تاريخ النشر: 2023-07-12
بصفتنا آباء أو أولياء أمور أو مقدمي رعاية، فإننا نشعر بالقلق باستمرار بشأن صحة ورفاهية الأطفال في حياتنا. إحدى الحالات الصحية التي ارتفعت في السنوات الأخيرة هي مرض السكري لدى الأطفال، المعروف أيضًا باسم داء السكري من النوع الأول. تتطلب هذه الحالة المزمنة إدارة دقيقة ويمكن أن يكون لها تأثير كبير على حياة الطفل. إن التعرف على أعراض مرض السكري لدى الأطفال أمر بالغ الأهمية لضمان التشخيص المبكر والعلاج المناسب. في منشور المدونة هذا، من خلال موقع دليلى ميديكال سنناقش الأعراض الأكثر شيوعًا التي يجب البحث عنها، حتى تتمكن من تزويدك بالمعرفة لتحديد أي علامات محتملة لمرض السكري لدى الأطفال الذين تقوم برعايتهم.
اعراض السكر عند الرضع
يمكن أن يتأخر اكتشاف مرض السكري عند الرضع، حيث تختلط بعض أعراض السكري مع أعراض الأمراض الأخرى أو الاضطراب والبكاء المستمر عند الرضيع.
فيما يلي بعض اعراض السكر عند الاطفال الرضع من النمط الأول:
رائحة الفم الكريهة أو المشابهة لرائحة الفواكه أو الحلو.
رائحة البول الكريهة.
الإصابة بعدوى الخميرة (الفطريات)، والتي قد تظهر كطفح جلدي ناتج عن الحفاضات.
الخمول وتغير السلوك الطبيعي، مثل أن يصبح الرضيع أكثر عصبية أو بكاء.
الجوع الشديد وفقدان الوزن غير المبرر.
أيضاً إن اعراض السكر الأخرى عند الاطفال، مثل عدم وضوح الرؤية أو الشعور بالتعب والدوار، يمكن أن يعاني منها الرضع أيضاً، إلا أن عدم قدرة الرضيع على التعبير يزيد من صعوبة معرفة وملاحظة هذه الأعراض لديه من قبل الوالدين.
اعراض سكري الاطفال من النوع الاول
على الرغم من التشابه بين معظم اعراض السكر عند الاطفال المصابين بأحد النمطين، إلا أن سكري الأطفال من النوع الأول يشير إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج الأنسولين، بينما النوع الثاني من السكري يدل على أن الجسم لا ينتج الأنسولين بشكل كاف، أو لا يستجيب للأنسولين على نحوٍ طبيعي بسبب ارتفاع مقاومة الأنسولين.
يعد اكتشاف اعراض مرض السكر عند الاطفال في سن السنتين أو 4 سنوات أو أكبر من ذلك أسهل من اكتشافها وملاحظتها عند الرضع وذلك لقدرتهم على التعبير عما ما يشعرون به. وتتشابه اعراض السكري عند الاطفال مع أعراض مرض السكري عند المراهقين.
فيما يلي اعراض السكري النوع الأول عند الأطفال:
زيادة عدد مرات التبول، وهو أحد العلامات المبكرة لمرض السكري لدى الأطفال.
كثرة العطش، وهو من علامات السكر عند الاطفال الشائعة جداً.
زيادة الشهية أو الجوع الشديد.
فقدان الوزن المفاجئ، رغم تناول كميات أكبر من الطعام.
رائحة النفس الكريهة أو رائحة الفم الذي تفوح منه الفواكه.
رائحة البول الكريهة.
حدوث تغيرات مفاجئة في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو الرؤية المزدوجة.
الخمول والنعاس، وفقدان الطاقة للقيام بالأمور اليومية الروتينية.
صعوبة في التنفس أو الشخير أثناء التنفس.
إصابة الطفل بالذهول أو فقدان الوعي، وهذه أعراض قد تكون مهددة للحياة، ولذا كلما تم اكتشاف السكري عند الطفل في وقت أبكر فإن إمكانية العلاج والاستجابة له تكون أفضل.
يمكن أن تشمل اعراض السكر عند الاطفال أيضاً ظهور سلوك غريب على الطفل ومفاجئ، مثل العدوانية أو المشاكل السلوكية.
