة الطفل وإجهاد العين نتيجة قضاء أوقات طويلة أمام التلفزيون.
عدم تنظيم الوقت والتفرغ لمشاهدة الأفلام قد يؤدي إلى عدم القيام بالواجبات على الشكل الأكمل، وعدم الحصول على قسط كاف من النوم نتيجة الأرق.
أشارت الدراسات إلى أن مشاهدة الأفلام في الطفولة لفترات طويلة يعمل على تشتت الانتباه وضعف التركيز لدى الطفل.
لجوء الطفل إلى العنف والعصبية الزائدة والتغير في سلوكه نتيجة مكوثه لوقت طويل أمام أفلام الكرتون.
فوائد أفلام كرتون للرضع
التعليم المبكر: يمكن للرسوم المتحركة أن تساعد الأطفال والرضع على بدء التعليم المبكر، خاصة الرسوم التعليمية التي تعرض الأشكال والأرقام والألوان وتعلمها للأطفال بطريقة ممتعة وتفاعلية، ما يجعل التعلم نشاطًا ممتعًا.
التطور المعرفي: تساعد مشاهدة الرسوم المتحركة على تطوير المهارات المعرفية للرضيع، ما يساعد على تطوير القدرة على المنطق والمعالجة البصرية والسمعية.
الحد من التوتر: يجد الأطفال الرسوم المتحركة مسلية وغالبًا ما تساعدهم على الضحك بصوت مرتفع. الضحك من العادات الصحية التي تساعد على الحد من التوتر والضغط النفسي، كما يعزز المناعة ويسبب إفراز الإندورفين، ما يساعد على الشعور بالسعادة والمشاعر الإيجابية.
التطور اللغوي: يمكن للرسوم المتحركة أن تحفز النطق عند الرضع، كما تساعد على زيادة المهارات اللغوية للأطفال وزيادة حصيلة الكلمات لديهم. السماح للأطفال بمشاهدة الرسوم المتحركة بلغتك الأصلية يساعد على تعلم اللغة بشكل أفضل، وتحسين النطق والتحدث لديهم.
كيفية اختيار أفلام الكرتون المناسبة للأطفال
عدم تقديم الأفلام الكرتونية والمخصصة للأطفال في مراحل مبكرة من العمر؛ إذ يعتقد أن الأطفال قبل عمر السنتين غير قادرين على فهم المشاهد التي تعرض في الأفلام والرسوم المتحركة لأن مدة عرض المشهد الواحد قصيرة وفيها الكثير من الحركة والألوان، ما يراه الطفل في هذه المرحلة ضوضاء وإزعاج لإدراك الطفل حتى وإن بدا مستمتعاً.
اختيار أوقات مشاهدة الأفلام والرسوم المخصصة للأطفال بعناية، كما تقليص مدّة المشاهدة، فينصح ألّا تتجاوز مدة مشاهدة أفلام الكرتون والرّسوم المتحركة الساعة إلى ساعتين كحد أقصى من مجمل ساعات اليوم، وهنا يجب التركيز على توجيه الطّفل للقيام بأنشطة أكثر فائدة له من حيث بناء عضلاته من خلال الأنشطة الحركية، والأنشطة والألعاب التي تنمي مهاراته الاستيعابية والتحليلية ومهارات التفكير والنّقد والملاحظة والبناء.
مشاهدة الأفلام والرّسوم المتحركة من قبل الوالدين أو أحدهما قبل السّماح للأطفال بمتابعتها، وذلك ليتأكد الأهل من أن مضامين الرسوم المتحركة مخصّصة فعلاً للأطفال ولا تحتوي على أفكار هدّامة وإجرامية وعنيفة، كما لا تحتوي على خطاب تطرّف وعنصرية ولا تبث السلوكيات الشّاذة عن مجتمعاتنا وعقائدنا وديننا وأفكارنا وموروثنا الثّقافي.
اختيار المحتوى التعليمي التثقيفي الذي ينمّي مهارات الطفل، وهذا الخيار يرجع للأهل الذين يقترحون فيلماً معيناً على أطفالهم ويكونون متأكدين من أن هذا العمل سيطوّر قدرات أطفالهم، كأفلام تعليم الحروف والنّطق السليم، وأفلام تتحدث عن حياة الحيوانات في الغابة، وأفلام تستفز فضول الطّفل للتعلم والمعرفة.
راقب ما يشاهده الأطفال واجلس معهم وتابع معهم الأفلام والمسلسلات الكرتونية والرّسوم المتحرّكة، والنقطة المهمة هنا هي مناقشة الأطفال بالقيم والمفاهيم والأحداث التي يشاهدونها في تلك الأفلام. وهنا يكون دور الأهل في تعزيز المفاهيم الصحيحة وحث الأطفال على تنفيذها والالتزام بها بعيداً عن أسلوب الأمر والنهي. فالطّفل هنا سيبدأ يدرك أهمية رأيه وشخصيته وفي نفس الوقت رقابة الأهل حاضرة لتصويب أي خطأ.
تعزيز الجانب المعرفي، حيث نرى انجذاب بعض الأطفال مثلاً للأفلام المتعلّقة بالديناصورات تقديم معلومات علمية حقيقية عن الديناصورات وربطها بما شاهده الطّفل في أفلام الكرتون ليثري معرفته ويبنى على ما شاهده.
مشاهدة الرضيع للتلفزيون: المدة المسموحة
الأطفال دون عمر 18 شهرًا يوصى بعدم مشاهدة الطفل للتلفزيون أو لأي شاشة أخرى تمامًا، لكن يسمح للأطفال في هذا العمر بالمشاركة في مكالمات الفيديو التي يتم إجراؤها مع الأحبة، فهذا النوع من التفاعل بين الطفل ومحيطه صحي.
الأطفال بين عمر 18 - 24 شهرًا يسمح للطفل بمشاهدة التلفزيون والشاشات لفترة قصيرة أثناء وجوده برفقة شخص بالغ، فوجود شخص بالغ في محيطهم ومحاولته تعليمهم أمرًا ما من خلال مشاهدة التلفزيون قد يجعل التجربة تعليمية ومفيدة.
الأطفال بين عمر 2 - 3 سنوات يسمح للطفل بمشاهدة التلفزيون والشاشات لفترة لا تزيد عن ساعة يوميًّا، مع محاولة أن تكون هذه الساعة فترة تعليمية يشاهد خلالها الطفل مادة مرئية قد تساعده على تعلم أمور جديدة ومفيدة.