اعراض سكري الاطفال من النوع الثاني
تشمل اعراض السكر عند الاطفال من النوع الثاني ما يلي:
كثرة التبول، وخاصة في الليل.
زيادة الشعور بالعطش.
فقدان الوزن غير المبرر.
الشعور بحكة حول الأعضاء التناسلية، ويمكن أن يرافقها عدوى فطرية.
بطء التئام الجروح.
عدم وضوح الرؤية نتيجة جفاف العين.
ظهور بقع داكنة مخملية على الجلد، وتسمى الشواك الأسود.
متى تظهر اعراض السكر عند الاطفال؟
من النادر أن يولد الأطفال وهم مصابون بمرض السكري أو ما يسمى سكري حديثي الولادة، والذي من الممكن أن يكون بسبب العوامل والجينات الوراثية، أو بسبب عدم اكتمال نمو البنكرياس، أو اضطراب الهرمونات أو التغذية لدى الأم خلال فترة الحمل.
من الممكن أن يختفي سكري حديثي الولادة عند بلوغ الطفل عمر السنة، ولكن يكون هذا الطفل أكثر عرضة مقارنةً بأقرانه للإصابة بمرض السكري في مراحل لاحقة من حياته.
أما مرض السكري من النوع الأول فقد كان يطلق عليه سابقاً اسم سكري الأطفال لأنه غالباً ما يصيب الأطفال منذ الصغر، فيظهر لدى الطفل منذ أن يكون رضيعاً، أو لاحقاً خلال السنوات الأولى للطفل، ولكن تزداد معدلات ظهور اعراض السكري من النمط الاول عند الاطفال بعد سن الخامسة.
كيفية اكتشاف السكر عند الاطفال
في حال ملاحظة أي من اعراض السكر عند الاطفال المذكورة سابقاً ينصح بزيارة الطبيب من أجل القيام بالفحوصات اللازمة لتأكيد الإصابة بالمرض أو نفيها. قد يقوم الطبيب بإجراء فحص للبول للكشف عن وجود سكر الجلوكوز في البول، كما ويمكن أن يطلب الطبيب فحص السكر في الدم عن طريق إجراء الفحوصات التالية:
فحص السكر العشوائي والذي يدل على الإصابة بالسكري في حال كانت نتيجته أعلى من 200 ملغ/ديسيلتر (بغض النظر عن وقت أو محتوى الوجبة السابقة لإجراء الفحص).
فحص السكر الصيامي والذي يمكن أن يدل في حال كانت نتيجته أعلى من 126 ملغ/ديسيلتر على إصابة الطفل بالسكري.
فحص السكر التراكمي حيث يعد الطفل مصاباً بالسكري في حال كانت قراءته أعلى من 6.5%.
عدم اكتشاف سكري الاطفال مبكراً، خاصة لدى الرضع ما دون السنتين، نظراً لتشابه أعراضه مع أعراض الأمراض الأخرى، لذا فإنه يوصى في حال ملاحظة أي من اعراض السكر عند الاطفال المذكورة هنا أو عند وجود استعداد العامل الوراثي بالقيام بفحص مستوى سكر الدم لدى الطفل للحصول على التشخيص والبدء بالعلاج مبكراً.
سكري الأطفال المؤقت
يعرف مرض السكري الكاذب عند الأطفال باسم سكري الأطفال المؤقت، وينتج بسبب انخفاض مستوى الهرمون المضاد لإدرار البول Antidiuretic Hormone, ADH) المعروف باسم فازوبريسين (بالإنجليزية: Vasopressin)، وهو عبارة عن هرمون يساعد الكلى على الاحتفاظ بمعدل صحي من الماء في الجسم، ويساعد على منع إصابة الجسم بالجفاف.
عند انخفاض الهرمون المانع لإدرار البول يتم سحب الكثير من الماء من الدم عن طريق الكلى، مما يؤدي إلى زيادة كمية البول أو ما يسمى البول المائي، ولهذا يطلق على سكر الأطفال المؤقت اسم سكري الماء.
من أسباب سكر الأطفال المؤقت التي قد تؤدي إلى انخفاض الهرمون المانع لإدرار البول، ما يلي:
اضطراب الغدة النخامية أو الغدة تحت المهاد.
تلف غدة ما تحت المهاد أو الغدة النخامية بسبب إجراء جراحي أو الخضوع للعلاج الإشعاعي.
إصابة في الدماغ.
ورم في الدماغ.
التهاب السحايا.
العامل الوراثي.
استخدام بعض الأدوية، مثل الليثيوم.
يعتمد علاج سكر الأطفال المؤقت عادة على المسبب، ويمكن أن يشمل العلاج استخدام الهرمون المانع لإدرار البول الصناعي، إما على شكل حبوب أو حقن أو بخاخ للأنف.
يوصى الأطفال المصابون بالسكري الكاذب بشرب الكثير من السوائل لتعويض كمية السوائل التي يفقدها الجسم والوقاية من الجفاف، كما ينصح بالتحقق من نسبة الصوديوم في الدم خلال فترة العلاج للتحقق من سير العملية العلاجية كما يجب.
أسباب السكري عند الأطفال
تختلف مسببات السكري عند الأطفال باختلاف النوع المصاب به الطفل، وذلك كما يلي:
أسباب السكري عند الأطفال من النمط الأول
حتى الآن، تعد أسباب سكري الأطفال من النوع الأول غير معروفة على نحو دقيق، حيث يعتبر أحد الأمراض المناعية الذاتية، والتي يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، في مرض السكري، يهاجم النظام المناعي خلايا البنكرياس التي تنتج الإنسولين.
عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بالسكري من النوع الأول، وتشمل:
التاريخ العائلي لمرض السكري من النمط الأول وأمراض الغدة الدرقية لدى الأقارب من الدرجة الأولى.
بعض أمراض الأم وعاداتها أثناء الحمل، مثل الإكثار من شرب الشاي أو الكافيين، أو تعرض الأم للإصابة بتسمم الحمل أو لأحد الأمراض المعدية.
تعرض الأطفال حديثي الولادة لبعض الأمراض، مثل الأكزيما، واليرقان، والالتهابات بشكل كبير.
انقطاع الطفل عن الرضاعة الطبيعية بعد مدة أقل من 6 أشهر أو تعرض الطفل للحليب الصناعي غير المناسب.
أسباب السكري عند الأطفال من النمط الثاني
ترتبط أسباب مرض السكري عند الأطفال من النوع الثاني ارتباطاً وثيقاً بزيادة الوزن لدى الطفل وارتفاع نسبة السكر في الدم. وهناك مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة الطفل بمرض السكري من النوع الثاني، وتشمل:
العمر، حيث ينتشر مرض السكري من النمط الثاني عند الأطفال بين عمر 10-19 سنة.
زيادة الوزن، حيث تزيد سمنة الأطفال من خطورة الإصابة بارتفاع مقاومة الأنسولين، وهي أحد عوامل الخطر الرئيسية لمرض السكري عند الأطفال من النوع الثاني.
التاريخ العائلي.
العرق، حيث أن الأطفال من الأصل الآسيوي أو اللاتيني أو الأمريكيين الأصليين أو الإفريقين أكثر عرضة.
الوقاية من سكري الأطفال
يمكن الوقاية من سكري الأطفال النوع الثاني إلى حد كبير، ولكن من الصعب الوقاية من مرض السكري من النوع الأول، حيث أنه يصنف بأنه مرض مناعي ذاتي.
يتم تقليل مخاطر سكري الأطفال من النوع الثاني عند الأطفال من خلال بعض الخطوات، مثل:
الحفاظ على وزن صحي: تعد السمنة أحد عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بمرض سكري الأطفال.
زيادة النشاط البدني للطفل: يساعد ممارسة الرياضة بانتظام على التقليل من مقاومة الأنسولين والمحافظة على الوزن.
تقليل تناول الأطعمة والمشروبات السكرية: يؤدي استهلاك نسب عالية من السكر والنشويات إلى مشاكل في عمل الأنسولين مع الوقت.
تعد الفحوصات المنتظمة مهمة جداً لتحديد وعلاج مرض السكري عند الأطفال، لذلك ينصح بالقيام بها عند ظهور أحد العلامات على أطفالنا، كما يجب التواصل مع الطبيب إذا كانت لديك مخاوف بشأن صحة الطفل، فالتشخيص المبكر يسهل عملية العلاج ويزيد من نسبة نجاحها.
علاج السكري عند الأطفال
علاج السكري عند الأطفال النوع الأول
يتم علاج السكري من النوع الأول عند الأطفال المصابين به باستخدام حقن الأنسولين، وتختلف جرعة الإنسولين من مريض لآخر، وتشمل خطة تنظيم جرعات الأنسولين للطفل عادةً على نوعين من الأنسولين، الأول هو الأنسولين سريع المفعول والذي يستخدم غالباً خلال النهار.
والنوع الثاني هو الأنسولين بطىء المفعول للتحكم بمستويات سكر أثناء النوم في الليل، وغالباً يحتاج الأطفال الصغار في بداية الإصابة بمرض السكري من النوع الأول إلى جرعات صغيرة متعددة من الأنسولين، وقد لا يحتاجون الجرعة الليلية من الأنسولين في بداية التشخيص ولكن مع تقدم العمر فإنهم يحتاجونها.
كما يعد استخدام مضخات الأنسولين شائعاً بين الأطفال المصابين بالسكري، حيث يعتبر التحكم في مستويات السكر في الدم أمر ضروري وهام لتجنب المضاعفات.
تجدر الإشارة، إلى أن جرعات الأنسولين التي يحتاجها الأطفال تزداد مع تقدم العمر، وبالتالي يجب تعديل نظام الجرعات بشكل دوري مع تقدم العمر والنمو عند الأطفال.
علاج السكري عند الأطفال النوع الثاني
يعتمد علاج سكري الأطفال النوع الثاني على مدى تطور المرض لديهم، حيث يمكن تقليل مقاومة الأنسولين أو الحد من تفاقمها والسيطرة على مستويات سكر الدم في المراحل المبكرة من خلال تغير نمط الحياة، وخسارة الوزن الزائد، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة.
الغذاء المناسب للأطفال المصابين بداء السكري
1. الكربوهيدرات: شجع استهلاك الحبوب الكاملة، مثل خبز القمح الكامل والأرز البني وحبوب الحبوب الكاملة، حيث يكون لها تأثير أقل على مستويات السكر في الدم مقارنة بالحبوب المكررة. قلل من تناول الخبز الأبيض والأرز الأبيض والحبوب السكرية والوجبات الخفيفة المصنعة التي تحتوي على الكربوهيدرات المكررة.
2. الفواكه والخضروات: شجع على استهلاك مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات، لأنها غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، قم بإعطاء الأولوية للفواكه منخفضة السكر مثل التوت والتفاح والحمضيات.
3. البروتينات الخالية من الدهون: اختر مصادر البروتين الخالية من الجلد، مثل الدواجن الخالية من الجلد والأسماك والفاصوليا والعدس والتوفو. مصادر البروتين هذه لها تأثير ضئيل على مستويات السكر في الدم وتوفر العناصر الغذائية الأساسية.
4. الدهون الصحية: قم بتضمين مصادر الدهون الصحية في النظام الغذائي، مثل الأفوكادو والمكسرات والبذور وزيت الزيتون. تساعد هذه الدهون على تحسين الشبع وتثبيت مستويات السكر في الدم.
5. الحد من الأطعمة والمشروبات السكرية: تجنب الأطعمة والمشروبات عالية السكر مثل الصودا والحلوى والبسكويت والحبوب السكرية. يمكن أن تسبب هذه الزيادات الحادة في مستويات السكر في الدم.
في الختام، يعد مرض السكري لدى الأطفال حالة مزمنة تتطلب إدارة دقيقة ودعمًا من المتخصصين في الرعاية الصحية وأولياء الأمور والمدارس. من الضروري إعطاء الأولوية للتثقيف بشأن العلامات والأعراض المبكرة لمرض السكري لضمان التشخيص والعلاج في الوقت المناسب من الضروري التعرف على جوانب الصحة العاطفية والعقلية التي يمكن أن تصاحب العيش مع هذه الحالة. يعد توفير الدعم والموارد للأطفال للتغلب على تحديات مرض السكري جزءًا لا يتجزأ من رفاههم العام في الختام، يعد الاكتشاف المبكر والإدارة السليمة والبيئة الداعمة أمرًا بالغ الأهمية للأطفال المصابين بداء السكري. مع الرعاية المناسبة، يمكن لهؤلاء الأطفال أن يزدهروا ويعيشوا حياة كاملة على الرغم من تشخيصهم.